أزمة جديدة مفتعلة ستطال رغيف الخبز مع قدوم رمضان!
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

أزمة جديدة مفتعلة ستطال رغيف الخبز مع قدوم رمضان!

كثيرة هي إبداعات آليات العمل التي أتحفتنا بها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك من أجل رغيف الخبز، وخاصة خلال السنين القريبة الماضية!

فمع كل بدعة رسمية جديدة كانت تتفاقم أزمة الرغيف أكثر، وتزيد معها معاناة المواطنين أكثر وأكثر، وغالباً ما كان يتبع ذلك تخفيض جديد على دعم الرغيف التمويني، كماً أو سعراً!
اعتباراً من بدعة مستحقي الدعم عبر البطاقة الذكية، مروراً بسقف المخصصات لهؤلاء المستحقين، ثم بالتوطين الجغرافي لحاملي البطاقات، وليس آخراً بالمعتمدين!
فمع كل بدعة من هذه البدع كانت أزمة الرغيف تتفاقم، ويتبعها أو يسبقها اتخاذ قرار بتخفيض الدعم عليه، سواء من خلال زيادة السعر بشكل مباشر، أو من خلال تخفيض الكمية بشكل غير مباشر، سواء على مستوى المخصصات أو على مستوى الوزن!

سيناريو افتعال الأزمة!

عودتنا وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، والحكومة من خلفها، على افتعال الأزمات وإدارتها، وخاصة على الاحتياجات الأساسية، لتبرير موبقات قراراتها وتوجهاتها اللاحقة التي تساق على أنها حل لهذه الأزمات!
فالبدعة الجديدة المطروحة حالياً هي: عزم الوزارة تخفيض أعداد معتمدي الخبز في دمشق اعتباراً من مطلع شهر رمضان، مع الحديث عن وضع بعض صالات السورية للتجارة بمثابة معتمدين لتوزيع المادة بموجب البطاقة الذكية، مع عدم وضوح ما هو مصير المعتمدين، وكم عدد المتبقي منهم!
فهل سنكون أمام سيناريو افتعال أزمة جديدة على رغيف الخبز التمويني، لتتفاقم معاناة المواطنين معها، ثم ليتم حلحلتها جزئياً من خلال اتخاذ قرار تخفيض جديد للدعم على هذا الرغيف؟
وهل سنكون أمام مزيد من الضغط والازدحام على الأفران العامة والخاصة، والمنافذ التي ستخصص لهذه الغاية، مع مزيد من عوامل استغلال الحاجة للرغيف، وخاصة عبر شبكات السوق السوداء!
فالمؤشرات الأولية تشير إلى أن الأزمة بدأت فعلاً، واعتباراً من تسريب خبر الآلية المزمعة عبر الإعلام، حيث ارتفعت أسعار ربطات الخبز أمام الأفران عبر شبكات السوق السوداء، وصولاً إلى تسجيل 2500 ليرة كسعر لربطة الخبز عبر هذه السوق!
مع العلم أن عوامل الاستغلال ستزداد مع قدوم شهر رمضان كما درجت عليه العادة، ولا ندري بعد ما هي مفاعيل الآلية الجديدة على ذلك أيضاً!

مبررات وذرائع تمهيدية مكررة!

الحديث الرسمي عن مبررات قرار تخفيض أعداد المعتمدين واعتماد بعض صالات السورية للتجارة لتنفيذ مهمة توزيع وبيع الخبز، كآلية جديدة «مبتكرة»، كانت كثرة الشكاوى حول المعتمدين، إضافة لما يقومون به من بيع غير نظامي عن طريق زيادة السعر، إضافة إلى واقع الرغيف غير الجيد الذي يوزع عن طريق المعتمدين نتيجة لعدم نشره وتهويته ووضعه مباشرة وهو ساخن في الأكياس!
ومع التأكيد على ما ورد من مبررات، ربما تجدر الإشارة إلى الترويج والتسويق الإعلامي الذي طنبت آذاننا به، عندما تم إقرار تخفيض ساعات عمل المخابز والأفران، مع توسيع قاعدة المعتمدين لتوزيع الخبز في حينه، مع الاشتراطات التي وضعت بشأن نقل الخبز بآليات مجهزة وغير ذلك مما يضمن النشر والتهوية لوصول الرغيف إلى المستهلك بجودته!
فالحديث عن الترويج لزيادة أعداد المعتمدين سابقاً يتم تكراره نفسه الآن بما يخص الصالات المعتمدة للسورية للتجارة لتنفيذ هذه المهمة، حول السيارات المجهزة والتبريد والتهوية وغيرها!
فهل ستكون النتيجة عبر هذه الصالات أفضل حالاً مما هي عليه عبر المعتمدين، أم أن السيناريو سيستكمل وصولاً لتفاقم الأزمة ثم حلحلتها عبر المزيد من تخفيض الدعم على الرغيف؟!
لا يسعنا إلا الانتظار، مع تسجيل عدم الثقة بالبدع والآليات المبتكرة، فالتجارب السابقة كافية لتعزيز ذلك، ولا تنفيها، وخاصة بما يتعلق بتخفيض الدعم المستمر على رغيف الخبز، مع غض الطرف عن الجودة والمواصفة، وعن شبكات السوق السوداء واستغلالها للحاجات، وعن مصلحة المواطن!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1114
آخر تعديل على الأحد, 19 آذار/مارس 2023 20:45