الخضار والفواكه... من التصدير للاستيراد وعلى حساب المواطن!

الخضار والفواكه... من التصدير للاستيراد وعلى حساب المواطن!

والله يا جماعة صرنا بزمن العجايب... الخضرة والفواكه اللي كنا نزرعها وننبسط فيها ونوزّع منها للجار والأقارب اليوم عم تنحط عالرف بأسعار نار... والمواطن عم يتحسّر وهو عم يعدّ المصاري قبل ما يمد إيدو عليها!

قبل كم يوم طلع رئيس لجنة سوق الهال بدمشق وصرّح إنو بس بشهرين تم تصدير حوالي 272 ألف طن من الخضار والفواكه والحمضيات لدول الخليج...
وطبعاً هاد شي بيفرّح من ناحية دعم الاقتصاد... بس بنفس الوقت عم يصير على حساب السوق المحلية... وعلى حساب الناس يلي عم تئن تحت وطأة الغلا والظروف المعيشية الصعبة...
يعني تخيّل.. نحنا هون ببلد الزراعة وصار في قسم من الخضار والفواكه بالسوق مستوردة من مصر والأردن!
ليش؟ لأنو الإنتاج المحلي الكبير عم يتصدر... والطلب المحلي عم يتغطى جزئياً من الخارج بالاستيراد... وهالشي بزيد التكاليف طبعاً... متل ما بزيد أرباح المصدرين والمستوردين... وكل هاد بيرجع عالجيبة المسكينة للمواطن المشحر...
من ناحية تانية غرفة تجارة عمّان بالأردن صرّحت إنو سورية كانت أكبر بلد استوردت من عندن ببداية هالسنة... بعدد شهادات منشأ وصل لـ 1665 شهادة... وقيمة تقريبية 18 مليون دينار!
يعني نحنا عم ناخد من عندن خضار وفواكه... بينما خيرات بلدنا رايحة لبرا... والمستهلك السوري عم يدفع التمن مرتين... مرّة كمواطن عم يشوف الإنتاج المحلي عم يطير سعره... ومرة تانية لما يضطر يشتري المستورد بسعر أعلى...
خليني أحكيلك شوي عن أسعار السوق، يلي صارت متقلبة ومجنونة:
كيلو الموز وصل لـ 15 ألف! التفاح نفس السعر، والبرتقال بـ 9 آلاف! أما التوت، علبته الصغيرة بـ 10 آلاف! وكيلو الكيوي صار بـ 35 ألف، والأناناس بـ 25 ألف، والفريز بـ 15 ألف!
يعني الفواكه صارت كأنك عم تشتري ذهب... مو فواكه!
وعالخضار ما فينا نقول إنها بأحسن حال:
كيلو البازيلاء بـ 20 ألف! باذنجان للمحشي 12 ألف، والكوسا 10 آلاف. أما البطاطا 6 آلاف، والبصل الفريك بـ 4 آلاف. الفول الأخضر 6 آلاف، والبندورة 5 آلاف، والفليفلة 10 آلاف، والثوم الناشف وصل لـ 30 ألف!
حتى الحشائش صارت واوا:
البقدونس بـ 1000، النعنع 1500، الزعتر 2000. والخس بـ 6000 ليرة، والبقلة 3000، والطرخون 2000!

وين كنا ووين صرنا؟

المواطن اليوم صار يمشي بالسوق متل يلي داخل على مزاد... مو سوق خضرة! كل يوم سعر شكل، وكل يوم معاناة شكل...
الحقيقة إنو التصدير مهم وضروري لدعم الاقتصاد... بس كمان لازم يكون في توازن.
يعني ما بصير نفضّي السوق من الخضرة والفواكه... ونرجّع نشتريها من برا... وكل هاد على حساب المواطن يلي راتبو ما عاد يلحّق شي!
يا ريت يكون في رقابة عادلة... وسياسات متوازنة... بتضمن أمن غذائي داخلي قبل ما نفكّر بالأسواق الخارجية وأرباح التجار...
لأنو أكل الناس مو لعبة... والمواطن السوري مو لازم يكون ضحية سوق مفتوح واستغلالي بلا حساب!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1222