11 ألف إصابة جديدة بالسرطان مرصودة خلال عام في البيروني فقط!

11 ألف إصابة جديدة بالسرطان مرصودة خلال عام في البيروني فقط!

نقلت صحيفة الوطن بتاريخ 8/1/2024 عن لسان المدير العام لمشفى البيروني محمد القادري قوله إن «عدد الإصابات الجديدة بالسرطان تصل إلى الـ11 ألف إصابة خلال عام (على الأقل)، نسبة الإصابة منها بعنق الرحم تقع بين المرتبة الرابعة والسادسة من إجمالي عدد الإصابات الأكثر شيوعاً لدى النساء، على حين تحتل أمراض سرطان الثدي والرئة المرتبة الأولى كأكثر الأعداد من إجمالي الإصابات، ثم تأتي أورام الجهاز الهضمي في المرتبة الثانية».

واعتبر القادري أن «نسبة الإصابات بالسرطان سنوياً في سورية تعتبر ضمن المعايير العالمية دون أي زيادات كبيرة بالأعداد، مشيراً إلى أن حملات التوعية خففت بنسبة كبيرة من الإصابة بالأورام».
الأرقام أعلاه، وعلى الرغم من اعتبارها ضمن المعايير العالمية بحسب تصريح مدير المشفى، فهي كبيرة نسبياً، خاصة وأنها محصورة بمشفى البيروني فقط، فهناك لا شك أعداد إضافية من المصابين المستجدين خلال العام في قيود بقية المشافي العامة والخاصة في المحافظات، غير المصابين المستجدين الذين يعالجون عبر الأطباء الأخصائيين في عياداتهم الخاصة بمختلف محافظات القطر، كما يجب ألا يغيب عن الذهن أعداد المصابين المستجدين في المناطق خارج سيطرة الدولة، وهؤلاء لا شك غير مدرجين في الأرقام والنسبة التي تحدث عنها مدير مشفى البيروني!
فبحسب الموقع الرسمي للوكالة الدولية للطاقة الذرية بتاريخ 26/7/2023، فإن «سورية، على غرار العديد من البلدان المتوسطة الدخل الأخرى في العالم العربي، تواجه زيادة كبيرة في عدد حالات الإصابة بالسرطان بين سكانها البالغ عددهم 18 مليوناً. وفي عام 2020، سُجِّلت حسب التقديرات 21000 إصابة جديدة بالسرطان، و13000 حالة وفاة بسبب السرطان، ويُتوقَّع أن يرتفع هذان الرقمان بمقدار يناهز الضعف بحلول عام 2030. ويشكِّل سرطان الأطفال على وجه الخصوص نسبة تقع بين 5 و10% تقريباً من عبء السرطان في البلد، إذ يُسجَّل نحو 1500 حالة جديدة كل سنة».
فماذا عن نسب الإصابة استناداً للأرقام أعلاه!
فبحسب بيانات وكالة الطاقة الذرية يتبين أن نسبة الإصابة بالسرطان خلال عام 2022 من إجمالي عدد السكان هي أقل من 0,5%!
أما بحسب بيانات مشفى البيروني عن عام 2023، فقد تجاوز عدد مراجعات العيادات الخارجية الـ113 ألفاً، وإذا كان عدد المصابين البالغ 11 ألفاً خلال العام 2023 بحسب تصريح المدير العام للمشفى من ضمن 113 ألفاً الذين وفدوا إلى العيادات الخارجية للمشفى خلال عام، فإن ذلك يعني أن نسبة الإصابة تتجاوز 9% من المراجعين!
فأي من النسب أعلاه هي من ضمن المعايير العالمية، وأيها خارج هذه النسب؟!
بمطلق الأحول، فإن الأرقام أعلاه، سواء التي أوردها مدير مشفى البيروني، أو التي وردت عبر موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، هي أرقام كبيرة، والأخطر هو أن هذه الأرقام سترتفع بمقدار الضعف بحلول عام 2030 بحسب تقرير وكالة الطاقة الذرية، كمرضى وحالات وفاة، أما المحزن فهو الحديث عن تسجيل 1500 حالة جديدة بين الأطفال سنوياً، والتي ستتضاعف أيضاً، برغم كل الحديث عن الخدمات المقدمة للمرضى، أو مساعي الكشف المبكر عن السرطان في مراحله الأولى، أو الحديث عن التجهيزات والبروتوكولات المعمول بها والمطبقة، وبرغم المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية!
أما عن أسباب الزيادة المطردة المتوقعة بأعداد المصابين بالسرطان خلال السنوات القادمة فهي لا شك مرتبطة بواقع القطاع الصحي المتردي، وبالواقع المعيشي والخدمي الأكثر تردياً، وإن لم يتم ذكر ذلك لا من قبل وكالة الطاقة الذرية، ولا من قبل مدير مشفى البيروني، وبالتأكيد لن يتم الحديث عن ذلك من قبل أي مسؤول رسمي طبعاً!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1157