عودة الشتاء وعودة الوحل.. دفّ الشوك نموذجاً
تناولنا في أعداد سابقة سوء الخدمات عامة في منطقة دف الشوك، وأخذناها نموذجاً معمماً على سائر ريف دمشق، والريف السوري بشكل عام، وقد اختصصناها لملاصقتها لقلب العاصمة دمشق، إذ لا تفصلها عن المدينة سوى مئات الأمتار، فسوء الخدمات طال كل جوانب الحياة من كهرباء وماء وخطوط هاتف ومواصلات وإسفلت وصرف صحي إلخ.
وها هو فصل الشتاء قد أطل من جديد وشهدت مدينة دمشق أول هطول مطري، وعادت المأساة المتجددة وكابوس الوحل الذي يحيل موسم الأمطار إلى جحيم وَحْلٍ، ومستنقعات يغرق بها القاطنون في هذه الأحياء الفقيرة بلا حول ولا قوة، مضطرين قهراً للسكن في هذه الأحياء، فمع كل ما يعانونه من إهمال حكومي ومن المحافظة، يزورهم الشتاء ليغرقهم بالوحل.
حتى الإسفلت «خيار وفقوس»
سبق وأن فصلنا في مواد سابقة عن توزع هذه المنطقة بين ريف ومدينة، وهي تعاني بالمجمل من سوء الخدمات كافة، ولكن الأقبح في الأمر هو سوء توزيع الخدمات نفسها، فأهالي المنطقة التابعة للريف يعانون أكثر مما يعانونه سكان المنطقة التابعة للمدينة، ولا يفصلها عن بعضها إلّا شارع بعرض 3 أمتار.
ففي حي الزهور الذي يتبع للمدينة ترى حظهم في إسفلت الشوارع أكبر مع سوء وضعه وعشوائيته ورداءته وكثرة الحفر فيه، ولكن المنطقة المحسوبة على الريف تراها وكأنها مستنقعات في أدغال إفريقيا، الوحل يغمرها مع القمامة، ولا شيء من هذه المناظر القبيحة والمقززة تصل إلى المسؤولين، وإن وصلت فأذن من طين وأذن من عجين، فمن المعيب جداً على المحافظة تأجيل مشروع إسفلت هذه المناطق إلى هذا الوقت، ولم تدخلها البلدية منذ أن قامت هذه العشوائيات لرصفها بالإسفلت.
طبعاً ما يزيد الطين بلة هو سوء الصرف الصحي ورائحة المجاري المنبعثة أتناء طوافانات الشتاء، وانقطاع الكهرباء المستمر الذي يشكل مع الوحل والمستنقعات أخطار الانزلاقات والأضرار الجسدية والصحية الناتجة عنها، وكأنها أحياء تعيش منذ قرون بعيدة عن التجمعات البشرية المتحضرة، وكل هذا على مرأى ومسمع أولي الأمر والمسؤولين في محافظة دمشق وريفها.
برسم محافظة دمشق وريفها
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1042