أزمة المياه المزمنة في صحنايا... معاناة مستمرة وتكاليف باهظة

أزمة المياه المزمنة في صحنايا... معاناة مستمرة وتكاليف باهظة

تعاني بلدة صحنايا منذ فترة طويلة من مشكلة مزمنة في توفر المياه، والتي تفاقمت بشكل ملحوظ خلال الأسابيع الأخيرة، حيث لم تصل المياه إلى بعض الأحياء منذ أكثر من أسبوعين.

فقد اضطر السكان إلى شراء المياه من الصهاريج، حيث تبلغ تكلفة تعبئة الخزان المكون من 10 براميل نحو 70 ألف ليرة سورية، مما يشكل عبئاً مالياً ثقيلاً، خاصة على الأسر ذات الدخل المحدود.

من نقص المياه إلى انقطاع الكهرباء

في الفترات السابقة، كانت المياه تصل إلى بعض أحياء صحنايا مرتين أسبوعياً (الأحد والأربعاء)، رغم تزامنها أحياناً مع انقطاع الكهرباء، مما كان يعيق ضخها إلى الخزانات.
أما بعد التغيرات الأخيرة، فقد ازدادت فترات انقطاع الكهرباء لتصبح ساعتين فقط يومياً موزعة على فترتين، في حين تراجعت وتيرة ضخ المياه بشكل كبير، حتى وصلت إلى نقطة الانقطاع التام، باستثناء بعض الفترات القليلة التي تأتي فيها المياه لفترات قصيرة جداً لا تكفي لتعبئة الخزانات.

التكاليف المرهقة وتأثيراتها على الأهالي

يواجه سكان صحنايا أعباءً مالية كبيرة نتيجة اضطرارهم لشراء المياه من الصهاريج، التي باتت البديل الوحيد عن المياه الحكومية المفقودة. وتعد هذه التكاليف مرهقة بشكل خاص للأسر ذات الدخل المحدود.
فعائلة مكونة من أربعة أشخاص فقط لا يكفيها خزان من 10 براميل لأكثر من أسبوع. ومع استمرار هذه الأزمة، باتت تكلفة المياه تستهلك جزءاً كبيراً من دخل الأسر، مما يزيد من معاناتهم في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.

مخاطر صحية بسبب تلوث المياه

بالإضافة إلى الأعباء المالية، فإن المياه المشتراة من الصهاريج غالباً ما تكون غير نظيفة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض الجلدية مثل الحكة والاحمرار بعد الاستحمام بها. كما أن لون المياه يكون داكناً في بعض الأحيان، ما يشير إلى تلوثها وعدم صلاحيتها للاستخدام، وهو ما يشكل خطراً صحياً حقيقياً، خاصة بالنسبة للأطفال وكبار السن الذين قد يكونون أكثر عرضة للأمراض المرتبطة بالمياه الملوثة.

دور الجهات المسؤولة والتواطؤ المحتمل

على الرغم من معاناة السكان ومحاولاتهم تقديم الشكاوى، إلا أن المشكلة لا تزال دون حلول فعلية.
يعتقد الكثير من السكان أن هناك تواطؤاً بين الجهات المسؤولة وأصحاب الصهاريج، حيث لوحظ أن هذه الصهاريج تزداد أعدادها في الأيام التي من المفترض أن تصل فيها المياه، وكأن هناك تنسيقاً غير معلن بين الطرفين لضمان استمرار الطلب على المياه المبيعة.
كما أن انقطاع الكهرباء المتكرر عند قدوم المياه يعزز من صعوبة ضخها إلى الخزانات، ما يدفع الأهالي مجبرين إلى شراء المياه بأسعار باهظة.

الحلول الممكنة والمطالب الشعبية

في ظل هذه الأوضاع، يطالب سكان صحنايا بحلول جذرية لهذه المشكلة، والتي يمكن أن تشمل:
إعادة جدولة ضخ المياه بشكل يضمن وصولها بانتظام إلى الأحياء المختلفة.
مراقبة وتنظيم عمل صهاريج المياه لضمان جودة المياه وأسعارها.
تحسين شبكة الكهرباء بحيث لا تتزامن انقطاعاتها مع فترات ضخ المياه.
التحقيق في الشكاوى المتعلقة بتواطؤ بعض الجهات مع أصحاب الصهاريج لضمان العدالة في توزيع المياه.

مشكلة معممة تحتاج للاستجابة السريعة

تُعد أزمة المياه في صحنايا نموذجاً لمعاناة العديد من المناطق في سورية التي تعاني من شح المياه وانقطاع الكهرباء، مما يدفع السكان إلى الاعتماد على مصادر بديلة مرهقة مادياً وغير صحية.
وفي ظل تفاقم هذه المشكلة، فإن الاستجابة السريعة من الجهات المعنية باتت ضرورة ملحّة لتخفيف الأعباء عن السكان وتأمين حقهم الأساسي في الحصول على مياه نظيفة وبأسعار معقولة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1215