سورية ما عادت البلد اللي ما بيجوع فيها حدا
دعاء دادو دعاء دادو

سورية ما عادت البلد اللي ما بيجوع فيها حدا

معروف عن سورية من زمان إنو فيها أقدم عاصمة تاريخية... وتعتبر مركز لأقدم الحضارات ع وجه الأرض... وهل الحكي لا غبار عليه بالتأكيد...
ويلي معروف كمان عن سورية أنو هية البلد يلي ما بجوع فيها لا قاطنيها ولا زوارها... سورية خيراتها كتار يا ياااااموووووو.....

خيراتك يا بلدي

إذا حبينا نرجع بالتاريخ لورا - قبل الحرايق يلي عم تصير- قبل الحرب- ولك قبل بكتير كمان.... من يوم يومها سورية معروفة بأنها بلد مزدهر ومتطور كمان.. بس كرمال خيراتها الوفيرة ما رح نحكي عن النفط والفوسفات- الحديد.. إلخ، بس بدنا نحكي عن الخضرا والفواكي واللحوم والأجبان والألبان والبقوليات يلي موجودة عنا بكل أشكالها ويلي كمان غنية عن التعريف.. ومن يوم يومها والعين عليها.. والشاطر يلي بدو يهف ويستغل فيها وبخيراتها.... من جوا ومن برا بمعية اللي جوا طبعاً..

عشعشة الفقر

بالبداية بدي احكي عن معنى الحقيقي للفقر... «عدم القدرة على تحقيق الحد الأدنى من مستوى المعيشة وغياب أو عدم ملكية الأصول أو حيازة الموارد أو الثروة المتاحة المادية منها وغير المادية»...
طبعاً، بالرغم من كل الخيرات ببلدنا.. يلي إذا قعدنا وحكينا عنون ما بيخلصوا... وبالرغم من الأمثال الشعبية يلي سورية معروفة فيها وكلها عن كرم الأرض بالعطاء، متل «ما حدا عايش بسورية ممكن إنو يجوع»...
بس يرحم أيام زمان... أيام ما كان عيب إنو تنذكر كلمة الجوع بسورية، اليوم الواقع معاكس تماماً...
واقعنا اليوم شنيع- بشع- قبيح بقبح أخلاق هديك الشريحة البلهموطية يلي بتاكل ما بتشبع.... يلي هية العامل الأساسي والمسبب الرئيسي للجوع الحقيقي يلي وصلّت تلت رباع الشعب إلو.. والربع الأخير هنن نفسون- ذاتون....

على أرض الواقع...

في أمثلة كتيرة... كتيرة كتير، بتوجع من الحكي بس!!
يلي كان يقول: إنو هي أكلة الفول أو المسبحة أو الحمص والفتة أو حتى البيض يا قلبي أكلة الفقير- اليوم صاروا من ورا الطمع والجشع بطلوا أكلة الفقير- صاروا أكلات يلي معون مصاري يا حبيباتي....
لأنو قرص الفلافل مثلاً اليوم صار حقو 35 ليرة... والسندويشة حقا 500 أو 600 حسب الضمير... ومتوسط الرواتب 60 ألف ليرة... ويمكن فيكون تتخيلو إنو العيلة المؤلفة من 4 أشخاص شو ممكن تعمل بحالا خصوصي إذا كان في منهم أطفال؟؟ أكيد ما فيكون....
العملية الحسابية صعبة كتير.. ولك بالنهاية ما رح تزبط لأنها ما بتوفي حتى ولو غيرو رفاهية أكلة الفلافل وحولو ع الخبز والزيت والزعتر والله...
ع سيرة الخبز... بعز أزمة الخبز يلي متلها متل غيرها مُفتعلة ومقصودة... العالم صارت لتهرب من الوقفة ع الأفران لأنها خايفة من الكورونا ومن الزحمة تاخد خبزاتها من البياعين يلي برا بالـ500 ليرة أحياناً...
يعني رغيف الدولة صار بحيطان الـ100 ليرة يا حبابين... في مصيبة أكبر وادهى من هيك؟!
ورجاءً لا حدا يقول يوقفوا ع الأفران سبع ساعات... بهل الوقت هاد العالم بتروح بتشتغل دوام كامل فوق دوامها مشان تجيب مصاري سيد راسي....

الحبل ع الجرار...

هاد الحكي كلو ونحن بالموسم الصيفي... يعني في عنا خضرا وفواكه حتى ولو بطلوع الروح عم نشتريهون.. ومتل ما بيقول المتل «شم ولا تدوق»... يعني ع قد بساطنا عم نمد رجلينا شي منو ولا كلو.. أي وهيك... بس الضربة القاضية يا حزركون وين؟ هلق يمكن جاية بالشتوية....
لأن ما عاد في خضرا ولا فواكه موسمية... كلها صارت بلاستيكية يعني تكلفتها أعلى.. يعني سعرا مدوبل أكتر حتى ولو كانت محلية....
لك إذا هلق بالصيف صار سعر جرزة البقدونس والنعنع 200 ليرة... بكرا بالشتوية سعر جرزة الخبيزة أديش ح يكون.. هي أكلة الدرويش أدي حتصير كلفتها يا شطورين مع الزيت والذي منو؟
ما رح نقول هنن وضميرون... لأنو الضمير تبعون يرحم أيام ما كانوا يسمعوا فيه....

المحصلة

بالنهاية، يمكن ح تصير شوفة الجوعانين ع حاويات الزبالة.. كرمال ياكلوا بقايا الأكل يلي طحنتون قلة الأخلاق من البلهموطية.. شي عادي....
متل مو عادي كتير إنك تشوف العالم عم تدور بين القناني يلي مرمية بالشارع ليكون الحظ مرافقها وتقدر تحصل ع قنينة بيبسي بقيان فيها كم نقطة لتشربها...
ويمكن ما يكون غريب بالبلد كمان شوفة العالم يلي واقفة قدام المطاعم لتنطر الأكل المكبوب حتى تسكر جوعتا.... لك إي هيك يمكن يصير ببلد الخيرات والكرم ع ايدين ولاد.... اللي ما بيرحموا ولا بيخلو رحمة الله تنزل!
هل المشاهدات صار منها كتير شي عادي.. وكتير إنها تنشاف بكل دقيقة ببلد كلو خير.... بس خيرو ما عم يروح لشعبو... خيرو رايح للحرامية والفاسدين الكبار والصغار وع كل ضرس لون.. وخاصة اللي اسمهم أثرياء الحرب الجداد اللي ما خلو شغلة وما استغلوها ونهبوها....
وهدول يا عيوني ما بيهمهم النتيجة طالما هنن الكسبانين ع حساب قهر وتعاسة يلي سرقوهن... يعني الشعب يعني كلياتنا....
وكمان هدول الفاسدين والبلهموطية.. وحتى الحكومة يا بعدي.. ما رح يهمم مين نام جوعان أو شبعان... مين أكل من الزبالة ومين حسن يجيب أكل.. مين بردان ومين دفيان... مين مريض ومين معافى... لأن الهم الوحيد يلي بيهمون هو يكونوا هنن مستفيدين وإن كان هل الشي على حساب المواطن المطحون والملعونة أنفاسو... ماشيين ع قولة المتل «اللهم إني أسألك نفسي ثم نفسي ثم نفسي»....
إي وعلى الدنية السلام... وع البلد اللي كان ينضرب فيها المتل إنو ما فيها جوعان السلام..
بس يا حزركم لوين ممكن يوصل الجوع إذا زاد واستفحل وانتشر؟!
أكيد لازم نقول الله يستر!

معلومات إضافية

العدد رقم:
983
آخر تعديل على الإثنين, 14 أيلول/سبتمبر 2020 12:56