في دمشق.. مياه الشرب برسم التقنين!
أصدرت مؤسسة المياه والصرف الصحي في دمشق خلال شهر آذار الماضي برنامجاً جديداً للتزوّد بمياه الشرب في أحياء المدينة، حيث جرى العمل وفق جدول التوزيع الجديد اعتباراً من يوم 22 آذار الماضي.
ولسنا بصدد الدخول بآلية توزيع المياه في دمشق وفق ساعات الضخ المعلن عنها لكل منطقة، بل للإضاءة على مشكلة قديمة ومستمرة تتكرر في كل عام.
فقد جاء وفقاً لتصريح مدير الاستثمار والصيانة في المؤسسة العامة لمياه الشرب في محافظة دمشق «أن البرنامج الجديد جاء بعد الانخفاض الذي طرأ على غزارة نبع الفيجة مقارنة مع الفترة الماضية، حيث انخفض المنسوب من 9 متر مكعب في الثانية إلى 6 متر مكعب في الثانية، وعليه فإن كمية المياه انخفضت بحدود 200 ألف متر مكعب يومياً».
وفقاً للتصريح أعلاه فقد انخفض منسوب مياه نبع الفيجة بمقدار الثلث عن الكمية السابقة، وإن كان التراجع بكمية مياه نبع الفيجة خلال الوقت الحالي لا يؤثر بشكل كبير على درجة التقنين، فإنه من المؤكد أن الكمية ستؤول للانخفاض خلال أشهر الصيف القادمة، وحتى بداية موسم الأمطار القادم، مما يعني أن درجة التقنين حتماً ستشتد مع الأشهر المقبلة، وعلى المواطنين التأهب لحالة الطوارئ، ومسلسل الانقطاع من المياه؟!
تقنين المياه مرافق لتقنين الكهرباء
يفاقم التضارب بين مواعيد عملية التزود بمياه الشرب والتقنين الكهربائي المشكلة في غالبية المناطق، فعملية ضخ المياه إلى الخزانات تحتاج إلى الكهرباء، حيث إن ساعات الوصل الكهربائي في أحسن الأحوال لا تتجاوز الساعتين، ما يعني انعدام الاستفادة من المياه لتخزنيها أو لعملية الغسيل في حال انقطاع الكهرباء، وإن تزامنت مع العمليتين سوياً فإن ساعات الوصل الكهربائي لا تكفي لاستكمال عملية ملء الخزانات لكافة المنازل كون هناك ترتيب محدد لمضخات المياه من الأسفل حتى الأعلى بدءاً من طوابق العليا وحتى السفلى.
تشتكي مايا وهي ربة منزل في أحد الأحياء التابعة لمنطقة الدويلعة عن معاناتها مع التزود بالمياه «منزلي في الطابق الأول فني وعليّ انتظار جيراني في الطوابق العليا للانتهاء من عملية التزود بالمياه عبر ضخها إلى الخزانات الخاصة بهم، وعند مجيء دوري تكون قد انقطعت الكهرباء ومعاناتي مستمرة بشكل يومي».
حلول مع زيادة بالتكلفة
ونظراً للمشكلة أعلاه، يجد السكان الحلول البديلة عن الكهرباء خلال ساعات التزود بالمياه المتزامنة مع انقطاع الكهرباء، عبر وصل مضخات المياه بالمولدات طبعاً بحال توافرها.
أحمد أحد سكان العاصمة دمشق يتحدث لقاسيون عن مساعدته لجيرانه في البناء السكني «لدي مولدة تعمل على البنزين وفي ساعات انقطاع الكهرباء يستعين الجيران بالمولدة خاصتي في الطوابق المنخفضة شرط أن يوفروا القليل من البنزين على حسابهم، مكملاً أن هناك صعوبة في ضخ المياه إلى الطوابق العليا عبر المولدة لذلك يكتفي سكان الطوابق العليا من جيرانه بملء بعض الأواني والقوارير للشرب، وهذا أوفر على جيب المواطن من عملية تعبئة «صهريج مياه» حيث تكلفة البرميل بحدود الـ 3 آلاف».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1064