يوميات دوائر حكومية وشحنات الغضب
دارين السكري دارين السكري

يوميات دوائر حكومية وشحنات الغضب

بيقولوا (القانون هو الراعي الرسمي لمعاناة المواطن في وطنه)...
ومن هل الجملة رح بلش حكي عن المعاناة يلي صارت معي بأحد الدوائر الحكومية يلي هية «وازرة الخارجية».. يلي الموظفين والـ (سيكورتي) فيها الأكثر انضباطاً بجميع الوزارات والدوائر الحكومية السورية...

ويلي صار معي يمكن قليل كتير قدام يلي صار وعم يصير مع غيري من المواطنين «غير المدعومين طبعاً» للأسف...
بعد المرمطة والبهدلة من دائرة حكومية لدائرة حكومية ع مدار كذا أسبوع.. وأنا عم اشتغل لإحدى قريباتي المغتربة.. وصلت بالنهاية وبعد عناء طويل لـ «وزارة الخارجية والمغتربين» لحتى أحصل على التصديق والختم النهائي للأوراق المطلوبة مني أعملها قبل ما ابعتها...
بما أنها هل الوزارة تعتبر واجهة الوزارات.. ويلي أغلب العالم بيقولوا إنو العاملين «الموظفين» فيها من ألطف وألبق والأكثر انضباطاً في حسن معاملة المراجعين، إلا يلي صار معي هونيك كان عكس التوقعات والكلام هاد كلو... يمكن صدفة لسوء حظي.. أو صار فيهم متل بقية الجهات الحكومية..
بالبداية بتنصدم صدمة عمرك وقت حتعرف إنو من دخولك من بوابة الوزارة الرئيسية ح توقف «أربع أدوار طويلة» كرمال تحصل بالنهاية ع مجرد ختم!!!
بدايةً من الدور الخارجي وانتهاءً بالدور عند الموظف يلي حيختملك ع اللصاقة..
لا تستغربوا... إي إي «أربع أدوار طويلة» ونحن واقفين حوالي 3 ساعات ع رجلينا.. ومنهن ساعتين تحت طقة الشمس.. كلو كرمال ختم...
الأدوار كانت بهل الترتيب الرهيب...
الدور الأول بمثابة استقبال «Welcome» أول ما منفوت من بوابة الرئيسية ليتم من خلال هل الدور فرز المراجعين يلي عم يشتغلوا بالأوراق عن المرافقين إلهن...
طبعاً المراجعين بيحقلن يوقفوا تحت «التوتية الموضوعة هونيك»، أما المرافقين للأسف غير الأكياس والشنت يلي بإيديهن ما رح ترحمن من ضربة الشمس يلي حيضلوا منقوعين تحتا ساعات لتخلص المعاملات جوا...
الدور التاني: يلي هو «الدرج» متل ما سموه المراجعين... يلي من خلالو بتحس إنو «الفرج قريب».. ومن خلال هل الدور بتقطع وصل اللصاقة المالية.. يلي بهل الكوة هي بيمشي الدور بسرعة.. علماً إنك بتتمنى ما تتحرك ع قد الرطوبة والهوا الـ «fresh» يلي هابب من جوات الكوة.... ما علينا...
رجعنا وقفنا بدورنا يلي ما منشتهي وقفتوا لعدونا بس ع طقة الشمس يلي ما كان الـ «سيكورتي» يلي هونيك يستوعب إنو دابت بزرة راسنا من الشمس...
وفوقها النفسية المحمضة يلي تعاملنا فيها... إلا زبطوا الدور .. ويلا ما حدا حيفوت.. وغيروا وغيراتو من الأساليب المهينة التي اُتبعت علينا بهاد اليوم المشؤوم...
وبعد مناقشات وشجارات طويلة صارت بينن وبين بعض المراجعين يلي ما سكتوا عن هل المعاملة الفوقية.. مشي الدور وأخيراً وقدرنا ننتقل للـ «ليفل» يلي بعدو...
الدور التالت: يلي كنا مفكرين حالنا إنو خلصنا من «الأهرمة الخارجية» وصرنا داخل مبنى الوزارة.. فطبيعي رُقي المبنى حيكون متل رُقي العاملين.. والعكس كان صحيح... بهاد الدور قطعنا «تذكرة» كرمال نتنظم «آلياً» ويلي لقيناها أفضل من التنظيم البشري يلي صار برا المبنى ويلي تعاملنا من خلالو ع إنو... (...)
طبعاً المقاعد يلي محطوطة جوا ما كانت بتكفي الكم الهائل من العجقة الموجودة.. ويلي سببها أنو ما في موظفين ع عدد الكوات العشرين الموجودة...
الدور الرابع والأخير: بعد ما طلع رقمنا ورحنا ع آخر دور وقفة ويلي هو (لحظة الفرج) كان الفلج من المعاملة سوبر المهينة من قبل الموظف بهديك الكوة بهي اللحظة... والسبب إنو زميلو بالكوة يلي حدو (راح) والشغل يا حرام كتر عليه...
الشجار يلي صار والعياط والكلام الطالع النازل يلي طلع منو مالو مناسب أبداً للمكان والمبنى يلي آعد فيه.. متل زملاؤه بالخارج...
بالنهاية بعد أربع أدوار وكذا شجار وتلت ساعات وقفة ع رجليي وضربة شمس مرتبة.. حصلت ع ختم التصديق من الخارجية وانتهت المعاملة يلي نذليت فيها هون وهون بالدوائر الحكومية..
وبالطبع هاد التصوير مالو جديد أبداً بالدوائر الحكومية بس صار بشكل «مأوفر» أكتر... فهيك عم يقضي معظم المراجعين يومياتن بالدوائر الحكومية للأسف.. وهيك كان الختام معي..
هلأ ما بدي أحكي عن مبررات الغضب عند الموظفين بالدوائر الحكومية لأنها كتير كتيرة.. بداية من الأجور اللي بلا طعمة.. انتهاء بأنو الشغل بيطلع براس كم واحد من الملتزمين بس.. أو المرتشين علناً وبكل وضوح بسبب قلة الأجور طبعاً.. أو عن شحنات الغضب عند عموم الناس من المراجعين لهي الدوائر بسبب كل الأوضاع المعيشية والخدمية السيئة اللي عم يعانوا منها بشكل يومي.. بس رغم هيك كل هاد مالو مبرر لاذلال العباد.. أو لتفريغ شحنة الغضب فيهم..
والمشكلة أنو كلو متروك ع حالو.. لا رواتب متل الخلق والناس.. والرشوة وطرق الاذلال صارت ضاربة أطنابها.. وما في مانع تتفشش الناس ببعضها وتفرغ شحنات غضبها على حالها.. المهم أنو تبقى الحكومة.. واللي وراها من المستفيدين طبعاً.. بعيدين عن هاد الغضب..
بس لإيمت ح يبقى الوضع هيك يا ترى..؟؟!!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1082