الحكومة تعلن: سوف نحلّ الأزمات في موسم النّمل!
حنا دياب حنا دياب

الحكومة تعلن: سوف نحلّ الأزمات في موسم النّمل!

في سورية لا توجد أزمة بنزين، في سورية لا توجد أزمة غاز، في سورية لا توجد أزمة خبز. وإن وجدت تلك الأزمات، فالنّمل هو السبب، والنّملة تقول: أصلاً أنت السبب! والنّمل يقول: لا توجد أزمة، والسبب نفسي.

في الصورة الأولى للمشهد، البطون جائعة، ووسائل الإعلام تطعمنا بكلمات وتصريحات لا تشبع، طابور المواصلات يكبر، ووسائل الإعلام تمطرنا بالباصات، وحل الأزمات الممنتجة في غرف الأخبار فقط. الأسعار في السوق ترتفع، ووسائل الإعلام تصدقنا القول بأنها انخفضت! ويقول آخر: ما في حدا جوعان.

أزمة المياه تحدث هنا وهناك، سببها نفسي بامتياز، فلتشربوا أيها المواطنون العطاش من التصريحات الإعلامية، أزمة انقطاعات الكهرباء تظلم المدن والقرى والبيوت، أما إذا عُرف السبب، بطل العجب: المواطن هو السبب، فهو يصرف الكهرباء الوطنية ببطرٍ ولا يشبع!

في صورة ثانية للمشهد، الحكومة قررت القضاء على الأزمات بضربة سوبرمان القاضية! أو هكذا وعدت على الأقل.

فالوعود يشربها العطشان ويأكلها الجائع، والوعود تُشعل الكهرباء في المدن والبيوت المظلمة، وتؤمن ربطات الخبز بعدالة للجياع.

بشرى سارة أيها المواطنون الجائعون، بشرى سارة أيتها المدن والقرى العطشى والمظلمة على امتداد سورية. افرحوا يا من تطحنكم الأزمات في الأسفل، فالوعود ثم الوعود، تؤكد لكم أن الحكومة قد قررت القضاء على الأزمات كلها: الكهرباء، الغاز، الخبز، المياه، الأسعار، البنزين، المازوت، الأدوية، الطبابة .... إلخ. وموعد هذا الحل، هو موسم النّمل.

ومن وحي حرارة الحدث العظيم، صار الحوار التالي، قالت الحكومة: سنحل الأزمات في موسم النّمل. فقال المواطنون الجائعون، وقالت المدن العطشى والمظلمة: متى الحل، ومتى يحل موسم النّمل؟ فقال أهل الجزيرة والفرات لأهل البلاد: لا يوجد موسم للنمل!

استمر الحوار، وسأل المواطنون الجائعون، وسألت المدن العطشى والمظلمة بقلق بالغ: وماذا بشأن الوعود لحلّ الأزمات؟ فقال الدمشقيون: سجلوها على لوح البوظ! ورد أهل الجزيرة والفرات: انتظروا موسم النّمل. وموعده بتاريخ 33 من الشهر الثالث عشر، وفي اليوم الثامن للأسبوع.

وهكذا فالحكومة تعلن: سوف نحلّ الأزمات في موسم النّمل! وسجلت وعود الحل المتكررة على لوح البوظ الذي يعرفه الدمشقيون!

معلومات إضافية

العدد رقم:
1013
آخر تعديل على الإثنين, 12 نيسان/أبريل 2021 13:55