رمضان كريم... بس يا ترى علينا ولا لغيرنا؟
8/12/2024 كان يوم تاريخي لكل السوريين، يوم يلي سقط فيه النظام يلي قهر الناس سنين وسنين، والفرحة كانت كبيرة، كأنو باب جديد انفتح للحياة، باب مليان أمل بتغيير حقيقي.
الكل كان متأمل إنه الأمور تتحسن، الأسعار تنزل، الدولار يختفي من حياتنا، ويصير في استقرار ومعيشة كريمة.
ومع اقتراب السنة الجديدة، والناس عم تستعد لرمضان، كان التفاؤل كبير، لأنه الكل اعتبره بداية جديدة بعد كل هالسنين الصعبة.
بس للأسف، الواقع كان له رأي تاني!
فجأة، الأسعار بلشت ترتفع بشكل جنوني، وكأنو ما في شي تغيّر، وكأنو الضغط الاقتصادي لساتو مكمل.
الكل كان ناطر رمضان ليجتمعوا ع سفرة وحدة، بس كيف بده يكون في سفرة إذا المواد الغذائية أسعارها نار وما حدا قادر يلحق عليها؟!
رمضان بين الجوع والحرمان
رمضان شهر الرحمة والتكافل، بس هالسنة، الفقير وضعه متل باقي السنة، وجبة وحدة باليوم إذا قدر عليها، مو لأنه عم يصوم بإرادته، بس لأنه ما عنده القدرة ليشتري الأساسيات!
الناس يلي كانت تفكر برمضان كفرصة ليلموا العيلة ع طاولة وحدة، صار همها كيف بدها تأمّن خبز لولادها.
كيلو البندورة كان 3000 صار 7500، الخيار من 6000 لـ 13,000، والخسة يلي كانت 1500 وصلت لـ 8000، أما الكوسا من كم يوم كانت ب9000 فقفزت لـ 24,000، والبتنجان شرحو!
اللحوم والأجبان صارت حلم بعيد المنال، لك حتى يلي عنده حدا برا يبعتله مصاري، والمساعدات يلي عم تجي، بالكاد عم تغطي الأساسيات، لأنه كل يوم في ارتفاع بالأسعار بلا أي منطق!
يعني متل ما بيقولوا: تيتي تيتي متل ما رحتي متل ما اجيتي!
الأجور ما بتكفي حتى للخبز!
أجور السوريين اليوم صارت نكتة حزينة، يلي عنده راتب 500 ألف بالشهر، ما بيكفي غير للخبز وشوية حاجيات، أما يلي بلا شغل، فمعتمد ع مساعدات أهل أو جمعيات، بس هالمساعدات حتى لو توفرت، ما بتكفي غير أيام معدودة، لأن الفجوة بين الحاجة والإمكانات عم تكبر يوم عن يوم.
وحتى يلي عنده راتب، إذا طلع يحسبها، رح يلاقي إنه العيلة لحالها بحاجة أكتر من 8000 ليرة يومياً بس للخبز، يعني 240 ألف ليرة بالشهر، وهات لنشوف كيف بيكمل باقي الشهر؟
رمضان امتحان للفقراء... وموسم ذهب للتجار!
رمضان المفروض يكون شهر الرحمة والمشاركة، بس للأسف متل العادة صار موسم استغلال عند التجار!
فبدل ما الأسعار تنزل، كل يوم بتزيد، والاحتكار والمضاربات بالسوق مخليين الوضع نار.
لك وحتى لو نزل سعر الصرف، فالأسعار ما بتتحرك نزول، بس طالع طالع!
المفروض هالشهر يكون شهر لمّة العيلة، و«اشتهيناكن بهالأكلة»، و«سكبنا لكم من طنجرتنا»، بس هالسنة، متل اللي قبلها وقبل قبلها، هالعادات الجميلة راحت، لأن الكل عاجز يشارك بشي، والكل مضغوط مادياً، وكل قرش صار محسوب.
رمضان بعيون المفقرين
رمضان المفروض يكون شهر الفرح والتجمعات، بس هالسنة، الفقير عم يشوفه شهر زيادة بالمعاناة، وصراع يومي مع الجوع. الصيام صار أمر واقع ودائم ومستمر، مو عبادة، لأن الأكل نفسه صار رفاهية ما بيقدر عليها!
السؤال يلي عم يسألوه الكل: يا ترى رمضان كريم لمين وع حساب مين؟!
وهل رح يجي يوم ونشوف رمضان كريم عن جد؟ ولا رح نضل صايمين، مو لفضيلة، بس لأنه ما في شي ناكلو؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1216