حلب... السرقة للكابلات ظاهرة مستجدّة
تفاقمت مشكلة انقطاع الإنترنت والاتصالات في المدينة مع تزايد وتكرار حوادث سرقة الكابلات الضوئية، حيث فقدت 70% من مناطق حلب الاتصالَ بالشبكة.
هذه السرقات المتكرّرة منذ أسبوعين زادتْ معاناةَ المواطنين، فبالإضافة للعُزلة التي تفرضُها هذه الممارسات الجنائيّة، فهي تعطّل العديدَ من الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والتجارية.
شكاوى لقاسيون
ورد إلى قاسيون شكاوى عديدة من أهالي حلب عن وجود سرقات لأكبال الخطوط الأرضية والإنترنت، التي اتّسعت حتى طالتْ مناطقَ عِدّة فيها، دون وجود أيِّ ردٍّ رسميٍّ أو مؤشّرات للإصلاح.
إذْ بدأتْ حالاتُ الانقطاع منذ عشرة أيّام سبقت تاريخ الشكاوى، وفي البداية كان الشكُّ حولَ وجود أعطالٍ في الشبكة كانت تسبّب انقطاعاتٍ لساعات طويلة، لكنَّ عودة الشبكة لبعض الشوارع دون أخرى في المنطقة الواحدة أكَّدَ احتماليّة تعرُّضها للسرقة، لتتواتر الانقطاعات وتصلَ لمناطق عدة.
احتلَّ الخبر العديد من صفحات التواصل الاجتماعي الخاصّة بالمواطنين، في محاولةٍ لإيصال أصواتهم والتنبيه إلى هذه السرقات، في ظلِّ عدم وجود أيِّ تصريحٍ رسميٍّ من مؤسَّسة الاتصالات «تَراسُل» حول حقيقة الأمر، أو عن عزمها إجراء إصلاحات، أو تصريح من «إدارة الأمر الواقع» في المحافظة، رغمَ تداوُلِ أرقامِ شكاوى عدّة، لكن لم يلمس المواطنون أيَّ استجابةٍ أو ردٍّ مباشَر عليها، أو محاولةٍ لردعِ هذه السرقات التي طالت الأملاكَ العامّة، أو محاولة معرفة من يقف خلفها، ما ينبئ بوجود محاولاتِ تخريبٍ ممنهَجة لهذه المؤسَّسة، وهو ما يطرح تساؤلاتٍ وإشارات استفهام كبيرة حول ذلك؟!
أرقام صادمة
أحد المتحدّثين باسم مجموعة أهليّة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي صرَّح عن حجم هذه الأضرار بأنّ «مركز الزهراء 75% منه خارج الخدمة بسبب سرقة الأكبال، أمّا الجميلية 14 كبلاً، والسليمانية 6 أكبال، وكلّ كبل فيه أكثرُ من 1500 إلى 1800 مشترك، ويحتاج إعادةَ المدّ والإصلاح يومين أو ثلاثة أيام، لكن للأسف تُعاد سرقتُها».
وبهذا السياق تجدر الإشارة إلى بعض الأحاديث التي تقول «مصائب قوم عند قوم فوائد»، فقطْع شبكات الإنترنت الأرضي كانت فرصةً لشركات الإنترنت اللاسلكية الخاصّة التي تزايَدَ الطلب على الاشتراك بخدماتها، لكنها تطلبُ مبالغَ خيالية لقاء هذا الاشتراك، وهو غير مشجِّع طبعاً، لكنه يصبح مفروضاً على البعض المضطر بحكم عمله أو دراسته للاشتراك كبديل طالما القَطْع مستمر.
سرقات الأملاك الخاصّة أيضاً
يُذكَر أنَّ هذه السرقات لم تقفْ عند هذا الحد من تخريبٍ للمؤسسات العامة، بل طالت أيضاً الأملاك الخاصة في أكثر من منطقة، رغم التكاتف الشعبي في التصدّي لها بالوسائل البسيطة المتاحة وفق قدرتهم لحماية أنفسهم، ما دفع البعض لتأسيس مجموعات إلكترونية على تطبيق الواتسآب مخصَّصة لكل منطقة على حدة، أو من خلال المجموعات المختلفة على فيسبوك، أو من خلال تسيير مجموعات من شباب الأحياء أو المناطق في حال سماع أي محاولة للتسلّل.
لكن هذه المبادرات الشعبية والأهلية الجبّارة للمشاركة في حماية الأمن والسِّلم في المدينة تبقى قاصرةً ومقيَّدة، بسبب حلِّ جهاز الشرطة وعدم وجود جهازِ شرطةٍ مؤهَّل وجاهز للانتشار وفرض سيطرته على المدينة بأكملها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206