إعادة ثقة المواطن بالحكومة بدها تغييرات كتيرة وكبيرة بالسياسات تسبقها!
يا لطيف... إذا بدنا نحكي عن علاقة الحكومة بالمواطنين... حتى وصلوا لانعدام الثقة فيها... فهاد فيلم درامي كوميدي بس بنكهة سوداوية!
شوف كيف القصة ماشية... رح نبلش بالعوامل الأساسية المفترضة اللي بتحدد درجة رضا المواطن عن الأداء الحكومي والرسمي:
الشفافية الرسمية ملونة متل قوس قزح وع كل ضرس لون!
وينك يا شفافية... لأن الحكومة بتتعامل معها كأنها أسطورة من الأساطير... يعني ما فيك تعرف شي عن شي!
قراراتها... وخاصة اللي بتخص حياة المواطنين... بتطلع ضربات مؤلمة ومتلاحقة... لك وبلا مقدمات وبلا مبررات كمان...!
أما القرارات اللي بتخص كبار الناهبين فبتطلع كأنها ضربات حظ... مع سرّية شبه تامة عن تفصيلاتها... حتى على أسماء المحظوظين... وكل ضربة حظ بتتفصل تفصيل ع قياس المحظوظ... سبحان الله!
وإذا سألت ليش أو كيف؟ بيجيك الجواب المبستر والمختصر «المصلحة الوطنية والحرب والأزمة» هاد إذا صار وحدا تجاوب!
وأنت يا مواطن بتحس بعد هالحكي كأنك ما بتفهم بهيك شغلات أصلاً... يعني الأفضل تبقى ساكت ع شفافية قوس قزح الرسمية اللي نتيجتها القلة اللي بتاكل جاج وكل البقية اللي بتقع بالسياج!
الخدمات... أحلام وردية وانعدام كفاءة!
الخدمات الحكومية نكتة كل المواسم كمان صارت متل الكائنات الأسطورية (الغول والحصان المجنح والعنقاء و...) موجودة بالسينما وأفلام الكرتون والأحلام الوردية... والكل بيحكي عنها بس ما حدا شافها!
الكهربا ضيف خفيف خمس دقايق وبتطفي... والمي رفاهية منسيّة... والغاز والمازوت رفاهية 5 نجوم من الأساطير الشعبية!
أما التعليم والصحة والمواصلات والشوارع والزفت والأرصفة و... فصارت بغالبيتها مأجورة ومشاريع وتعهدات استثمارية!
يعني إذا قررت تعيش حياتك طبيعي... بدك تكون عبقري زمانك وفهلوي ومقطع موصل بتدبير الأمور... ورغم هيك مأكول مذموم... أو ملتي مليونير تبع هالأيام... اللي اغتنوا ع حساب الناس بقدرة قادر!
المهم يا مواطن لا تزعج الحكومة الله يرضى عليك... أنت عليك تدفع ع كل الخدمات من تم ساكت وبس... أما تعملّي فيها فهمان وتحكي عن الحقوق فهاد كارثة الكوارث عليك!
العدالة بس بالمسلسلات والحكايا الشعبية!
إذا فكرت إنه في عدالة... فحب بشرك إنها موجودة... بس بالكتب والحكايا أو بغير كوكب!
يعني إذا بدك تشتكي من ظلم أو انتهاك لحقك... فالرسالة اللي بتوصلك روح دبر حالك... المحسوبية والواسطة شغّالة 24/7... وإذا ما عندك حدا واصل بتعيش متل الغريب ببلدك!
أما إذا كنت واصل وإيدك طايلة... فكل الأبواب بتنفتحلك طبعاً...!
هلأ الأكيد في قانون... بس ع الأغلب بيتطبق حسب الوزن والمصلحة... يعني المواطن العادي اللي بوزن الريشة بتطلع مصلحته وحقوقه آخر الأولويات بهالحسبة من كل بد!
الاقتصاد والتنمية الاقتصادية بس بالتصريحات!
الاقتصاد عنا متل السيارة القديمة... صوتها عالي وبتصرف بنزين بس يادوب عم تمشي!
المواطن بيشوف راتبه عم يختفي بأول كم يوم بالشهر... وأسعار المواد ما بيلحق يحسبها بيطلع عليها زيادة... لدرجة أنو صار بده قرض ليشتري شوية ضروريات... والحمدلله الجهات الرسمية ما عم تقصر أبداً بمتل هيك قروض... لك موسم المدرسة ألو قرض... والمونة والغذائيات إلها قرض... حتى بيدون الزيت صار بقرض!
يعني الاقتصاد متدهور وما حدا ماشية معه الأمور... لا الفلاح ولا الصناعي ولا الحرفي ولا المهني ولا الموظف... إلا شوية أثرياء وبلهموطية بالبلد... وبنفس الوقت منسمع التصريحات الرسمية الخلبية اللي بتحكي عن الانتعاش والاستثمارات وإعادة الاعمار والتنمية والذي منه... وطبعاً الحكي ببلاش!
وإذا بدك تحكي عن التواصل فمع مين بدك تتواصل؟ الحكومة وحرامية البلد بيقرروا وما عليك الا التنفيذ... وبدون نقاش أو انتقاد، وإلا بتنفتح بوابات جهنم عليك حتى على بوست انتقادي ممكن تكتبه ع صفحات التواصل الاجتماعي... وشرطك بالقانون اللي بيحسب عليك أنفاسك وقت اللزوم!
الفساد نظام حياة معمم!
ما عاد في داعي تدور ع الفساد يا مواطن... لأن بحكم العادة صار هو اللي بيدور عليك وبيلاقيك... وصار جزء من حياتك اليومية...!
الإكرامية اللي هي رشوة مبطنة صارت علنية وأقل من عادية وعلى عينك يا تاجر... وهوامش النهب الكبيرة صارت مبررة بالأزمة والحصار والعقوبات... وكل شي بالبلد صار مصدر نهب وتربح للحيتان الفاسدين... يعني وين ما حطيت إيدك بيطلع الفساد... من ربطة الخبز والمازوت والغاز بالسوق السودا وأنت ماشي!!
بس رغم كل هاد ما في اعتراف بحجم الفساد الكبير اللي نهبنا ونهب البلد!
فمع كل أزمة بتصير أو بيتم افتعالها... بتوعدنا الحكومة بحلولها العبقرية... بس عالواقع بتلاقي الوضع صار أسوأ... وفي مين عم يعصر الأزمات والمواطنين معها... والمشكلة أنو اللوم دائماً على الظروف والأزمة والموارد والإمكانيات...!
والأسوأ أنو وقت بتحكي عن الفساد بيجي مين يرد عليك أنو عادي... بكل العالم في فساد مو بس عنا... يعني كل الحكي عن الفساد عبث بعبث بالنتيجة!
انعدام الثقة نتيجة طبيعية!
المواطن بعد كل اللي صار واللي عم يصير معه وفيه بقي عنده ثقة بشغلة وحدة بس إنه ما في أمل بالحكومات... والشاطر اللي بدو يهج من البلد أو بيحلم بالهجرة واللجوء... وخاصة الشباب اللي تسكرت بواب الحياة بوجههم... لأن ما عاد حسوا أنها الهم بعد ما صارت محتكرة لمصلحة شوية حيتان كبار فيها...!
يعني بالمختصر المفيد حياتنا صارت مسلسل تراجيدي طويل... كل مرة جزء جديد فيه أزمات وكوارث ع حقوقنا ومعيشتنا وخدماتنا ومستقبل شبابنا...!
وقصة إعادة الثقة بين المواطن والحكومة ع فكرة مو كتير صعبة... بس بدها تسبقها تغييرات كتيرة وكبيرة وع كل المستويات كمقدمات ضرورية... يعني مو بس ع العوامل المختصرة اللي حكينا عنها... والبداية الأضر من الضرورية طبعاً هي بإنهاء كل السياسات الظالمة والمنحازة لمصلحة شوية حيتان ع حساب البلد والناس اللي فيها... واللي ماشية عليها الحكومات من عشرات السنين لهلأ... وبعدها لكل حادث حديث!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1201