رحلة البطاقة الذكية من بدعة إلى عبء إلى التقاعد!

رحلة البطاقة الذكية من بدعة إلى عبء إلى التقاعد!

يا جماعة، بتتذكروا لما طلعت البطاقة الذكية؟
يوميتها قالوا عنها إنها الحل السحري لكل مشاكل الدعم، وإنها رح تخلّصنا من التهريب والفساد، وتوزع المواد الأساسية بالعدل، يعني كان اللي عم يسمع بيحس إنه الحياة رح تصير أسهل، والناس رح ترتاح، ومشاكلنا رح تنحل بين يوم وليلة!

بس ما طولت القصة وطلعت البطاقة «ذكية زيادة عن اللزوم»، وكأنها مبرمجة لتشقّف حياتنا أكتر، وتضيف عليها طوابير ومعاناة من نوع جديد!
القصة بلشت مع توزيع المحروقات (مازوت تدفئة وغاز منزلي) ومع السكر والرز والخبز، «بتنظيم» إلكتروني عالي المستوى، قلنا لحالنا، بسيطة، هي خطوة للأمام، شويّة تنظيم ما بيضر!
بس شوي شوي، صار هالتنظيم يتحول لشح، وصارت البطاقة الذكية بدل ما تساعد، عم تخلي الواحد يصف طوابير ما إلها أول من آخر ليأخد نصيبه ومخصصاته المسقوفة، وإذا حالفه الحظ بياخده، وإذا ما حالفه بيصير له النصيب «بالمرة الجاية» يا حبيب القلب، أو بيضطر يروح ع السوق السودا حتى يأمن حاجاته الفعلية!
وبين كل هالتعقيدات، كنا نفكر إنه الحكومة رح تراجع حالها، أو تحس إنه في غلط عم يصير...!
بس هيهات، طلعت الحكومة عبقرية وعندها بديل جديد ببدعة «البدل النقدي»، واللي بسببها انفرض ع الناس تفتح حسابات مصرفية كرمالها، مع تكاليفها ومصاريفها الحالية، والعمولات المصرفية المستمرة لاحقاً!
قال، هيك المواطن رح يرتاح وياخد مصاري بدل المخصصات اللي تجففت ع مستوى الكميات كتير، وبعد ما راحت مخصصات السكر والرز كمان، والواضح إنه البدل النقدي حجة جديدة ليقللوا الدعم، اللي بقي ع 3 خبزات للمواطن، و3 أسطوانات غاز للعيلة بالسنة، و50 ليتر مازوت للتدفئة بالشتوية بس، وكأن الحكومة عم تقول للمواطن «دبّر حالك» من السوق السودا والبيضا!
ومؤخراً قررت الحكومة تريح البطاقة الذكية و«تحيلها على التقاعد»، بعد ما عملت مهمتها بتخفيض الدعم وتجفيفه، وقبل ما نستمتع ببدعة البدل النقدي، وبدا الترحيب بالبدعة الجديدة اللي ح يتم تسميتها بالبطاقة الوطنية الجديدة، بحسب ما سمعنا، قال يعني تطوّر جديد!
بس السؤال شو رح تعمل هالبطاقة؟
هل رح تراقب خبزتنا وشربتنا؟
ولا ح تكون مرحلة جديدة من «الإبداعات» لتقليص الدعم أكتر وأكتر؟
الله يستر، وشو القادم لسا ما حدا بيعرف، إلا الحكومة والمبدعين تبعها طبعاً؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1200