عشوائية البسطات تصل إلى حرم الجامع الأموي
عقب سقوط السلطة البائدة بثلاثة أيام فقط بدا سوق الحميدية، ولأول مرة منذ عقود، مناراً بالكامل في ساعة متأخرة من المساء، مشهد جميل جداً اشتقنا له كسورين، أما الأجمل فهو الجامع الأموي الكبير الذي فتح أبوابه الكبيرة جميعها.
من الصعب وصف المشهد، فعندما تنتهي من سوق الحميدية يستقبلك الجامع بيديه المفتوحة وأنواره الباهرة، وبهذا الباب الذي بقي مقفلاً أغلب الأوقات سابقاً.
لكن في جولتنا الجميلة في دمشق القديمة وصولاً إلى الجامع الأموي كان بعض ما شاهدناه مخيباً للآمال، حيث غزت البسطات والعربات الجوالة الساحة الكبيرة أمام الجامع بعشوائية فظة، لتعيق المارة وتخلق ازدحاماً كبيراً زادته السيارات سوءاً، لدرجة بدى فيها التجول أو التقاط صورة، أو حتى الوقوف، أمراً شديد الاستحالة، هذا فضلاً عن الضوضاء التي كادت تطغى على صوت الأذان لشدتها!
فهذا يروج لبضاعته، وهذا يسوق للوحاته وأعماله اليدوية، وذاك يزمر وآخر يتعارك، وتلك تفاصل البائع بصوت مرتفع، في مشهد سريالي وفوضوي لا يليق بالمكان، يدفعنا للتساؤل: أين أصحاب الشأن من المعنيين من كل ذلك؟!
أما الأدهى من ذلك فهو ما شاهدناه داخل حرم الجامع، بكل هيبته وقدسيته كمعلم ديني وأثري هام لجميع السوريين، حيث فوجئنا ببائع بالونات في البهو الكبير للجامع، ينفخ ويروج ويبيع دون أي رادع، حاله كحال بائع الورود المتجول بطريقة التسويق نفسها الملحاحة والمحرجة للمارة في بهو الجامع، ولا نعلم إن كان هناك أمثال هؤلاء البائعين داخل المسجد نفسه؟!
أما الأشد شذوذاً من كل ما سبق مما شاهدناه فهو افتراش العديد من العائلات لساحة المسجد وعتباته، بموائدهم الخاصة التي تحوي الشهي من الطعام، وكأنهم في «سيران»، مخلفين الفتات والأغلفة والقمامة لتتقاذفها أقدام المارة، وليزيدها الهواء انتشاراً في المكان!
مشاهد الفوضى أعلاه لم تكن حالة منفردة رغم شذوذها، فالفوضى على مستوى البسطات والضوضاء المرافقة لها، وما تخلفه من القمامة والقذارات، باتت حالة عامة اكتسحت غالبية الشوارع الرئيسية ونواصي الأحياء، دون أي رادع شخصي من قبل البعض المتفلت، أو واجب عام من قبل الجهات المعنية والمسؤولة افتراضاً عن حرمة الأمكنة الأثرية أو الدينية، أو عن الشوارع العامة، بل وحتى للرصيف المخصص للمشاة!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1207