جسر البوكمال.. شريان اقتصادي وخدمي مهمل ومنسي!

جسر البوكمال.. شريان اقتصادي وخدمي مهمل ومنسي!

يوجد في البوكمال جسر واحد على نهر الفرات يربط المدينة بقرى كثيرة وعديدة تقع على الضفة الشرقية للنهر، وصولاً إلى ناحية هجين، وهذا الجسر الوحيد يمثل شرياناً حيوياً واقتصادياً للمدينة على ضفتي النهر، إلا أنه ما زال خارج الخدمة، بسبب عمليات التخريب الذي طالته خلال سني الحرب، حتى تاريخه، بالرغم من كثرة المطالبات الأهلية من أجل إنجاز عمليات الصيانة اللازمة له لإعادة وضعه بالاستثمار والخدمة!

فحتى خلال الزيارة الأخيرة للوفد الحكومي إلى محافظة دير الزور، مطلع الشهر الحالي، لم يكن جسر البوكمال من ضمن المشاريع الموضوعة على خارطة العمل الرسمي، بل لم يتم التطرق إليه من قبل الرسميين لا من قريب ولا من بعيد خلال الجولة، بالرغم من أهميته الاستراتيجية على المستوى الاقتصادي وعلى المستوى الخدمي، بل لم يتم لحظه حتى في الخطط الرسمية المعلن عنها متوسطة وبعيدة المدى على مستوى المحافظة، في الوقت الذي يستغيث الأهالي فيه من معاناتهم اليومية بسبب الجسر المنسي!

وتجدر الإشارة إلى أن قاسيون سبق أن سلطت الضوء على جسر البوكمال في مادة تحت عنوان: «جسر البوكمال الوحيد بحاجة إلى الصيانة.. ولا مجيب!» بتاريخ 20/8/2023، ومما ورد فيها «يربط البوكمال بقرى ونواحي شرق نهر الفرات الجسر الوحيد على النهر، والذي يعتبر الشريان الحيوي للمدينة والريف الممتد إلى الحدود الإدارية لمدينة المياذين، لمسافة تتجاوز عشرات الكيلو مترات!... فما يطالب به أهالي البوكمال وريفها في شرق نهر الفرات هو إعادة تأهيل جسر البوكمال الوحيد واليتيم، وإعادة الحياة إلى هذه القرى شبه المعزولة!»

فمنذ خروج الجسر عن الخدمة تزايدت معاناة المزارعين في القرى الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، وهذه القرى، الزراعية طبعاً، تشتهر بزراعة المحاصيل الاستراتيجية، مثل: القمح والشعير والقطن والشوندر السكري، إضافة إلى بعض المحاصيل من الخضار والفواكه والحبوب، وكذلك المنتجات الحيوانية من لحوم وألبان وأجبان وغيرها، والتي كان بعضها يصدر إلى دول عديدة فيما مضى، بالإضافة لما تؤمنه على مستوى تأمين حاجات الاستهلاك المحلي منها على مستوى المدينة ومحافظة دير الزور، وبقية المحافظات!

فبسبب عدم الاهتمام بإعادة الجسر للحياة، وبدلاً من نقل المحاصيل والمنتجات النباتية والحيوانية إلى البوكمال، يضطر المزارعون إلى نقل محاصيلهم الزراعية ومنتجاتهم الحيوانية لمسافات طويلة، وصولاً إلى مدينة المياذين أو إلى مركز المحافظة دير الزور، بالإضافة إلى تكلفة النقل الباهظة التي ترفع تكاليفهم وتجعلهم خاسرين غالباً!

وبحسب الأهالي، فإن الذرائع الأمنية التي كانت تساق فيما مضى لعدم التجاوب مع مطالبهم بإعادة تأهيل الجسر تهاوت واستنفدت، فمن غير المقبول إعلان العجز عن ضبط مدخلي الجسر ذهاباً وإياباً من الناحية الأمنية كذريعة بعد كل هذه السنين من الاستتباب الأمني في المدينة وفي القرى التابعة لها على ضفتي النهر!

أما استهجان الأهالي فقد تركز على الاهتمام الكبير من قبل الرسميين، الذين توافدوا في الجولة الأخيرة للمحافظة، بالمشاريع السياحية في المدينة الخاصة بالمترفين والأثرياء، مقابل عدم الاكتراث بمشروع حيوي كجسر البوكمال، الذي يؤمن مصالح اقتصادية وخدمية لأهالي المدينة ولفعالياتها الاقتصادية والخدمية!

فبالنسبة للأهالي، فإن الجسر لا يؤمن سهولة في حركة السلع والبضائع والمنتجات الزراعية بين القرى على ضفتي النهر فقط، بل يسهل عليهم الصعوبات المترافقة خلال القيام بأي عملية إسعافية صحية للمواطنين، وذلك لطول وبعد المسافة عن المشافي والمراكز الصحية، إضافة إلى الصعوبات الخاصة بالعملية التعليمية، وخاصة في المرحلتين الإعدادية والثانوية لعدم توفر المدارس والكادر التدريسي في الكثير من القرى والنواحي التابعة للمدينة!
فمتى ستستفيق الحكومة على أهمية جسر البوكمال وتضعه على جدول عملها وخططها؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1179