الكهرباء تأزمٌ يزداد والذرائع جاهزة

الكهرباء تأزمٌ يزداد والذرائع جاهزة

وصل المواطن إلى مرحلة فقدان سريع لأبسط مقومات الحياة، من خبز ووقود مع أزمة ارتفاع الأسعار التي تعصف به وتهدد وجوده، ومن المعلوم أن الكهرباء تعد من أهم هذه الحاجات التي لا يستطيع الإنسان في هذا العصر التخلي عنها في أي حال من الأحوال، ولكن المواطن حُرم منها قسراً وبدون مبررات تقنع، حتى أبسط الناس بهذا الواقع المزري الذي يعيشه المواطن بلا كهرباء.

وكما جرت العادة من الحكومة ووزارة الكهرباء، التي لا تألو جهداً بتقديم المبررات والذرائع التي تضخها، وهي جاهزة على الدوام.
فتارة تتذرع بنقص الوقود، وتارة بحالة الطقس، وقد عشنا حالة من التردي بالطاقة الكهربائية في شتاء 2021 لم نشهدها في كل سنوات الحرب والأزمة.
فبعض المناطق لا يصح القول: أن الكهرباء فيها مقننة، فهي محرومة منها بشكل شبه كامل، ففي ريف دمشق يصل التقنين إلى 22 ساعة، فهل هذا تقنين؟ أم حرمان؟

وقد أشار وزير الكهرباء قبيل دخول فصل الشتاء، ممهداً للكارثة، بأن وضع التقنين في هذا الشتاء لن يكون مريحاً.
فما إن تعلن الأرصاد أن هناك منخفضاً يلوح في أفق المناخ حتى تجد الظلام يعم البلاد!
ولكن الغريب في الأمر، أن الطقس تحسن، ولكن ساعات القطع ازدادت، حتى إنها لم تبق على ماهي عليه!؟
ساعة وصل لا تسمن ولا تغني من جوع

في ريف دمشق جرى تحسن جزئي بأن ساعات التقنين اقتصرت على أربع ساعات مقابل ساعة وصل.
فماذا يفعل السكان بهذه الساعة التي لا تكفي لشحن بطارية إنارة أو جهاز هاتف، ولا تكفي في الشتاء البارد لتسخين المياه، ولا لأي عمل منزلي ضروري؟! وما هي إلّا سخرية من هذا المواطن الذي ضاق ذرعاً بهذه الحال.
فمع دخول شهر شباط وتحسن الطقس كنا ننتظر تحسناً، ولو كان طفيفاً، ولكن ما حدث أن ساعة الوصل اليتيمة أصبحت مختزلة في كثير من الأحيان إلى نصف ساعة في أغلب الأوقات.

خطر التقنين في الصيف أشد؟

قد لا يحتاج السكان في الشتاء إلى استخدام البرادات لحفظ أطعمتهم لانخفاض الحرارة بطبيعة الحال، واحتفاظ البرادات بالبرودة القليلة من ساعة التشغيل المتاحة، ولكن ما هي الحال في الصيف إذا استمر الواقع الكهربائي على ما هو عليه؟ وكيف سيحفظ الناس طعامهم القليل الذي يبقي على ما تبقى من غذائهم؟ وكيف سيبردون أجسام أطفالهم عند النوم في موجات الحرّ المرتقبة؟
فهل سيكون الصيف القادم مقتلاً للمواطن؟ في الوقت الذي ينام فيه المسؤولون والمتنفذون وحيتان الأزمة على وساداتهم المريحة، وغرفهم المكيفة؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1005
آخر تعديل على الثلاثاء, 16 شباط/فبراير 2021 21:03