قذائف وصفارات إنذار في ضاحية الفردوس قرب دمشق!
تنال ضاحية الفردوس، «ضاحية جمرايا أو ضاحية البحوث» بالقرب من دمشق، حصتها من نقص الخدمات، الذي يعاني منه ريف دمشق مقارنة بالمدينة، التي تعاني أيضاً بدورها بنسب متفاوتة، سواء كان ذلك فيما يخصّ الكهرباء، أو المواصلات، أو تغطية الهواتف والإنترنت. لكن الأكثر إخافة وإرعاباً للكثيرين من سكان المنطقة في هذه الأيام هو الوضع الأمني المتذبذب!
فجأة خلال الأسبوع الماضي، وبعد أن أجهزت «إسرائيل» على كامل العتاد والتجهيزات العسكرية الموجودة بمحيط المنطقة خلال الفترة الماضية، عاد سكّان الضاحية ليسمعوا دويّ صفارات الإنذار التي كانت تنذرهم من قبل بوجود غارات جوية معادية!
في البدء تعاملوا مع الموضوع كما اعتادوا، بالاحتماء في المخابئ، أو بعيداً عن النوافذ وغيرها من إجراءات السلامة، ليكتشفوا بأنّ دويّ هذه الصفارات لم يعد منضبطاً ولا هدف معروف له، ورغم سؤالهم عن سبب إطلاق صفارات الإنذار، سواء في النهار أو الليل، لم يجبهم أحد!
الأمر الآخر الذي يقضّ مضاجع هؤلاء السكان هو سماعهم بشكل متكرر لإطلاق النار والرصاص، ليلاً ونهاراً، دون مبرر أو تبرير أيضاً!
يقول البعض بأنّ هذه الأصوات ناجمة عن تدريبات عسكرية في ثكنة الدريج العسكرية المحاذية للضاحية، لكنّ مشاهدة حرّاس يحملون السلاح بشكل شبه يومي، يركضون بين الأبنية، يجعل السكّان على غير يقين بما يحدث!
ثمّ جاء الأسوأ في يوم الخميس 16 كانون الثاني الحالي، حوالي الساعة الثالثة والنصف مساءً، عندما سقطت قذيفة مدفعية في وسط إحدى الجادات السكنية في الضاحية، والتي أدّت إلى تخريب عدد من السيارات بشكل كبير، وإصابة عدد من الأشخاص المدنيين، الذين تصادف وجودهم في المنطقة عند سقوط القذيفة.
عند الاستفسار من المسؤولين عن المنطقة حول الحادث في مساء اليوم ذاته، أعلنوا بأنّهم قد بدؤوا التحقيق بالموضوع، ووفقاً للبعض، فقد زار أحد هؤلاء المسؤولين موقع الحادث وعاين الأضرار، ووعد بأن يعوّض المتضررين إن ثبت بأنّ المتسببين في ذلك هم من الثكنة العسكرية.
في الحقيقة، زيارة أحد المسؤولين للمكان والوعد بتعويض المتضررين، أمر جيد، لكن وفقاً لعدد من أهالي المنطقة، فإنّ سقوط قذائف مدفعية على الضاحية المدنية، إن ثبت بأنّ مصدره هو الثكنة العسكرية المجاورة، لا يجب أن يقتصر على التعويض فقط، بل يجب أن يتمّ اتخاذ إجراءات كافية وكفيلة تمنع تكرار مثل هذه الحادثة، ناهيك عن الإعلان عن أيّ إجراءات تمّ اتخاذها بهذا الشأن بشفافية.
واقع الحال يقول إن مخاوف السكان تتزايد، خاصة أنّ إطلاق النار باتوا يسمعونه بشكل يومي، وكذلك أصوات المدفعية يسمعونها بشكل دوري، بما في ذلك الأمسية التي تلت سقوط القذيفة في الضاحية!
فهل سيتفادى المسؤولون عن الثكنة العسكرية في الدريج مثل هذه الحادثة؟
وهل سيتم اتخاذ الإجراءات الكفيلة والكافية بحماية السكان في المناطق المحيطة بها؟
أمّ إنّنا سنسمع ونرى شيئاً يخشى البعض مشاهدته وسماعه، عن أضرار وإصابات مستجدة، مع ذرائع ومبررات قد لا تنتهي، أو من دونها؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1210