هل مهام المعنيين شاردة أيضاً؟
دعاء دادو دعاء دادو

هل مهام المعنيين شاردة أيضاً؟

كعادة المعنيين دائماً، عجزت محافظة ريف دمشق عن القضاء على ظاهرة انتشار الكلاب (المتوحشة- الضالة- الشاردة- المسعورة) حتى تاريخه، وهي من المؤكد ليست المرة الأولى التي نرى فيها عجزاً حقيقياً عن تأمين أمن وسلامة المواطن من قِبل كل المعنيين والمسؤولين في البلاد.

فالكلاب الشاردة أصبحت منتشرة بكثرة في الأرياف، خاصةً في الفترة الصباحية ما بين الساعة 6 والـ 7 صباحاً، وفي الفترة الليلية، خصوصاً في فصل الشتاء، حيث إن الفترة الليلية طويلة، إضافةً إلى هذا كله الغياب الكلي للكهرباء في ريف دمشق، كعامل مساعد على هذا الانتشار.

تذمر قاطني ريف دمشق لم يُجدِ نفعاً، وطلبهم الدائم والمتكرر من البلديات لوضع حد لهذا الوضع المخيف لم يُسمع حتى. فقد بات هجوم الكلاب المتوحشة ليلاً ونهاراً يسبب هلعاً، ليس لدى الصغار فقط، بل والكبار أيضاً، خاصةً في الفترة الصباحية عند توجه الطلاب إلى مدارسهم، وتوجه الموظفين إلى عملهم، وفي أثناء عودتهم في المساء. 

ناهيك عن ذلك، فإن انتشار الكلاب الشاردة لم يعد يقتصر على الشوارع فقط، بل أصبحت بعض الحدائق ملاذات شبه آمنة لها، على حساب أمان المواطنين المفترض فيها.

المخيف بالأمر، أن الكلاب تتنقل بشكل جماعي، حيث يتجاوز عددها في بعض الأحيان عشرة كلاب دفعة واحدة، وبهذا الشكل فإنها تسبب خطراً حقيقياً على الناس، في حال استشراسها وهجومها عليهم. 

وبعد تسجيل العشرات من الإصابات، نتيجة وقوع بعض حوادث العض للمارة في العديد من المناطق في الريف، فقد بات من الضروري ملاحقة الكلاب الشاردة ومكافحتها بشكل جدي، وذلك خوفاً على جميع المواطنين من جميع الأعمار من التعرض للعض والإصابة بالأمراض «داء الكلب» أو الأمراض المعدية، وربما القاتلة أحياناً، والأوبئة التي يمكن أن تنقلها، لكون الكلاب تقتات على القمامة المنتشرة وغير المُرحّلة، وهذا موضوع آخر ربما يصار إلى حله، للضرورات الصحية أيضاً.

فعلى الرغم من كثرة شكاوى المواطنين وتكرارها، إلّا أن الجهات المعنية (المحافظة والبلديات) فشلت حتى الآن في التصدي لهذه الآفة والحد من انتشارها، مع العلم أن لدى تلك الجهات ما يجب من تعليمات بهذا الخصوص!

وبدون إطالة نتساءل: أين المعنيون عن مكافحة هذه الظاهرة، وأين دورهم بتأمين الأمان وسلامة المواطنين، على الأقل من هجوم وعضات الكلاب الشاردة، أم إن المهام والتعليمات بهذا الخصوص شردت هي الأخرى؟ 

معلومات إضافية

العدد رقم:
1002