رغيف الخبز والهروب من دور توزيع الكورونا!
وصل سعر ربطة الخبز خلال أيام العيد أمام المخابز عبر شبكات العمالة والاستغلال إلى 500 ليرة، وبكل فجاجة ووقاحة واستهتار واستغلال من قبل العاملين في هذه الشبكات، بالتعاون مع بعض العاملين في هذه المخابز، على علم المسؤولين عنهم، وعلى أعين الرقابة المفترضة عليهم.
في مقابل ذلك، ما زال بعض المسؤولين يطالعنا بالحديث عن الدعم المقدم لرغيف الخبز، وعن مواصفاته وجودته وتكاليفه، بالتوازي مع الحديث عن الأزمة ومفاعليها.
استغلال وعيدية
الازدحام على الأفران خلال أيام العيد كان على أشده، بل وقبل ذلك خلال يوم الوقفة ما قبل العيد أيضاً، وهذا الازدحام هو الفرصة التي تعمل من خلالها شبكات التجارة بهذا الرغيف، لتكسب المزيد من الأرباح من جيوب المواطنين بهذه المناسبة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أحد أسباب الازدحام هي هذه الشبكات نفسها.
فمجمع أفران ابن العميد توقفت بعضها عن العمل، مما زاد من الازدحام على العامل منها، وليس من المستغرب أن يلجأ بعض المواطنين إلى الهروب من هذا الازدحام، والاستعانة بما تقدمه شبكات التجارة بالرغيف أمامها من خدمات، لكن المفاجئ أن سعر الربطة عبر هذه الشبكات ارتفع من 250 ليرة، وهو سعر الربطة قبل أيام العيد، ووصل إلى 500 ليرة في بعض الفترات مع أول صباح للعيد، ومنهم من طلب 600 ليرة لقاء الربطة أيضاً، استغلالاً ومطالبة بالعيدية!
دور توزيع الكورونا
الاسم الذي تم إطلاقه على طوابير الانتظار من أجل الحصول على ربطة الخبز من قبل المواطنين مع انتشار الكورونا أصبح «دور توزيع الكورونا»، وقد تم تعميم هذه التسمية على كافة طوابير الانتظار التي يتكبد عناءها المواطن المعتر في البلد.
وبالتالي، فإن اللجوء إلى شبكات التجارة بالرغيف من قبل بعض المواطنين لم يعد للهروب من الازدحام أو لتوفير الوقت والجهد فقط، بل للهروب من احتمال الإصابة بالكورونا التي أصبحت منفلتة ومتفشية، في ظل التعامي الرسمي عما تشكله هذه الطوابير من بؤر لتفشي المرض، بل واللامبالاة والاستهتار بسلامة المواطنين وصحتهم، وحياتهم أيضاً.
الملفت بالأمر، أن بعض العاملين في هذه الشبكات أمام الأفران أصبحوا أكثر استغلالاً بذريعة الكورونا، بل حتى إن بعضهم يظهر التعاطف مع المواطنين، وخشيتهم عليهم من الإصابة بالوباء من خلال الازدحام، وأية مهزلة أن يبدو المستغل أكثر حرصاً من المسؤولين عن سلامة المواطنين!
حديث خلّبي ليس بجديد
نقل عبر إحدى الصحف المحلية عن مدير عام المخابز أن: «هناك تحسناً في جودة الخبز»، وفي حديثه عن «الدعم الكبير لمستلزمات صناعة الرغيف» أكد أن: «كلفة الدعم تتجاوز ملياري ليرة بالحد الأدنى يومياً».
الحديث عن الدعم أصبح أكثر من ممجوج بالنسبة للمواطنين، فقد تكرر خلال السنين الماضية على ألسنة المسؤولين، وكأن هذا الدعم يخرج من جيوب كل منهم! مع عدم إغفال أن حصة النهب والفساد من إجمالي هذا الدعم الرقمي لم يتم رصدها، بل لم يتم التوقف عندها بشكل جدي حتى الآن، فكل حلقة من سلسلة حلقات إنتاج الرغيف لها شبكتها العاملة نهباً وفساداً في عمقها، وعلى هامشها، وليس آخرها أو أصغرها شبكات البيع أمام المخابز.
أما الحديث عن التحسن بجودة الخبز فهذا ما تمّ استغرابه من المواطنين، فلا تحسن ملحوظ على الرغيف، وهناك الكثير من التراجع بمواصفته وجودته، مع تسجيل بعض الفروق على هذا المستوى في إنتاج بعض المخابز فقط.
وبالنسبة للمواطنين لا يعنيهم ما يقوله المسؤولون عن الرغيف من أحاديث خلبية، عن تبييض صفحات أو ترويج لذواتهم، بل وحتى من تهرب من مسؤولياتهم، بقدر ما يعنيهم ما يلمسونه فعلاً من دعم حقيقي على هذا الرغيف، يتمثل بالمواصفة والجودة والسعر وسهولة الحصول عليه.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 977