حتى ترحيل القمامة فيه تمييز ومحاباة!

حتى ترحيل القمامة فيه تمييز ومحاباة!

بدأت درجات الحرارة ترتفع مع اقتراب فصل الربيع، وبدأت معها المعاناة المزمنة من مشكلة القمامة المنتشرة في الكثير من الأحياء ونواصيها، وخاصة في مناطق المخالفات والعشوائيات المهملة والمهمشة!

فالكثير من المناطق والأحياء في دمشق وريفها تفتقد إلى الحاويات، وخاصة في الحارات السكنية الضيقة، ومناطق المرتفعات المكتظة بالسكان، حيث يتم وضع القمامة وتجميعها على نواصي هذه الحارات، مثل: حارات ركن الدين والشيخ محيي الدين وعش الورور ونهر عيشة والمزة 86 وجرمانا، وغيرها الكثير من المناطق والحارات المهملة والمنسية.
ومع قلة وعدم انتظام عمليات ترحيل القمامة من هذه المناطق السكنية، بسبب ترهل وانعدام المسؤولية من قبل الوحدات البلدية المسؤولة عن ذلك، تنتشر القمامة في هذه الحارات، لتصبح مرتعاً للعبث من قبل القطط والكلاب والجرذان، ومكاناً مناسباً لاستقطاب جميع الحشرات وتكاثرها.
ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة بدأت تتزايد معاناة السكان في هذه المناطق، ومع ذلك لم تحرك البلديات ساكناً على مستوى الاهتمام بحل المشكلة جدياً قبل قدوم فصل الصيف بحرارته المرتفعة.
والمشكلة بالنسبة لسكان هذه المناطق والحارات لا تقتصر على الروائح الكريهة الناتجة عن تخمر القمامة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بل تصل إلى حدود انتشار الأمراض بسبب عبث الحيوانات والحشرات بها.
وبالرغم من أن المشكلة قديمة ومزمنة، وبالرغم من الشكاوى التي يتقدم بها سكان هذه الأحياء، إلا عمليات ترحيل القمامة على حالها من عدم الانتظام، مع تباعد الفترات فيما بينها، حيث يمر أسبوع بين عملية الترحيل والأخرى، وأحياناً أكثر من ذلك!
مقابل ذلك، فإن عمليات ترحيل القمامة من مناطق وحارات أخرى، شبه يومي، مع زيادة في أعداد الحاويات فيها، علماً أن القائمين على ذلك هي نفس البلديات، التي تتعامل بازدواجية واضحة وتمييزية بين الأحياء التي تعتبر راقية والأحياء الفقيرة!
فإذا كانت هناك صعوبة في زيادة أعداد الحاويات في بعض مناطق الفقر والعشوائيات نظراً لضيقها، وعدم تمكن السيارات من المرور فيها، بحسب الذرائع المساقة من قبل بعض مسؤولي البلديات، فالحد الأدنى أن يتم التقيد بنفس برنامج الترحيل الذي يتم التعامل به مع الأحياء الراقية!
فهل ذلك كثير وخارج عن المألوف، وله علاقة بالعقوبات والحصار والأزمة أيضاً؟!
برسم وزارة الإدارة المحلية والبيئة- محافظتي دمشق وريف دمشق.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1113