السوريون في السودان.. مبادرات متأخرة ولا تحدّ من المخاطر!
بحسب صحيفة الوطن بتاريخ 11/5/2023، نقلاً عن مصادر في مطار دمشق الدولي، أنه: «بتوجيه من السيد وزير الداخلية اللواء محمد رحمون، تم إعفاء كل السوريين الذين تم إجلاؤهم من السودان وعادوا إلى أرض الوطن من أمر تصريف الـ100 دولار عند الوصول.. وأن هذا القرار يبقى سارياً على كل من سيتم إجلاؤهم لدواعٍ إنسانية».
وبهذا الصدد، تجدر الإشارة إلى أن شركة أجنحة الشام كانت قد بدأت بتسيير أولى رحلاتها من بورتسودان بتاريخ 2/5/2023 لهذه الغاية، وذلك بعد كل المآسي التي عانى منها السوريون في السودان مؤخراً، على إثر الأحداث الدامية والمؤسفة الجارية هناك، وبعد الكثير من المطالبات والمناشدات من أجل إجلائهم، أسوة بإجلاء الكثير من رعايا الدول الأخرى، بما في ذلك العربية!
مع الأخذ بعين الاعتبار، أن السوريين الموجودين في السودان يقدر عددهم بعشرات الآلاف، والكثير من هؤلاء عانوا ما عانوه طيلة الفترة الماضية من الأحداث المؤسفة هناك، وما زال هناك الكثيرون ممن ينتظرون إجلاءهم مع استمرار تعرضهم للأخطار طبعاً!
الإعفاء في غير محله!
تجدر الإشارة في البداية، إلى أن التوجيه أعلاه حول الإعفاء من تصريف الـ 100 دولار أتى متأخراً على تاريخ بدء وصول السوريين الذين تم إجلاؤهم من السودان، فأول رحلة لهذه الغاية كانت بتاريخ 2/5/2023، وتتابعت بعدها الرحلات خلال الأيام التالية، ما يعني أن جزءاً هاماً من هؤلاء القادمين لم يستفيدوا عملياً من التوجيه المذكور، واضطروا لتصريف مبلغ الـ 100 دولار!
وبغض النظر عن التأخر أعلاه، فقد أعاد خبر الإعفاء فتح قريحة المواطنين مجدداً على قانونية ومشروعية فرض مثل هذا الإجراء (تصريف 100 دولار) على السوريين القادمين، وصولاً إلى التهكم من مفردة «إعفاء» الواردة في متن التوجيه، فمن المفروض أن يتم إلغاء هذا الإجراء جملة وتفصيلاً، قانوناً ودستوراً وحقوق مواطنة!
معاناة التأخر ومخاطره!
بحسب مدير تطوير العلاقات في شركة «أجنحة الشام» للطيران خلال تصريح لوكالة سبوتنيك بتاريخ 6/5/2023 فإن الشركة تقوم بنقل السوريين بشكل آمن ومجاني إلى سورية.
وفي مزيد من التفاصيل، قال أيضاً: «الرحلة الأولى كانت في الـ 2 من أيار الجاري، التي كانت ممتلئة بالسوريين العائدين من بورتسودان بسبب الظروف الراهنة هناك، كما تم تسيير رحلة جوية أخرى في الـ 3 من هذا الشهر ضمن توجه وسياسة الشركة الدائمة في إطار مسؤوليتها المجتمعية والإنسانية كواجب وليس فقط مبادرة، للوقوف إلى جانبهم في مواجهة هذه الظروف وويلات الحرب التي يشهدها السودان، آملين عودة الأمن والاستقرار إلى هذا البلد العربي الشقيق».
من المفروغ منه، أن المبادرة المسجلة لشركة أجنحة الشام بما يخص إجلاء السوريين من السودان لا تعفي الرسميين من مسؤولياتهم المفترضة تجاه هؤلاء!
فالتأخر المسجل بالبدء بتسيير رحلات الإجلاء تتحمله الجهات الرسمية المعنية، التي كان من المفترض أن تقوم بواجبها بهذا الصدد، وبالحد الأدنى بشكل غير مباشر من خلال التعاون مع بعض الدول، وخاصة تلك التي باشرت بنقل مواطنيها من السودان مع بداية الأحداث المؤسفة فيه!
وقد أكد مدير تطوير العلاقات في الشركة على «ضرورة توجه السوريين الراغبين في العودة إلى السفارة السورية في الخرطوم لتسجيل أسمائهم وبياناتهم، ليكون لدى السفارة علم بعدد الراغبين بالعودة وتنظيم الرحلات على هذا الأساس، موضحاً: أن الأعداد كبيرة جداً، والجهود المبذولة من قبل الشركة والسفارة والصليب الأحمر أيضا كبيرة جداً لتسهيل عودتهم».
على ذلك، وبظل الأعداد الكبيرة هناك، فإن تسيير رحلة مخصصة للإجلاء يومياً، بحال تم ذلك طبعاً، يعني أن على السوريين الموجودين في السودان أن يتحملوا عناء الانتظار وصعوباته ومخاطره لفترات طويلة، كي يتمكنوا من المغادرة!
وكأن الحكومة والرسميين اكتفوا بمبادرة شركة أجنحة الشام، وبالإعفاء من تصريف الـ 100 دولار فقط، بعيداً عن كل حدود مسؤولياتهم وواجباتهم المفترضة، ولينتظر من ينتظر بظل استمرار الصعوبات والمخاطر!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1122