المواطن الخارق
يا سادة يا كرام، كان عند الشعب السوري من زمان عادة ألا وهية: بيتصلو بأبو طارق الكهربجي... وأبو زياد النجار... وأبو فهد مصلح البرادات والغسالات والمكيفات شيت الشركات هدوليك تبعات البيع.... لما بدون يصلحوا أي عطل ناتج من الكهربا الترددية...
لأنو الكهرباء الترددية ما انخلقت بالحرب!!! من قبل الحرب وفي بعض المناطق ومناطق عشوائية مالا مخدمة من كل النواحي حتى ع صعيد الكهربا...
يعني كان صاحب محل التصليح «الصناعي» يشتغل شغلو منيح آنذاك!!!
أما اليوم، فيا حسرتي عليهون وع حالنا...
المهم، تزامناً مع استخدام الجملة الشهيرة لدى المواطنين السوريين «بتعرف شو صار حقو اليوم؟!» وع جميع الأصعدة كمان.. لجأ أغلب المواطنين القاطنين داخل أرجاء الوطن إلى عبارة «اخدم نفسك بنفسك»..
وهل الجملة هي فجرت المواهب والمهارات المكبوتة عند النساء السوريات قبل الرجال إذا بدكون!!! ووفرت ع جيبتون كتير من دفع المصاري...
ولأخذ العلم... ما حدا فيون لجأ لدورات تدريبية أو مساعدات وأسئلة من أي حدا مختص!!!!
أبداً، الأغلب لجأ للطريقة يلي لجأتلها ربة المنزل أم حسن يلي زوجا استشهد بالحرب وعندا أطفال صغار والقرش يلي بيفوت البيت ولادها أحق فيه من المصلحين الفنيين متل ما قالت: «ما كنت متوقعة إني اضطر بيوم من الأيام لتصليح غسالتي لحالي... بس مستحيل استغني عنها ومستحيل كمان أني حط بحدود الـ 44 ألف للمصلح بين سعر القطع المدوبل ع قولتو مع أجرة أيدو!!! وبلشت دور وبحبش عن مقاطع فيديو ع اليوتيوب عن آلية تصليح العطل كوني بعرف شو هو... وقبل ما بلش فك أي شي من القطع صورت الغسالة بجوالي كرمال أعرف رجع القطع والبراغي متل ما كانت... وبعد شغل أربع ساعات فيها رجعت الغسالة اشتغلت من أول وجديد وبس بـ 10 آلاف بدل الـ 40 ألف!!»..
يعني التوفير كان بحدود الـ 30 ألف....
المهم، الموضوع نفسو صار مع أبو أمجد بموضوع الصحية قال «ما كنت متوقع إني رح أنجح بتصليح التمديدات الصحية وخصوصي إنو الموضوع ما كان سهل بالمرة، بس ما كان عندي خيار تاني وقت يلي طلب مني المصلح أجرة الـ 60 ألف وأنا موظف دولة وما عندي شغل تاني!!»..
وغيرون وغيراتون من الناس والتصليحات يلي مستحيل تخطر ببال حدا...
الغلا وقلة الضمير واستغلال الناس، خلا الأغلبية يستغنوا عن المصلحين ويعتمدوا ع حالون بأغلب المشاكل والأعطال يلي كانت تصير، سواء كان السبب من الكهربا الزفت يلي ببلدنا أو من طول عمر الآلة الكهربائية أو حتى تقشير الدهان لبيت صرلو قرن مكسي...
لأنو ما عاد حدا طالع بايدو يبدل الآلة أو حتى يجيب شي مستعمل من الأسعار الخيالية يلي عم تنطلب مع كلمة «السعر كتير عادي ومنطقي هل الأيام»..
ع قولة هدوليك المواطنين يلي اشتغلوا بايدون «المصلح عم يرفع أجرتو مع ارتفاع هداك المقوص، حتى إذا كان التصليح مندون الحاجة لأية قطع غيار.... ليش؟؟ الله أعلم!!»
وصارت رفعة أيد المعلم بترتفع مع ارتفاع الملعون...
الغلا والفقر يلي نهش عضام المواطن أجبروا ع التوفير والاعتماد ع ذاتو وع عضلاتو...
أجبروه يعمل شغلات مستحيل كان يعملها من قبل من رجال للنسوان وبكل الأعمار حتى...
في وحدة قالت «هل الحرب ربتنا ترباية مرتبة، والحلو فيها فجرت مواهبنا وقدراتنا يلي كانت مكبوتة جواتنا!!! ما حدا يسدق بس الحاجة أم الاختراع!!»
بيقولوا إنو حياة الإنسان مجموعة من التجارب والخبرات، ولازم كل حدا فينا يتأقلم مع الظرف الراهن يلي هو فيه كفرد- وهالمصايب يلي نزلت متل زخ المطر ع هل البلد...
بس هل حملة التوفير ورحمة الجيبة يلي لجألا أغلب المواطنين كانت بمثابة إفلاس بالنسبة لصحاب المهن وهنن آعدين بالمحل عم يكشو دبان، وفي البعض تسكرت محلاتون لأنون خسروا زباينون المعترين...
وهاد الشي سبب فقر لبعض المهنيين «المصلحين» الصغار يلي ديماً حجتون متل حجة الكبار هو الملعون...
جيبة المواطن صغيرة كتير... والمصاريف والالتزامات والتصليحات كتيرة كتير...
لا التاجر عم يرحم المعلم... ولا المعلم عم يرحم المواطن...
والرقيب والحسيب طنش تعش تنتعش...
وحلوها إذا فيكون تحلوها....
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 973