واقع حلب الخدمي... ملخَّصٌ للتدهور والفوضى
تعيش حلب الشهباء اليوم واقعاً خدمياً متدهوراً وحرجاً، يستدعي التدخّل العاجل، ففي ظلّ الأمل بتحسن الأوضاع العامة، تعاني المدينة من تراجع كبير في الخدمات الأساسية مثل المياه، والكهرباء، والنظافة، إلى جانب انتشار الفوضى في الشوارع والأسواق.
أزماتٌ خدميّة متفاقِمة تتطلَّبُ العملَ الجماعي والتكاتفَ بين جميع الأطراف لإيجاد حلولٍ مؤقَّتة وعاجلة، وصولاً لاستدامتها.
فالمياه والكهرباء نحو الأسوأ، والأسواق أسيرةُ العشوائية، حيث شهدت المدينة انقطاعاً في المياه استمرّ لعشرة أيام بسبب توقّف الكهرباء عن محطات الضخّ التي تغذّي المدينة، ورغم عودة المياه مؤخَّراً، إلّا أنّ الكميات المتوفرة ما زالت ضئيلة وفق شهادة العديد من الأهالي.
على الجانب الآخر، فإنّ الكهرباء باتتْ أكثر سوءاً، إذ يحصل الأهالي على ساعتين فقط من التغذية الكهربائية خلال 24 ساعة، ممّا يعطّل الكثيرَ من الأنشطة اليومية ويزيد الضغط على الحلول البديلة، مع الأخذ بعين الاعتبار أنّ الأمبيرات ارتفعت أسعارُها لحدود خياليّة وتراجعت جودة خدماتها.
لم يكن حال الأسواق أفضل، فمع انعدام الرقابة تحوّلت ساحات وأحياء حلب، مثل ساحة «سعد الله الجابري» ذات الطابع السياحي إلى مركزٍ للفوضى مع انتشار أكثر من 100 بسطة عشوائية فيها، والأمر ذاته يتكرّر في مناطق أخرى مثل الجميلية، حيث انتشرت البسطات والصرّافون والباعة الجوّالون بكثافة غير مسبوقة مع الكثير من الفوضى.
إضافة لما تعانيه المدينة من فوضى مرورية كبيرة، خاصة في وسطها، بسبب غياب الشرطة الكافية لتنظيم السير، واستغلال البعض لهذا الظرف متعمّدين القيام بمخالفات مرورية، كعدم الالتزام بالإشارة الضوئية والسير عكس السير، وغيرها من الأمثلة الفجّة.
هذا المشهد تزامَنَ مع ارتفاعِ أسعار السلع الأساسية كاللّحوم والغاز والبقوليات، ممّا زادَ الأعباء على كاهل المواطِن المفقَر، إضافةً إلى الفوضى السِّعرية، فكلٌّ يغنّي على ليلاه!
النفايات أزمةٌ بيئية وصحية متفاقمة
تعد مشكلة تراكم النفايات في حلب من أكثر القضايا إلحاحاً في الوقت الحاضر، نظراً لتداعياتها الصحّية والبيئية الكارثية، حيث تراكمت القمامة بشكل ملحوظ في مناطق مثل بستان الباشا وشارع مشفى زاهي أزرق، حتى وصلت إلى عرض 10 أمتار في بعض الشوارع، بسبب امتلاء الحاويات وعدم تفريغها لأكثر من ثلاثة أسابيع.
فسيّارات ترحيل القمامة تعمل بأقلّ من طاقتها المعتادة، ممّا زاد من تلوّث الشوارع ودفع الأهالي لارتداء الكمّامات بغرض الحماية من الروائح الكريهة.
المطلوب جهد جماعي عاجل
الأزمات الحالية في حلب ليست مستحيلة الحلّ، لكنها تحتاج إلى جهد جماعي وعاجل وتنسيق مُحكَم بين مختلف الجهات.
فعلى الرغم من الصعوبات الكثيرة التي يمكن إيرادها، إلّا أنّ هذه المرحلة تمثّل فرصةً لإعادة تأهيل المدينة بما يعكس أهمّية حلب الاقتصادية والتاريخية والحضارية، ولإعادة الأمل إليها في حياة أفضل.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1206