وادي العيون.. كبد وبائي دون الاحتراز من الكورونا
سمير علي سمير علي

وادي العيون.. كبد وبائي دون الاحتراز من الكورونا

انتشر خبر إصابة بعض المواطنين في منطقة وادي العيون خلال الأسبوع الماضي بمرض التهاب الكبد الفيروسي، والذي تبين أن السبب الرئيس فيه هو تلوث بعض مصادر المياه في المنطقة، بحسب مسؤولي المياه هناك.

الخبر الذي مر مرور الكرام بسبب تزاحم الأخبار عن جائحة الكورونا، ربما من الواجب التركيز عليه أكثر لنفس السبب، فمرض التهاب الكبد الوبائي يعتبر من الأمراض الفيروسية المعدية أيضاً، وفي ظل تفشي الكورونا قد تكون تداعياتهما المشتركة كارثية.

تفاصيل تبعد الشبهة عن شبكة المياه

يقول الخبر المنقول عبر وسائل الإعلام: إنه تم الكشف عن 60 إصابة مستقرة بمرض التهاب الكبد الفيروسي في منطقة وادي العيون، وذلك بحسب رئيس المنطقة الصحية هناك.
وفي المزيد من التفاصيل أن فريق التقصي كشف عن نبع يستخدم للشرب في القرية غير مطابق للمواصفات السورية القياسية، ما أدى إلى حدوث الإصابات، مع الإشارة إلى أن فترة حضانة الفيروس المقدرة بـ 50 يوماً ربما كانت سبباً في تأخر ظهور الإصابات.
وعن مسؤولية مؤسسة المياه عن ذلك بيّن مدير المياه في حماة بحسب بعض وسائل الإعلام، أن: «النبع الذي أدى إلى حصول هذا المرض غير معتمد من قبل مديرية المياه، لذا يعد غير صالح للشرب، ولكن بسبب طبيعة منطقة وادي العيون وكثرة الينابيع فيها يستخدم الأهالي بعض المصادر غير الصالحة للشرب». مؤكداً أن: «مصادر المياه الخاضعة للمؤسسة يطبق فيها تعقيم شديد وفحص دوري».

المواطن هو المدان فقط..

التفاصيل أعلاه تُحمّل المواطنين مسؤولية إصابتهم بالمرض، وذلك لاستخدامهم مصادر مياه غير صالحة للشرب، لكن لم تتم الإشارة لا من قريب ولا من بعيد إلى مبررات استخدام هؤلاء لهذه المياه!
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل تقوم مؤسسة المياه بتزويد المنطقة بحاجتها من المياه عبر الشبكة التي يطبق عليها التعقيم الشديد والفحص الدوري؟
فواقع الحال يقول: إن مشكلة التزود بمياه الشرب ليست جديدة في المنطقة، وهي تعاني كما غيرها من قطع المياه عبر الشبكة الرسمية، ولفترات طويلة، ومن الطبيعي أن يتم اللجوء إلى مصادر المياه المتوفرة الأخرى بهذه الحالة.
مع العلم أن بعض الأهالي ما زالوا يحمّلون مسؤولية انتشار المرض للمياه الواردة عبر الشبكة الرئيسة، وليس للينابيع التي قيل إنها ملوثة وغير صالحة للاستهلاك.
مع الأخذ بعين الاعتبار، أن هذا المرض الفيروسي سبق وأن تم تسجيل عدة إصابات به في المنطقة نفسها خلال السنين الماضية، وبنفس الفترة الزمنية، بالإضافة إلى تسجيل إصابات التهاب الأمعاء، مع تكرار نفس الأعذار التي تحمل المواطنين المسؤولية عن تلك الإصابات.
فالمواطن هو المسؤول والمدان دائماً وأبداً، ولا تقصير ولا ترهل، ولا لا مبالاة من الجهات الرسمية، سواء المسؤولة عن المياه أو المسؤولة عن الصحة!

تراخٍ مزمن ولا إجراءات احتياطية واحترازية

إذا كان التراخي والتهرب من المسؤولية طيلة السنين الماضية يمرّ مع مرور المرض وانتهاء أعراضه ومفاعيله عند المواطنين المصابين على إثر تماثلهم للشفاء، برغم معاناتهم طبعاً، فهذه المرة من المفترض ألّا يمرّ مثل هذا المرض هكذا.
فمع انتشار الكورونا يبدو أن انتشار أي مرض إضافي بمثابة الكارثة على المصابين ومخالطيهم، خاصة وأن التهاب الكبد الوبائي يعتبر أيضاً من الأمراض السارية، حاله كحال الكورونا التي صنفت على أنها جائحة وبائية، لكنه أقل خطراً منها.
فعلى الرغم من عدم تسجيل أية إصابات بالكورونا حتى تاريخه في المنطقة، إلا أنه من المفترض أن تتخذ المزيد من الإجراءات على مستوى الوقاية والعلاج من هذا المرض «الكبد الوبائي» بالسرعة الممكنة، مع المزيد من الحيطة والحذر والتحذير من المخالطة، كإجراءات احترازية ضرورية، لكنّ أياً من ذلك لم يجر مع الأسف بحسب الأهالي في المنطقة، الذين سجلوا خشيتهم وخوفهم من احتمال تشابك الجائحتين معاً في منطقتهم، وهي خشية مشروعة طبعاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
977
آخر تعديل على الإثنين, 03 آب/أغسطس 2020 15:24