شو جابرك ع المر؟ والله الأمّر..
كتار كتير من السوريين المسحوقين يلي بعدون عايشين بحضن الوطن عم يلجؤوا لكتير طرق ليقدروا يأمنوا احتياجتون من أكل أو طبابة... ووصلوا ليبيعوا غراضهم ومقتنايتهم..
وبعهد التكنولوجيا والتطور التكنولوجي- شفنا شو يعني ذل... شو يعني إذلال... شو يعني فقر وشو يعني تعتير... وكيف بعض المعترين صاروا عم يشاركوا عبر صفحاتون الخاصة بالفيسبوك- ببيع الأغراض الشخصية الجديدة أو المستخدمة من «تياب- أدوات كهربائية- عفش والذي منو....»..
في منون كنوع من المكابرة ومن ظروف الواقع المجحف بالخدمات قال «شو بدي بالأدوات الكهربائية إذا بالأساس ما في كهربا؟!»..
الملفت للنظر، إنو هالظاهرة هي انتشرت هالشهرين أكتر من الأول بكتير... يعني هاد بيدل على إنو الجوع عم يتفاقم... والغلا كسر العباد كسر... حطمون تحطيم.... خلاهون يستغنوا عن الشغلات يلي ماتوا وطلعت عيونون بالطول وبالعرض ليحصلوا عليها- وبسهولة هيك، وبأرخص الأسعار كمان....
كرمال شو؟ كرمال ياكلوا أو يتداووا للأسف....
لفتلي انتباهي إعلان واحد من هالإعلانات بلش صاحبو بهل الجملة «منشان الله لا يوفق يلي كان السبب....» وبعدا بلش بعرض غرفة النوم الخاصة فيه للبيع...
يا ترى، شو هو هل الشي الضروري يلي خلاه يستغني عن راحتو الليلية بعد يوم طويل شاق ومتعب؟!
الجوع.... الجوع بيعمل أكتر من هيك...
طيب مين المسؤول؟
أكيد كتار من الحيتان والحرامية والبلهموطية يلي حكومتنا راعيتون منيح...
عجز
ناس كتير عاطلين عن العمل... مو لأنو مالون دارسين أو اتكاليين!
أبداً، الأغلب ما عم يلاقي شغل.. أو عم يلاقوا بس بأجور قليلة، ومتل ما بيقول المتل «ما بتسد الرمق»..
فكيف هاد العامل أو الموظف يلي انخفضت القوة الشرائية عندو 6000 مرة بدو يكفي حالو- حالو هاااا مو ولادو؟!
العالم عجزت ع الأخير وما عاد عندا حلول تانية... لهيك العالم عم تبيع كلشي بتمتلكو...
موضوع الجوع ما عاد وقف ع الأطفال الصغار.. الكبار جاعوا- المجوز والعزابي والختيار والشب والكل.... ولك الكل من دون أية استثناء...
والقصة ما وقفت بس ع البيع!
في من هالناس المحتاجة صارت تعمل مقايضة ع المستلزمات مع حدا تاني بحاجة...
مثلاً، وحدة عندا تياب للبيبي تبادلت مع وحدة عندا بيجامة ولادي لعمر خمس سنوات.. هي بدها بيجامة لابنها وما قدرتها تشتريلو... والتانية أجاها بيبي جديد وبيجامة أخوه صغرانة عليه... وهيك تبادلوا بالقطع وكل وحدة فيهون مشت شغل متل ما بيوقولوا...
نهب
بالنسبة للأدوات الكهربائية، في منون لهدوليك الشفاطات يلي معون مصاري بيفوتوا بيدوروا دوارة ع متل هيك منشورات.. كرمال يتصيدوا بحجة التجارة..
وشرطكون هاااا... بيفاصلوا مفاصلة لهل المعتر.. وبياخدوا الأدوات بأسعار أرخص من يلي معروضة كرمال يبيعوها بسعر أغلى ويربحوا من شي معتر عم يشقف حالو مليون شقفة كرمال يصمد حق القطعة الكهربائية... يلي بدو يشتريها من هداك يلي معو مصاري.. يا خطيتون..
وهداك يلي باع بسعر أرخص من يلي اشتراه فيا حسرتي عليه.... فوق خسارتو خسارة الفرق...
مجاعة
بالنهاية حابة أذكّر شي...
بعد سنتين تقريباً من بداية الحرب.. وبسبب الشناعة يلي صارت كان البعض يسأل «هل تواجه سورية خطر المجاعة؟»..
بعد عشر سنين حرب أجا الجواب ع هيك سؤال: نعم..
اليوم عايشين بمجاعة... عالم باعت أعضاءها وعالم باعت ممتلكاتها وعالم زتت ولادها بالمياتم والجوامع.. إلخ..
كلون مبسوطين مثلاً؟
أبداً، الكل مغلوب ع أمرو... كل الطرقات ودتون للجوع.. الجوع الكافر
وصلوا لمرحلة ما عندن خيارات بديلة ولا طالع بإيدون يعملوا شي...
لك حتى يلي إلو حدا برا وعم يقدملوا مساعدة خارجية بسبب الغلا الكافر وأصحاب النفوس الضعيفة وفجعانين المصاري يلي ما عم يشبعوا- ما عادت كفتون هالمساعدة بولا شي...
مين يلي وصل السوريين لهون اليوم؟ مين يلي سكر البواب بوشهن وفتح بوابة جهنم عليهم؟ وشو في لسا غير هيك؟
يلي عمل كل هدول الحكومة الموقرة وأنتو نازلين مروراً بالحيتان الكبار والحرامية وانتهاءً بتجار الحرب والأزمة...
أما شو لسا بعد أكتر من هيك... فهَيْ بيجاوب عليها الجوعان لاحقاً..
ومؤقتاً لازم نأكد ع حكي الناس «الله يريحنا من يلي كان السبب ع أهون الأسباب»..
وربي يستر..
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 994