تلال القمامة كارثة صحية وبيئية بحاجة ماسة للحلول السريعة

تلال القمامة كارثة صحية وبيئية بحاجة ماسة للحلول السريعة

تراكمت القمامة في أحياء دمشق خلال الأسبوع الماضي، حتى غصت الحاويات بها وفاضت عنها، وقد بدأت عمليات ترحيل القمامة منذ عدة أيام بعد الإعلان عن استئناف عمل وحدات الإدارة المحلية ومديرات النظافة، إلا أن بعض أحياء دمشق، وخاصة أحياء الفقر والتهميش، ما زالت غارقة بأكوام القمامة حتى تاريخه، وكذلك الحال في الكثير من البلدات والقرى المحيطة بالعاصمة والتابعة لريف دمشق.

لن نقلل من أهمية استدراك أمر القمامة ومنع تراكمها والبدء بترحيلها، لكن في الوقت نفسه لا بد من الإشارة إلى ضرورة الاستعجال في استكمال عمليات ترحيل أكوام القمامة من كل الأحياء، ومن كل البلدات والقرى في ريف دمشق.
فهذه القضية الخدمية شديدة الإلحاح والأهمية بسبب انعكاساتها السلبية الكبيرة على صحة وحياة المواطن، مما يستدعي تدخلاً عاجلاً لمعالجتها.
فالنفايات المتكدسة في الشوارع وعلى نواصي الحارات تشكل بيئة مثالية لتكاثر وانتشار الحشرات والقوارض، وكذلك تستقطب الكلاب الشاردة، مما يؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية، مثل التيفوئيد والكوليرا واللشمانيا والقائمة تطول، إضافة إلى انبعاث بعض الغازات السامة منها بسبب عملية التخمر، مما يزيد من مخاطر التسمم من جهة، ويؤثر على الجهاز التنفسي من جهة ثانية، خاصة للأطفال وكبار السن، هذا ولم نتحدث عن الروائح الكريهة والتلوث البيئي.
ليس ذلك فقط بل إن تراكم النفايات يشوه المنظر العام لأحياء المدينة وأسواقها، وخاصة الشعبية، ويؤثر سلباً على جودة الحياة فيها، حيث أصبحت نواصي بعض الأحياء وكأنها مكبات لتجميع القمامة بدلًا من أن تكون أماكن نظيفة وآمنة للعيش.
وهذا الواقع السلبي بحال استمراره مع بدء دوام الطلاب في المدارس سيصبح أكثر كارثية بتداعياته!
مقابل ذلك نشاهد العديد من المبادرات الفردية والجماعية في تنظيف الأحياء وكنس الشوارع وإزالة مخلفات التدمير وتجميع القمامة، لمساندة عمال النظافة في أداء مهمتهم النبيلة على أكمل وجه.
فالمواطنون، بعد فرحتهم وسعادتهم باستعادة شعورهم بالانتماء، والواجبات التي يفرضها هذا الانتماء عليهم، كانوا سبّاقين لسد فجوة النقص الخدمي على مستوى تنظيف الشوارع وكنس الأحياء وتجميع القمامة، مع تسجيل النقص في الكثير من المعدات اللازمة لذلك، والأهم النقص بآليات ترحيل القمامة التي تم تجميعها.
ويبدو أن المشكلة ليست مقتصرة على بعض أحياء دمشق وريفها فقط؛ بل إن باقي المحافظات تواجه أوضاعاً أكثر سوءاً على هذا المستوى.
وطلب الاستعجال في عملية ترحيل القمامة ومنع تراكمها مجدداً، من خلال استعادة برامج الترحيل الدورية التي كان يعمل بها سابقاً بالحد الأدنى، هو طلب ملح، فأزمة تراكم القمامة هي كارثة متعددة الأبعاد تطال صحة المواطن والصحة العامة، بالإضافة إلى الضرر البيئي والمظهر المشوه، والخشية من تداعياتها السلبية تزداد مع عودة الانتظام المدرسي.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1205