طلاب منبج والظروف الصعبة!

طلاب منبج والظروف الصعبة!

كما جرت العادة خلال الأعوام السابقة في استقبال طلاب شهادة التعليم الثانوي من المناطق الساخنة، خارج سيطرة الحكومة، من أجل التقدم للامتحانات النهائية، فقد وفد من منبج إلى حلب مئات الطلاب والطالبات لهذه الغاية هذا العام.

المختلف في إجراءات هذا العام، كانت بعض التدابير المتعلقة بالاحتياطات الاحترازية والوقائية من الكورونا، من خلال تخصيص بعض أماكن الحجر المؤقت لهؤلاء، بالإضافة لتدابير النقل والانتقال من وإلى المراكز الامتحانية.

المعلومات الرسمية

بحسب وكالة سانا بتاريخ 11/6/2020 «أعلنت وزارة التربية عن وصول الدفعة الأولى من الطلاب القادمين من ريف حلب الشرقي «منبج» والبالغ عددهم 522 طالباً وطالبة، لتقديم امتحانات الثانوية العامة في حلب، وذلك ضمن إجراءات احترازية صحية مشددة».
وأشارت الوزارة في بيان لها، أن «هذا الإجراء يأتي في إطار التعاون بين وزارة التربية وعدد من الجهات المعنية في محافظة حلب، وبالتنسيق مع المنظمات الدولية».
وفي تصريح لـ سانا أكد مدير تربية حلب إبراهيم ماسو: أنه «تم اتخاذ الإجراءات الوقائية كافة، بالتعاون مع عدد من الجهات المعنية لاستقبال الطلاب، حيث تتواجد فرق صحية مشكلة من دائرة الصحة المدرسية ومديرية الصحة لفحص الطلاب، وتسجيل بياناتهم، وإجراء ما يلزم ضمن الإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لفيروس كورونا».
وأشار ماسو إلى أنه «تم التحضير لاستقبال الطلاب الوافدين من منطقة منبج في ريف حلب، من خلال تأمين أماكن الإقامة والحجر وعددها 11 مركزاً في منطقة هنانو وتزويدها بالكهرباء والماء والسلل الصحية والغذائية، وتقديم الدروس والمراجعات لتعويض الفاقد التعليمي».

التفاصيل غير الرسمية

بحسب بعض الطلاب الوافدين، فقد تم البدء باستقبال الطلاب الشباب قبل 10 أيام من موعد الامتحان تقريباً، بينما تم البدء باستقبال الطالبات البنات قبل 3 أيام.
وبحسب بعض الطالبات، فإن مدة الوصول إلى مراكز الحجر على الطريق تراوحت بين ساعتين ونصف و12 ساعة، دون معرفة أسباب هذا التباين في الساعات المهدورة على الطريق، والتي ترجمت بالنتيجة العملية تعباً وإرهاقاً كابدنه الطالبات.
في إحدى المدارس التي خصصت كمركز لحجر الطالبات «مدرسة شحادة درويش» في منطقة هنانو، وضع فيها بحدود 250 طالبة، وجرى توزيعهن على القاعات الصفية التي فتحت لهذه الغاية، بحيث ضمت كل قاعة بين 7-8 طالبات، وبحسب بعض الطالبات، فإن الظروف المعيشية بهذه القاعات كانت بعيدة عن الإجراءات الاحترازية والحجر الصحي، كما أنهن منعن من الخروج تحت أي ظرف ولأية ذريعة.
وعن لقائهن مع أهلهم وذويهم ومعارفهم فقد كانت المدة لا تتجاوز الــ5 دقائق، طبعاً مع وجود حرس للمراقبة، وكأنهن سجينات ولسن محجورات.

أسعار متباينة

أما بخصوص تأمين بعض الحاجات الضرورية، وخاصة الأغذية، فقد كان هناك تمييز بين الطلاب والطالبات على مستوى الأسعار في بعض الأحيان، لأسباب كانت مجهولة من قبل الطالبات اللاتي نقلن ذلك، مع ترجيح عوامل الاستغلال لهن بهذا المجال.
وبحسب ما نقل عن إحدى الطالبات، ولم يتسن لنا التأكد من هذه المعلومة، فقد تعرض بعض الطلاب لحالة أشبه بالتسمم جراء تناولهم بعض الأغذية، التي ربما كانت منتهية الصلاحية أو تعرضت للحرارة، والأهم، دون اتخاذ إجراءات التعقيم والرقابة على سلامة الغذاء، حيث جرى نقل بعض المصابين إلى مشفى الرازي للمعالجة، بعيداً عن إجراءات الحجر المتخذة أيضاً.

الكهرباء مقننة والشواحن لم تف بالحاجة

عن وضع الكهرباء فقد كان معها معاناة إضافية، فبرنامج التقنين في مركز الحجر «مدرسة شحادة» كان مستمراً بعكس ما صرح به مدير التربية، لكن تم تأمين بعض الشواحن، ولكنها لم تف بالحاجة أيضاً، حيث كانت إضاءتها منخفضة وضعيفة، وتفرغ سريعاً، ما أدى لعدم تمكن الطالبات من متابعة دراستهن ليلاً، علماً أن الفترة الليلية تعتبر محبذة للدراسة من قبل غالبية الطلاب، حيث يتم الإنجاز خلالها بشكل أفضل، خاصة لترافقها مع الهدوء الذي يحتاجه الطالب أثناء الدراسة، مما اضطر الكثير من الطالبات لاستعمال إضاءة الجوالات برغم سوئها، وسرعة استهلاك الطاقة فيها، ونفاذها أيضاً.
مشكلة إضافية واجهها بعض الطلاب والطالبات خلال توجههم للمراكز الامتحانية، تمثلت باعتبارهم متغيبين عن بعض امتحاناتهم، دون معرفة الأسباب أيضاً.

المنظمات الدولية وغياب أجهزة الدولة

بحسب بعض الطالبات، إن السبب الأساس لغالبية المشاكل التي واجهها الطلاب والطالبات خلال الأيام الامتحانية الماضية وما قبلها، كان دور بعض العاملين في المنظمات المسؤولة عن تفاصيل يومياتهم، ومعاناتهم خلالها، بما في ذلك مسؤولية النقل والانتقال من وإلى المراكز الامتحانية، في غياب لدور أجهزة الدولة المعنية بهذا الصدد!
ويتساءل هؤلاء الطلاب، عن إمكانية حلحلة بعض الصعوبات خلال الأيام الامتحانية القادمة، وعن الإجراءات التي من الممكن أن تتخذها الوزارة بما يتعلق بفوات الامتحانات، وهل سيتمكنون من إعادتها رأفة بهم، وبحالهم وبظروفهم القاسية سلفاً، أم لا؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
972
آخر تعديل على الإثنين, 29 حزيران/يونيو 2020 13:09