لعبة الأسهم والتخاصص والتداول ملعب للسماسرة والتجار!
مرة جديدة يتوه فيها أصحاب الحقوق في مشروع «باسيليا سيتي» بسبب إجراءات المحافظة ومديرية تنفيذ المرسوم 66، وقد ظهرت المشكلة هذه المرة وكأنها بين مالكي الأسهم، من تخصص منهم ومن لم يتخصص بالمقاسم، فيما غاب دور المحافظة ومديرية تنفيذ المرسوم عن الواجهة، وكذلك دور سماسرة العقارات وتجارها الأكثر نشاطاً ومعرفة ودراية في لعبة الأسهم والتخاصص!
وفي الحيثيات فقد ورد على صفحة محافظة دمشق- المكتب الإعلامي بتاريخ 3/10/2024 الإعلان الآتي: «نظراً لورود عدة اعتراضات وبهدف إعطاء الأفضلية بتقديم طلبات جديده للطلبات غير المخصصة لجلسة التخصص السابقة بتاريخ 1/9/2024 والتي تم الإعلان عنها بتاريخ 24/9/2024 والبالغ عددها 130 طلباً وتمت الدراسة وإعلان النتائج بتاريخ 1/10/2024 وإجراء القرعة بتاريخ 2/10/2024. تعلن مديريه تنفيذ المرسوم 66 عن إلغاء الإجراءات كافة، والتي تمت بتاريخ 30/9/2024 وما بعدها وفتح باب الاكتتاب على التخصص بتاريخ 7/10/2024 للمالكين كافة، في المنطقة التنظيمية الثانية جنوب المتحلق الجنوبي باسيليا سيتي والتقدم بطلباتهم إلى ديوان مديريه تنفيذ المرسوم 66 مرفقاً جميع السندات الواردة بالطلب».
مفاجأة وتشكيك!
أتى الإعلان أعلاه مفاجئاً للمواطنين الذين تقدموا بطلبات التخاصص بتاريخ 30/9/2024، خاصة وأن مديرية تنفيذ المرسوم 66 أعلنت بتاريخ 1/10/2024 عن جداول النتائج النهائية لهذه الطلبات المقدمة بالتخاصص بالمقاسم في منطقه باسيليا سيتي، والبالغ عددها /١٣٠/ طلباً وفق جداول واضحة!
وقد تساءل هؤلاء لمصلحة من يتم إعادة التقدم بالطلبات مجدداً، فالقضية بحال الحديث عن الاعتراضات الحالية فهي قليلة نسبياً، وبحسب هؤلاء هي بحدود 30 اعتراضاً فقط، بالمقارنة مع اعتراضات أكبر عدداً سبق أن تم التقدم بها في مراحل سابقة ولم يتم مقابلها الطلب بإعادة تقديم الطلبات للتخاصص؟!
وقد أبدى الكثير من مالكي الأسهم في مشروع باسيليا سيتي انعدام ثقتهم بإجراءات المحافظة ومديرية تنفيذ المرسوم 66، مع الكثير من الشكوك بهذه الإجراءات!
الإجراءات بتسلسها الزمني!
بتاريخ 1/9/2024 أعلنت محافظة دمشق- مديرية تنفيذ المرسوم 66 عن جدول يتضمن كل الطلبات المقدمة من المالكين للتخاصص في المقاسم التنظيمية بمنطقة باسيليا سيتي بتاريخ 1/9/2024، وتتم دراسة الطلبات، وعند الانتهاء منها سيتم الإعلان عن المقاسم التي تم تخصيصها للأخوة المالكين وللمقاسم التي لم يتقدم إليها سوى طلب واحد، أما المقاسم التي تقدم لها عدة طلبات سيتم الإعلان عن موعد جلسات القرعة لاحقاً، مع التنويه بأنه عند الانتهاء من دراسة تخصيص الجدول سيتم الإعلان عن فتح موعد لتقديم طلبات للتخصص لبقية المقاسم.
بتاريخ 11/9/2024 أعلنت مديرية المرسوم عن نتائج دراسة طلبات التخصص لجلسة 1/9/2024 والبالغ عددها 261 طلباً وفقا للجدول مبينة فيه النتائج والملاحظات كافة. راجية من الأخوة مقدمي الطلبات في منطقة باسيليا سيتي استدراك الملاحظات والنواقص وفق ما ورد بالجدول يوم الخميس الواقع بتاريخ 12/9/2024 إلى غاية نهاية الدوام الرسمي.
وربما أن المشكلة بدأت هنا تماماً، فالإعلان أعلاه لم يفسح المجال أمام المواطنين لتدارك الملاحظات إلا ليوم واحد فقط وخلال ساعات الدوام الرسمي، بالإضافة إلى أنه لم يفسح المجال أمام كل المعنيين للعلم به أصلاً، فكيف باستدراك الملاحظات كافة وخلال ساعات الدوام الرسمي في اليوم التالي!
وبحسب بعض أصحاب الحقوق من مالكي الأسهم مقدمي طلبات التخاصص فإن المحافظة وضعت يدها على بعض المقاسم «اللي عليها العين» بحسب الجدول، لكنها لم تدخل في القرعة عليها أسوة ببقية المالكين، وبذلك تكون قد ابتلعت المشروع قبل أن يبدأ وتركت المواطنين لتتصارع على المتبقي القليل من المقاسم في المنطقة!
وبتاريخ 21/9/2024 أعلنت المديرية عن جداول النتائج النهائية لطلبات التخاصص المقدمة بتاريخ 1/9/2024 بالمقاسم في منطقه باسيليا سيتي والبالغ عددها 261 طلباً.
ثم وبتاريخ 26/9/2024 أعلنت مديرية تنفيذ المرسوم 66 عن إعطاء أفضلية للطلبات البالغ عددها ١٣٠ طلباً من الطلبات المقدمة بتاريخ 1/9/2024 بتقديم طلبات جديدة للتخصص بالمقاسم التنظيمية في منطقة باسيليا سيتي يوم الإثنين الواقع بتاريخ ٣٠/٩/٢٠٢٤ وبحسب جدول مرفق!
بعد كل ما سبق تم الحديث عن الاعتراضات التي بررت الإعلان عن إلغاء الإجراءات كافة والتي تمت بتاريخ 30/9/2024 وما بعدها، وبحسب حيثيات ما ورد في بداية الحديث أعلاه!
رأي أصحاب العلاقة!
الكثيرون من مالكي الأسهم الذين قُبلت أضابيرهم وثبوتياتهم وجرت عمليات التخاصص الخاصة بهم شعروا بالغبن من إلغاء عملية التخاصص بحسب الإعلان أعلاه، بالمقابل هناك البعض ممن لم تُقبل أضابيرهم ولم يستطيعوا استكمالها خلال المهل المحددة اعترضوا على عملية التخاصص التي استثنتهم، ولتظهر المشكلة وكأنها بين مالكي الأسهم من المواطنين، بين معترض ومغبون، علماً أن الغالبية من الطرفين كانوا متفقين على أن الإلغاء بحال كان ضرورة فيجب أن يكون عاماً وللجميع، لتعاد القرعة لكل المالكين بشفافية مجدداً، وليس بهذا الشكل الذي استثنى البعض منهم، بما في ذلك المحافظة نفسها باعتبارها مالكة أسهم كغيرها من المالكين!
مع الأخذ بعين الاعتبار أنه ما زال هناك الكثير من دعاوى تثبيت الملكية التي لم تُفصل بعد، وهناك الكثير من المواطنين لم يحصلوا على أسهمهم وسنداتهم!
أما الملاحظة الأهم من كل ذلك فهي أن ما جرى ويجري أدخل المواطن العادي البسيط، الذي بالكاد يحصل على لقمة عيشه، بدوامة لعبة الأسهم والتخاصص والتداول، التي تعتبر بالواقع العملي ملعب السماسرة والتجار المستفيدين من كل عملية بيع أسهم أو تخاصص تديرها مديرية تنفيذ المرسوم!
وبحسب بعض مالكي الأسهم في مشروع باسيليا سيتي، من تخصص منهم ومن لم يتخصص حتى الآن، وحتى بعد إعادة الاكتتاب والتخاصص بحسب الإعلان أعلاه، فإن مصيرهم، وفقاً لمسيرة العمل في المشروع تحت إدارة وإشراف مديرية المرسوم 66، لن يكون أفضل من مصير مالكي الأسهم في مشروع ماروتا سيتي، الذين اضطروا للبيع تباعاً تحت ضغط الحاجة وضغط سماسرة العقارات وتجارها الكبار!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1195