موسم الذرة الصفراء الوفير لن يطول به الأمر ليتراجع مجدداً!

موسم الذرة الصفراء الوفير لن يطول به الأمر ليتراجع مجدداً!

أعلنت المؤسسة العامة للأعلاف بتاريخ 20/11/2024 عن تحديد سعر شراء مادة الذرة الصفراء ‏المحلية كما يلي:

سعر ‏الطن الواحد من مادة الذرة الصفراء المحلية المجففة طبيعياً «دوكمة» شراء ‏موسم 2024 تسليم مراكز ومستودعات فرع مؤسسة الأعلاف في حلب بمبلغ ‏ثلاثة ملايين و800 ألف ليرة سورية، ولكمية 2500 طن فقط.
سعر الطن الواحد من مادة الذرة الصفراء المجففة آلياً تسليم مراكز ومستودعات مؤسسة الأعلاف بمبلغ ‏أربعة ملايين و200 ألف ليرة ولكمية 5000 طن.
كما حددت المؤسسة موعد البدء بتسويق محصول الذرة وفق الشروط ‏والتعليمات المعتمدة، اعتباراً من تاريخ 24 من الشهر الجاري.‏
وفي تصريح لمدير المؤسسة العامة للأعلاف عبد الكريم شباط لصحيفة الوطن بتاريخ 21/11/2024 قال: تم تحديد الأسعار بشكل يقارب الأسعار الموجودة في السوق المحلية، ولم يتم رفع الأسعار أكثر من ذلك لأن هذا الأمر قد يؤدي إلى عدم قدرة المؤسسة على تصريف المحصول لاحقاً للمربين، ولا سيما أن المؤسسة اقتصادية ويجب عليها أن تصرّف كل المواد التي تشتريها، وخاصة بالنسبة للمواد العلفية التي لا يمكن تخزينها لفترات طويلة. وبيّن أن أرباح المزارعين من السعر الذي تم تحديده تختلف من مزارع إلى آخر فقد يكون اعتمد على المياه السطحية، أو المياه الجوفية، كذلك الأمر يختلف بين المزارع المستأجر عن المزارع المالك، إضافة إلى أجور العمالة وغير ذلك، مؤكداً أن المزارع مخيّر فإما أن يسلم المادة لفروع المؤسسة أو يتجه إلى القطاع الخاص في حال لم يكن راضياً عن السعر الرسمي.
فهل المشكلة بالنسبة إلى المزارع محصورة فقط بالسعر غير المجزي المحدد أعلاه، أم بالكمية المسقوفة للاستلام من قبل مؤسسة الاعلاف؟!
فالحديث أعلاه عن السعر المحدد من قبل مؤسسة الأعلاف يبدو أنه مجير لمصلحة المربين كي لا ترتفع عليهم الأسعار، وكي تتمكن المؤسسة من تصريف مخزونها من الأعلاف، بغض النظر عن مصلحة المزارعين بهذا السعر إن كان مجزياً أم لا!
وبحسب الإعلان أعلاه فإن مؤسسة الأعلاف مستعدة لاستلام كمية محدودة ومسقوفة من الذرة الصفراء، المجففة طبيعياً وآلياً، من إجمالي كميات المحصول للموسم الحالي!
فما هو مصير بقية كميات المحصول على ضوء هذا الكم المحدود والمسقوف للاستلام من قبل مؤسسة الأعلاف؟!
فعلى سبيل المثال فقد نقل عن مدير زراعة حلب، منتصف تشرين الأول الماضي، أن إنتاج المحافظة المتوقع من محصول الذرة الصفراء لهذا الموسم يصل إلى 120 ألف طن.
فإذا كان هذا الإنتاج المتوقع من محافظة حلب وحدها فما هي الكميات الإجمالية من المحصول لهذا الموسم، وما مصير الفائض منه في ظل محدودية الكميات التي ستستجرها مؤسسة الأعلاف؟!
علماً أن بعض التقديرات الإنتاجية للموسم الحالي تتجاوز 300 ألف طن بمختلف المحافظات، وبأن الاحتياجات العلفية بمختلف أنواعها تقدر بحدود 900 ألف طن سنوياً!
فبعد التشجيع على زراعة الذرة الصفراء وصولاً إلى حدود الكفاية النسبية منها لسد الاحتياجات المحلية، ورغم المعاناة من نقص المجففات، يأتي قرار الأعلاف بشراء كميات محدودة من المحصول هذا الموسم، وبسعر غير مجزٍ، ما يدفع المزارعين رغماً عنهم، وليسوا مخيرين بحسب تصريح مدير مؤسسة الأعلاف، للجوء إلى التجار لشراء محصولهم بأسعار بخسة قد لا تغطي تكاليفهم!
والنتيجة المتوقعة بعد ذلك هي تراجع زراعة الذرة للمواسم القادمة، وبالتالي انخفاض كم الإنتاج منها، أي إعادة الاضطرار للاستيراد لتغطية الحاجات المحلية من هذا المحصول، مع الأخذ بعين الاعتبار طبعاً أن الذرة الصفراء تستخدم في الكثير من الصناعات وليست مادة علفية فقط، لكن السعر المحدد من قبل مؤسسة الأعلاف يعتبر عامل حاسم بتسويق المحصول كل موسم، وكذلك تلعب الكميات التي تستلمها من المزارعين دورا ًإضافياً في هذه المعادلة!
مع الأخذ بعين الاعتبار أن مؤسسة الأعلاف تلجأ إلى تأمين جزء من احتياجاتها من الأعلاف بمختلف أنواعها، بما في ذلك الذرة الصفراء، عبر موردين من القطاع الخاص، إما استيراداً أو من المخزون لديهم، وبالأسعار التي يفرضها هؤلاء على المؤسسة، وهي أعلى عادة من الأسعار التي تستلم بها من المزارعين، لترفع السعر بالتالي على المربين، التي اعتبرت المؤسسة مصلحتهم ذريعة لتبخيس السعر على المزارعين بهذا الموسم!
المعادلة أعلاه تبدو مستحيلة الحل بما ينصف المزارع ومؤسسة الأعلاف والمربين معاً، لكن يبدو أنها غير مستحيلة بالنسبة لمصلحة التجار والمستوردين بالمحصلة!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1202