هل تشفع وزارة الزراعة لما تبقّى من غطاء نباتي في دمشق؟
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

هل تشفع وزارة الزراعة لما تبقّى من غطاء نباتي في دمشق؟

انحسار الغطاء النباتي في دمشق وتقلص المساحات الخضراء فيها، بما في ذلك حدائقها العامة ومتنفساتها، التي دخلت عليها الاستثمارات برعاية المحافظة، التي لم تكن محافظة بهذا الشأن، أصبح أمراً ملموساً للقاصي والداني.

وقد دخلت وزارة الزراعة على خط الحفاظ على ما تبقّى من غطاء نباتي في محافظة دمشق على ما يبدو، من خلال ما رشح عن الاجتماع الذي عقد بين وزير الزراعة ومحافظ دمشق بتاريخ 29/5/2021 في مبنى وزارة الزراعة.

سوابق مسجلة

التعدي على الحدائق العامة في دمشق، وعلى كل عرق أخضر في المدينة تكرر تباعاً خلال السنين الماضية، بما في ذلك عمليات قص الأشجار المعمرة في بعض المنصفات على الطرقات العامة بذريعة التحسين والتجديد والتوسيع، وكذلك التعدي على الوجائب، بل وحتى الأرصفة، على حساب الغطاء النباتي أحياناً، ولو على حساب شجرة واحدة تعتبر متنفساً في مكانها، يضاف إلى ذلك ما تلتهمه الحرائق في بعض الأحيان من أشجار وبقية أحراش هنا وهناك نتيجة الإهمال أو التعمد!
الأسوأ، هو ما جرى على مستوى طرح الاستثمارات في الحدائق العامة بذريعة البحث عن الإيرادات لتغطية الإنفاق على الخدمات العامة في المحافظة، وطبعاً كان ذلك على حساب متنفسات المواطنين وحقهم المشروع بهذه الحدائق، بما فيها من أشجار وألعاب ومساحات افتراضية للأطفال، فلم يشفع للغطاء النباتي حق المواطنين به على أيدي المحافظة، ولم يشفع للأطفال حقهم بمساحات كافية للعب في هذه الحدائق دون أن يتكبد ذووهم بعض النفقات لتصب في جيوب المستثمرين وأصحاب الأرباح.

الزراعة تتدخل

بادرة إيجابية تسجل لوزارة الزراعة أن عقدت اجتماعاً مع محافظ دمشق، فقد ناقش وزير الزراعة مع محافظ دمشق واقع المناطق الحراجية والغطاء النباتي في المحافظة، والإجراءات اللازمة لحمايتهم من الحرائق وإعادة تأهيل المناطق المحروقة لتأهيلها وإعادة الغطاء النباتي إليها.
ومما تم التأكيد عليه من قبل وزير الزراعة بحسب ما رشح عبر وسائل الإعلام خلال الاجتماع ما يلي:
أهمية وضع خطة متكاملة والخرائط اللازمة لحماية المناطق الحراجية والحدائق والأراضي المشجرة في العاصمة.
زيادة الغطاء الأخضر بالأنواع المناسبة، وخاصة في المناطق الصخرية.
استخدام برامج المكافحة اللازمة لحماية المناطق المشجرة من الأمراض والآفات.
تشكيل لجنة مشتركة بين الوزارة والمحافظة لدراسة وتحديد مسارٍ لفصل المناطق السكنية عن الحراجية، بهدف الحفاظ عليها من الحريق والتعديات.
ضرورة إنشاء مشتل لتكبير الأشجار المثمرة والحراجية، بهدف زراعة أشجار كبيرة بمواصفات موحدة في أحياء وحدائق وأطراف شوارع دمشق ومحيطها، وعدم زراعة أشجار صغيرة الحجم.
بالمقابل، أشار المحافظ إلى استعداد المحافظة لتقديم ما يلزم للتعاون مع وزارة الزراعة لإعادة ترميم المناطق المحروقة، وزيادة الغطاء النباتي والتدخل في حال حدوث أي حريق، لافتاً إلى أهمية الإسراع بفصل المناطق السكنية عن الحراجية.
فهل سيسفر تدخل الزراعة عن إيجابيات على مستوى الحفاظ على ما تبقّى من غطاء نباتي في دمشق وتحسينه وزيادته، أم تستمر المحافظة بنهجها الاستثماري الريعي، على حساب الغطاء النباتي، وعلى حساب متنفسات المواطنين؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1020