أسواق العيد بدمشق... عجقة وزحمة بس بلا بيع وشرا!

أسواق العيد بدمشق... عجقة وزحمة بس بلا بيع وشرا!

الأسبوع اللي قبل العيد بدمشق كان دايماً معروف بالحركة الكبيرة بالأسواق، الناس نازلة تشتري تياب العيد، المحلات مليانة زباين، والتجار مستنين هالفترة ليعوضوا عن باقي السنة.

بس هلأ الوضع مختلف تماماً!
الأسواق مزدحمة، بس مو للشراء... للتمشاية وتغيير الجو لا أكتر ولا أقل!

عجقة عالفاضي!

إذا نزلت على الحمرا، الشعلان، الحريقة أو سوق الصالحية، رح تلاقي الدنيا عجقة عالم، بس لو ركزت شوي بتلاحظ إنه قليل يلي عم يفوتوا على المحلات، وحتى يلي بيفوتوا أغلبهم بس عم يسألوا عن الأسعار وبيطلعوا بلا ما يشتروا... ليش؟ لأن الأسعار نار!
أصحاب المحلات نفسهم بيقولوا إنه هالعيد كان أضعف من العيد الماضي، والمبيعات نازلة بشكل ملحوظ.
يعني كل هالعجقة، وكل هالزحمة، وآخر شي المبيعات ما عم تتحرك متل المتوقع.
البياعين معتبرين هالشي خسارة كبيرة، لأنه العيد هو الموسم يلي المفروض يبيعوا فيه أكتر من أي وقت تاني.

ليش الناس ما عم تشتري؟

في كتير أسباب خلت التسوق بهالعيد ضعيف...
السبب الرئيسي أنو الأسعار غالية... فالناس بتدخل تسأل عن السعر، بس لما بتسمع الرقم، بتستغرب وبتطلع بدون ما تشتري.
الألبسة صارت مكلفة كتير، وإذا بدك تشتري طقم كامل لأولادك، بدك تدفع مبلغ كبير، وهو شي ما كل الناس قادرة عليه.
السبب التاني هو المنافسة مع المهربات والبالة... بهالوقت صار في خيارات أرخص مثل الألبسة المهربة يلي أسعارها أرخص وأحياناً نوعيتها أفضل، أو البالة يلي بتقدم ملابس ماركات بسعر مقبول.
أما السبب الأساسي فهو الوضع المعيشي الصعب... لأن الأولوية بالنسبة للناس صارت للأكل والشرب... أما تحضير سفرة العيد، والملابس الجديدة فما عاد إلها الأولوية مثل قبل.

التجار بيحكوا عن وضعهن

الحكي مع أصحاب المحلات بيعطي صورة أوضح للمشكلة.
أحد التجار بسوق الحمرا قال: «إحنا مستنيين موسم العيد ليعوض معنا، بس السنة الناس عم تلف وتطلع بلا ما تشتري، الأسعار مو بإيدنا، بس العالم مو قادرة تتحمل!»
بياع تاني بسوق الصالحية قال: «إذا الوضع ضل هيك، كتير من المحلات رح تضطر تسكر، لأنه ما عم نقدر ندفع أجار المحل ولا رواتب العمال».

الفرجة بدل الشرا

اليوم الناس عم تنزل السوق مو لحتى تشتري، بل لحتى تشم هوا وتغير جو وتشوف شو نازل جديد... بس الشرا فعلياً صار رفاهية لكثير من العائلات.
حتى الأطفال يلي كانوا يفرحوا بشراء تياب العيد، صاروا يكتفوا باللي عندهم لأن الأهل عم يحاولوا يضبطوا المصاريف ويتقشفوا أكتر من قبل!
أسواق دمشق قبل العيد مزحومة كتير، بس مو بالزبائن الحقيقين، بل بالمتفرجين.
التجار متأملين تتحسن المبيعات، بس مع الظروف الحالية، الأمل ضعيف.
والأسوأ إنه إذا استمر الوضع هيك، ممكن نشوف محلات عم تسكر بدل ما تفتح!
والسؤال يلي بيطرح نفسه: لإيمت رح يضل العيد فرجة بلا شرا؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1219