أحلامنا عم يقتلوها بس ما رح تموت!
دعاء دادو دعاء دادو

أحلامنا عم يقتلوها بس ما رح تموت!

الأحلام: هي جمع لكلمة حُلم، وهي عبارة عن سلسلة من التخيلات يلي بيشوفا الإنسان وقت النوم... وكمان هي عبارة عن نشاط تفكيري بيصير نتيجة استجابة لمنبه ما أو دافع معين...

وفي بعض من العلماء فسر هل الظاهرة هي... ومنون العالم فرويد يلي قال «الحلم هو وسيلة تلجأ إليها النفس لإشباع رغباتها ودوافعها المكبوتة خاصةً التي يكون إشباعها صعباً في الواقع»..
ومن هون صار فينا نحكي عن أحلامنا، لأنها فعلياً صعب كتير أنها تتحقق ع أرض الواقع مع وجود كم هائل من العباقرة والمفكرين يلي شغلتون وعملتون التضييق أكتر علينا بالجوع والذل والإهانة...
بهل الوقت هاد- وبهل الأزمة الاقتصادية المقصودة والمُفتعلة بتكتيكات- ما بتخطر ببال حدا يلي عم تمر فيها بلدنا، ومأثرة علينا نحن كمواطنين من الألف إلى الياء بشكل سلبي جداً، صارت أحلامنا عبارة عن أحلام يقظة، كيف؟
يعني: ما عاد في داعي ننام لحتى نحلم... صرنا نحلم ع الصاحي ونحن وعيانين- ع الواقف- ونحن عم نمشي- ونحن عم نشوف بحرقة قلب كبيرة الشغلات يلي مستحيل عاد فينا نحصل عليها- ونحن عم نلمح بطرف عيننا واجهات المحلات المنوعة والمشكلة يلي بتغرف بنص القلب وعم نتحاشى إنو ننتبهلون!!!
أحلامنا اليوم مختلفة كتير عن أحلامنا بالسابق... حُلم كل واحد فينا ما يموت من جوعوا... ما يموت من بردوا... ما يموت من مرضوا... يوصل لهدفوا... يأسس عيلة ويجيب ولاد مندون ما يكون عندو خوف من التقصير أو الحرمان...
كانوا أهل زمان يقولوا: إنو الطفل هو الوحيد يلي بيحلم... لأنو بتضل نفسو بشغلات صغيرة وتافهة ومالا طعمة وما حدا من أهلو بيلبيلوا رغبتوا إنو يحصل عليها!!!
أهل زمان لو شافوا شو صار فينا.. وشو يلي عملوا فينا كبار الحيتان والفاسدين ما غيرون.. وكيف كلشي صار بنفسنا.. ليعتذروا عن كل كلمة قالوها...
اليوم، الحلم صار مرتبط بالحقوق- حقوقنا كمواطنين...
بمعنى، يلي لازم يتأمن للمواطن كحق... صار عبارة عن حلم وصعب الوصول إليه يا حبيباتي...
نحن بالوقت الراهن من حقنا نكون عايشين بأمان وسلام... بس هاد حُلم ورح يضلوا حُلم ما دام في كتار كتير جوعانين وما معون يطعموا حالون ولا يطعموا ولادون بسبب اللي ما بيرحمو ولا بخلو رحمة الله تنزل....
في كتار كتير آعدين عم يتطلعوا ع ولادون كيف عم يموتوا من المرض قدام عيونون وهنن ما معون أجرة معاينة الدكتور الفلاني أو حساب مشفى خاص كونوا المشافي الحكومية بيموت البني آدم وبيندفن ودوروا ما أجا لسا... وهلق صارت المشافي عم تغلي فيها الكورونا متل النمل...
من حقنا نلبس شي عليه القيمة وننبسط بزهرة شبابنا... بس هاد كمان حُلم ويمكن صعب نوصلوا!! لأنو الغلا الفاحش حتى ع صعيد اللبس ما رحمنا... وخلانا نعمل موضة إعادة تدوير الواعة من الأجداد للأحفاد.. مندون مبالغة...
من حقنا ناكل اللحمة والجاج والسمك... لك مو بس من حقنا... ومن حق جسمنا يتغذى ويدخلوا كل أنواع البروتينات والفيتامينات والسكريات... بس صاروا المذكورين أعلاه من المنسيات.. حتى بمنامنا... وبأحلام يقظتنا..
لأنو جماعتون البلهموطية طيروا الأسعار لسابع سما مع المزيد من رفع الأسعار بالأيام الجاية...
من حق كل رب أسرة يكون عندو قدرة شرائية ليحسن يغير فيها أية آلة كهربائية عطلانة من الأساسي للثانوي.... بس صار حُلم- وحُلم إبليس بالجنة....
لك المشحر والمشحتف.. يلي بيمثل 99،9% من السوريين اليوم.. حلمون يحصلوا ع مروحة لتخفف عليهون حرّ الصيف... مو مكيف والعياذ بالله..
من حق كل شب وصبية بهل البلد يتزوجوا ويأسسوا عيلة... بس صار بالحلم بيحسن الواحد يتزوج؟!...
بغض النظر عن بعض مستلزمات الزواج يلي صارت كل صبية تتنازل عنها بالغصب من كتر الغلا!!! صار صعب كتير الواحد يستأجر بيت أو حتى يفكر إنو يفرشوا.... لك من أساسات أي بيت بالعالم كلو هو البراد مثلاً... والبراد بسورية صعب المنال طالما حيضل حقو من مليون وأنت شادد لفوق يا معلم...
في حدا قال من هل الشباب هدول: «نحنا جيل محظوظ لأنو معنا أحدث الكاميرات لنصور عمرنا وهو عم يضيع بأعلى جودة»..
من حق كل كبير بالعمر ببلدنا إنو يتقدملوا العناية والرعاية الصحية، وما يتقصر عليه شي... بس هاد صار حلم اليوم.. طالما بعدو في عنا فقدان أدوية ومستلزمات طبية.. وكالعادة رفع بالأسعار....
يا ترى إيمت أحلام اليقظة تبعنا رح تصير واقع.. والمنامات يلي بيحلم فيها كل إنسان طبيعي بفترة نوموا رح نرجع ونعيشها.. وإيمت رح نحصل ع كلشي بدنا ياه من حقوقنا المهدورة..
بيقولوا «تعد القشرة المخية هي المسؤولة عن محتوى الأحلام»...
فما بالكون إنو القشرة المخية تبعنا.. والمخ تبعنا.. والمخيخ وحشكيلاتو كلون عم يطالبوا بنفس الشي؟؟!!
في مواطن سوري قال «أحلامي لم تكن كبيرة كالأخرين... أحلامي كانت حق علاج وأكل ولبس متل الخلق بس، وللأسف ما قدرت أوصل لمرادي»!!!
لك قتلوا فينا الحلم.. وصارت حقوقنا عبارة عن أحلام يقظة مقزمة ومشوهة كمان.. في أتفه من هيك؟!..
هي مو أحلام.. هي حق لكل مواطن.. حق لازم نضل عم نطالب فيه لنحصل عليه... وح نقاتل الكبير والصغير والمقمط بالسرير من الحيتان والفاسدين والسرسرية وتجار الحرب والأزمة حتى نوصلو.. مشان نرجع نحلم بأحلام كبيرة تتناسب مع طبيعتنا البشرية وإنسانيتنا عنجد..
يعني ح نقاتل بالمشرمحي.. فهمتوا عليي كيف؟..

معلومات إضافية

العدد رقم:
975