بلدة يلدا.. جارة دمشق القريبة!
تعتبر بلدة يلدا القريبة جداً من دمشق إحدى بلدات الغوطة الشرقية، حيث ما زال سكانها يزاولون العمل الزراعي بمعظمهم، ويعانون في سياق عملهم الزراعي ما يعانيه الفلاحون في كل المناطق التي تمتهن الزراعة، من ارتفاع في أسعار السماد والأعلاف والبذار، وغبرها من مستلزمات الإنتاج الزراعي والحيواني، حيث ما زال هؤلاء يربون الأبقار المنتجة للحليب والقليل من الأغنام.
يقطن بلدة يلدا الكثير من السكان، بما في ذلك الوافدين إليها من خارجها لأسباب متعددة، وهؤلاء السكان بمعظمهم يعملون خارج البلدة، أي أنهم يحتاجون في ذهابهم وعودتهم إلى المواصلات العامة التي تنقلهم، وهنا الطامة الكبرى التي يعاني منها السكان في بحثهم عن سرفيس أو باص ينقلهم إلى خارج البلدة أو العودة إليها في المساء، وهنا المعاناة حيث الانتظار سيد الموقف!
فالتحكم بهم هو السائد، لأن عدد السرافيس العاملة على الخط قليلة، وبالرغم من هذا الوضع الصعب يأتي دور أصحاب السرافيس ليزيدوا في معاناة الناس، حيث تخرج العديد من السرافيس عن الخدمة، والمحظوظ من يجد مكاناً في أحدها، واقفاً أو جالساً في زاوية من الزوايا، فهذا ليس مهماً، المهم أنه وجد لنفسه مكاناً في هذا الازدحام.
التصريحات الرسمية السابقة للمعنيين بشؤون النقل قالت: إنها ستخصص باصين أو ثلاثة لهذه البلدة من خلال شركات النقل العامة العاملة، ولكن تلك التصريحات ذهبت مع الريح، كما هو دائماً في كل ما يتعلق بخدمة المواطن في النقل أو غيرها.
عند هطول الأمطار، وهي إشارة خير كما يقولون، ولكنها تصبح وتتحول إلى مزيد من المعاناة، بسبب تكون بحيرات الماء في الشوارع التي لا يوجد لها تصريف، حيث الأمور على ما هي عليه!
فمنذ بداية الأزمة وإلى الآن، لم تحرك البلدية ساكناً باتجاه صيانة المصارف التي تمنع تشكل المغاطس المائية الناتجة عن الأمطار، هذا جانب والجانب الآخر من معاناة الناس، هي الطرقات التي تسودها الحفر، حيث تعرقل مرور السيارات، وقد تصيب المواطنين بأذى جراء القفز عن هذه الحفرة أو تلك، والبلدية لا تسمع ولا ترى ما هو مطلوب منها من أجل منع الأذى عن الناس، وهذا بمقدورها.
بلدة يلدا التي لا تبعد عن دمشق سوى بضعة كيلو مترات مقطوعة تماماً عن العالم بسبب انعدام الاتصالات الأرضية، حيث إلى الآن لم تسعَ الجهات المعنية لإصلاح الشبكة الأرضية لتشغيلها، كما هو الحال في البلدات والمناطق الأخرى، رغم الوعود الكثيرة التي وُعد بها السكان لتشغيل المقسم وإجراء الصيانة المطلوبة على الشبكة، ولكن على الوعد يا كمون!
أما الكهرباء وما أدراك ما الكهرباء، حيث الانقطاعات الطويلة التي تحرم سكان هذه البلدة، وكل المناطق الشبيهة بها، من حقهم في عدالة القطع والوصل!
فبدلاً من ذلك بدأت الأمبيرات تغزو البلدة، وبسرعة قصوى تم إنجاز الشبكة الخاصة بها، والتي تعتبر تكاليف الاستجرار منها كبيرة جداً، حيث تبلغ قيمة استجرار الواط الساعي 6500 ل.س، مع دفع التأمين المطلوب مسبقاً، وتكلفة ثمن العداد، وثمن الكبل الناقل للتيار الكهربائي من مركز تموضع مولدة الأمبير إلى المستهلك، وهذا يعني تكاليف كبيرة سيتحملها الراغب في الاستجرار، والقادر على تكاليفه، وهنا ينطبق المثل الشعبي «فوق الموتة عصة قبر»، فرغم الغلاء الفاحش الذي يتحمله الناس، سيتحملون أيضاً تكاليف الكهرباء، لأنهم مكرهون على ذلك كي يتمكنوا من قضاء حوائجهم بحدودها الدنيا فقط (عمليات شحن البطاريات وأجهزة الهاتف وغيره).
يلدا.. البلدة الجارة لدمشق العاصمة، والقريبة جداً منها، حالها كحال أحياء الفقر في هذه المدينة الكبيرة والواسعة، فلا خدمات جيدة فيها، بل بعضها معدوم، ولا اهتمام رسمي بهموم ساكنيها ومعاناتهم!
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1114