البطون الخاوية مشكلة فجة وسوداوية وحق الناس تصرّ ع حلها...
الفقر صار واقع مرير بسورية... والبطون الخاوية عم تزيد كل يوم... الناس مو بس تعبت من الغلا... كمان تعبت من العجز... ومن التحديق الفاضي بالرفوف المليانة بالمحال والمولات... ومن الحلم اللي صار مقتصر ع رغيف خبز أو صحن طبيخ مو أكتر...
الوضع بسورية صار شبه متوقف... والبلد كأنها واقفة عن الحركة... لا نشاط اقتصادي حقيقي ولا إنتاج... المصانع عم تسكر أو صارت مسكرة... والأراضي الزراعية زاد هجرانها... والأسواق رغم عجقتها بالناس... بس أغلبهم ليشوفوا الأسعار ويرجعوا يهربوا منها...
البطالة صارت معممة بكل بيت... لأن ما في فرص عمل... والشغل صار محدود أو شبه معدوم... واللي عنده شغل عم يشتغل بأبخس الأجور اللي ما عادت تكفي حتى الخبز... وفوقها المتعطلين الجداد اللي تم شطب عملهم بجهات ومؤسسات الدولة ع ايدين سلطة الأمر الواقع الحالية... يعني صار في ملايين السوريين بلا شغل...
التكاليف المعيشية على الضرورات صارت نار... حبة الدواء غالية... ورغيف الخبز غالي... وكل شي بطل بمتناول اليد... يعني اليوم إذا بدك تحكي عن أكل ما عاد عم نحكي عن لحمة أو فواكه... صرنا عم نحكي عن أساسيات ما عادت موجودة عند أغلب العائلات... والناس صاروا يطبخوا بأقل شي من المكونات الغذائية... حتى صاروا يحسبوا كل حبة رز وين رايحة... وهي أكيد ما عادت حياة طبيعية بعد كل هالشذوذ...
لأن صار هم العيلة كيف تأمن أكل يومها وبس...
حتى الأطفال اللي لازم يعيشوا طفولتهم... واللي كانوا يحلموا بالألعاب... صاروا عم يكبروا وهنن حاملين هم اللقمة ليحلموا بصحن رز أو قطعة شوكولا مو أكتر... والشباب اللي لازم يكونوا بمرحلة بناء حياتهم عم يتهدموا تحت ضغط العازة وقلة الفرص...
لك صار أقل من عادي انو نشوف ولاد وشباب عم يتركوا المدرسة مشان يساعدوا أهاليهم... أو مشان يطالعوا شوية ليرات يعينوا فيها عيلتهم... ومن الطرف التاني الأهالي طبيعي ينفطر قلبهم وهنن عايشين عجزهم عن تلبية أبسط طلبات ولادهم...
أكيد مو عيب الاعتراف بالمشكلة... مهما كانت فجاجتها وسوداويتها.. العيب تنترك تكبر بدون ما نتحرك حتى نعالجها... لأن البطون الخاوية ما بتستنى... والجوع مو بس بيدمر البطون... بيدمر النفوس والقيم... وبيدمر المجتمعات كمان... والفقر ما بينتظر خطط طويلة الأمد... الناس بدها خطوات فورية... دعم مباشر... ضبط أسعار... وتوفير المواد الأساسية لتصير بمتناول الجميع... والاهم فرص عمل تغني الناس عن العازة وتحفظ كرامتها...
سورية كانت بلد الخير... ولسا الخير فيها وبناسها موجود... وناسها أبداً ما فقدت صبرها لسا... ولا فقدت أملها المشروع بالتغيير... ويمكن الفرق أنو صارت أكتر إصرار ع استعادة حقوقها... كل حقوقها... أكتر من أي وقت مضى... ومن أي سلطة كانت...
الحكومة لازم تنتبه أنه البلد بحاجة لخطوات حقيقية، لأنه البطون الخاوية والناس العاطلة عن العمل عم تخلق أزمة أكبر يوم عن يوم. ضبط الأسعار صار ضرورة، وتوفير فرص عمل حتى بالحد الأدنى لازم يكون أولوية. إذا الاقتصاد ما عاد للحركة والإنتاج ما رجع، ما في أمل نوقف هالتدهور.
الوضع هلأ أكبر من مجرد أرقام وإحصائيات. الفقر عم يدمر الكرامة، الجوع عم يكسر الناس، والبلد كلها عم تنزف. سورية كانت بلد الإنتاج والخير، والناس كانوا أهل الكرم والعزة، بس هالقيم عم تنكسر تحت ضغط الحاجة. إذا ما صار تدخل سريع، مو بس الاقتصاد رح ينهار، المجتمعات نفسها رح تضيع. نحنا بحاجة لحلول جذرية وسريعة، لأنه الوطن عم ينادي قبل ما يفوت الأوان.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1210