الريف الحمصي ضحيّة الواقع الخدمي السيِّئ والاستغلال
قد لا يختلف الواقعُ الحالي للخدمات الأساسية في ريف محافظة حمص عن سابقه قبل سقوط السلطة، إذ لا يزال الواقع الخدمي في ريف هذه المحافظة الكبيرة يعاني جموداً يكاد يطابق ما كان عليه الحال السابق، وأبرز مظاهره تتمثّل في استمرار ساعات التقنين الكهربائي الطويلة التي تعيق أدنى مستويات النشاط الاقتصادي والتعليمي والمعيشي، كذلك الحال بالنسبة للمياه التي لم تتحسّن بل ازدادت سوءاً.
إلّا أنَّ الأزمة الأشدّ تأثيراً والأكثر إلحاحاً اليوم هي الانقطاع شبه التام للمواصلات العامّة، وارتفاع أسعارها إلى مستويات غير مسبوقة وغير مقبولة.
هذا الواقع وضع شريحة كبيرة من المواطنين، وخصوصاً الموظَّفين وطلاب المدارس والجامعات، أمام معضلةٍ حقيقيّة، إذْ يجدون أنفسَهم غير قادرين على التنقُّل بين منازلهم ومقرّات أعمالهم أو جامعاتهم وحتى مدارسهم، بسبب الكلفة المرتفعة للمواصلات ما بين القرى، وبين القرى والمدينة.
والنتيجة المباشرة لذلك هي تراجع النشاط الاجتماعي والاقتصادي والتعليمي في هذه المناطق، بالإضافة إلى زيادة الأعباء على كاهل المواطن المفقَر، الذي اعتزمَ تحت وطأة هذا الاستغلال التزامَ بيتِه، ممّا عمّق عزلته الاقتصادية، وزاد من اعتماده على بيئة محلّية تفتقر إلى الخدمات والفرص.
من جهة أخرى، أدّى غيابُ التنقّل الحيويّ بين الريف الكبير والواسع والمدينة إلى ظاهرة اقتصادية مقلقة، تمثّلت في ارتفاع أسعار السلع الأساسية في ريف حمص مقارنة بأسواق المدينة، وهذه الزيادة السعرية ضاعفتْ من معاناة المواطنين، الذين يعيشون أصلاً في ظروف اقتصادية متدهورة، وتحدّ من قدرتهم على تأمين احتياجاتهم اليومية.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206