في رمضان- فوضى الأسعار تضرب من جديد
في الوقت الذي أعلنت به الحكومة عن إجراءات لضبط الأسعار ووقف تدهور الليرة، استقبل الشعب شهر رمضان على واقع غلاء فاجر للأسعار.
وقد ترافق ذلك مع غياب فرحة الشهر الفضيل بالتوازي مع الأزمات المعيشية الخانقة، مع الظلام الحالك بسبب الانقطاع الكهرباء لساعات طويلة، والتي وصلت إلى حدود الست ساعات في بعض الأماكن، وخاصةً في أوقات الإفطار والسحور، وانقطاع بالنزين، وشبه انعدام المواصلات مع فوضى الأسعار.
أسعار رمضان بالخيال
شهدت الأسواق قبل شهر رمضان ارتفاعات متتالية في الأسعار، وشهدت لاحقاً استقراراً على بعضها نوعاً ما، ولكن مع حلول شهر رمضان عادت الأسعار للقفز مجدداً، بسبب زيادة الطلب على المواد الغذائية كما قيل، علماً أن الأسواق التجارية تشهد ركوداً نسبياً، وذلك لتدني القدرة الشرائية، وبسبب الأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشها المواطن، وبالتأكيد كلمة «المواطن» لا تشمل الفئة الناهبة وذويها والمحسوبين عليها.
ومن خلال رصد بعض الأسعار في الأسواق خلال أيام رمضان الفائتة، فقد شهدت ثباتاً نوعا ما بأسعار مشتقات الحليب والمعلبات والنواشف «الرز والمعكرونة والشعيرية... إلخ» حتى من قبل شهر رمضان لتاريخ اليوم.
ولكن الدهشة كانت هي ارتفاع أسعار اللحوم رغم محدودية الطلب عليها، على سبيل المثال: «كيلو شرحات الدجاج قبل رمضان كان بـ 9200 ل.س، واليوم سعر الكيلو 10200 ل.س. البطاطا وهي من الأطباق الرئيسية على موائد الإفطار، فقد وصل سعر الكيلو بين الـ 1200 والـ 1400 ل.س بينما كان قبل شهر رمضان بين الـ 800 ل.س والـ 1000 ل.س».
ولامس هذا الارتفاع أيضاً أسعار الخضار والفواكه، حيث ارتفعت جميع أنواع الخضار بين الـ 100 والـ 200 ل.س، بينما زادت الفروقات السعرية بالنسبة للفواكه أكثر من ذلك.
رمضان 2021 غير..
أتى شهر رمضان على المواطن في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أسوأ أزماتها الاقتصادية خلال كل سنوات الحرب العشر، وقد ترافق ذلك مع تسارع في تدهور قيمة الليرة أمام سعر الصرف في السوق السوداء، وارتفاع الأسعار بمعدلات قياسية وخيالية جداً، وأزمة محروقات حادة باتت تحد من القدرة على التنقل بين المنزل والعمل، إضافة إلى أجور سيارات الأجرة «التكاسي» التي أصبحت عبئاً إضافياً يُثقل الكاهل، بغياب تام للحكومة وعملها الجدّي على أرض الواقع.
وما يزيد الطين بلة، هي تلك الدعايات المبهرجة التي تريد استقطاب الناس للكسب من جيوبهم كالعادة، وكالعادة ينصدم المواطن عند دخوله لأية «مهرجانات أو أسواق خيرية.. إلخ» بسبب الفروقات السعرية الطفيفة التي لا تزال تنهك جيبه دون رحمة.
سوق رمضان الخيري
عندما ننظر إلى العنوان أعلاه، فلن يخطر بالبال إلّا أنه «خيري» بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولكن في الحقيقية لا يحمل من عنوانه سوى عدد أحرفه.
حسب ما تم الإعلان عنه انطلقت يوم الثلاثاء بتاريخ 13 نيسان 2021 فعاليات سوق رمضان الخيري، فقد أُطلق السوق الخيري على أرض مدينة المعارض القديمة في دمشق، حيث جمع عدداً كبيراً من الشركات الغذائية والتجارية بهدف تغطية الطلب المحلي المتزايد على المنتجات الغذائية والألبسة، وخفض الكلفة على المستهلكين في ظل تراجع قدرتهم الشرائية وسط أزمة اقتصادية خانقة.
أتى هذا الإعلان تحت عنوان منتجات بأسعار مناسبة وحسومات وعروض تلبي احتياجات المواطنين، وتُسهم في تخفيف الأعباء الاقتصادية عنهم من خلال البيع بسعر التكلفة.
وتم رصد بعض الأسعار التي قِيل عنها بأنها بسعر التكلفة، وأرخص من الأسواق التجارية، وتلبي حاجات المواطنين، لكنها لم تكن كما أُعلن عنها.
فأسعار بعض السلع كانت تماماً كما غيرها في بقية الأسواق، أما عن الأسعار التي تبدو أنها أقل فهي لسلع بمواصفة ونوعية مختلفة عن شبيهاتها في الأسواق (أسوأ)، ومع ذلك هناك بعض السلع أرخص فعلاً.
لكن بالمجمل، فإن ما يمكن أن يوفره المواطن على بعض السلع والمواد سيضطر لدفعه على المواصلات كأجور، خاصة مع ضآلة ما يمكن أن يخصصه من نقود لشراء بعض الغذائيات على حساب الضرورات الحياتية الأخرى.
فحتى السلال الغذائية المعلن عنها في السوق من قبل بعض العارضين قد لا يتمكن صاحب الدخل المحدود أن يشتريها، نظراً لارتفاع سعرها الإجمالي عليه، والذي يقارب أجره الشهري.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1014