موسم الحشرات والتعامل المتأخر معها
بدأت درجات الحرارة بالارتفاع، وبدأ معها ظهور الحشرات الموسمية وتزايدها كما كل صيف، مع ما يرافقها من معاناة، وما يصاحبها من لدغات وأحياناً أمراض، وخاصة على مستوى الأطفال.
وكما كل موسم أيضا تظهر الجهات المسؤولة عن المكافحة في المحافظات والبلديات وكأنها متفاجئة من الحشرات وتكاثرها بفصل الصيف، حيث تتأخر عمليات رش المبيدات الحشرية، وتقتصر، بحال القيام بها، على بعض الأحياء دون سواها!.
حشرات تغزو المدن والأرياف
إضافة للناموس والبرغش، وغيرها من الحشرات، الطائرة أو الزاحفة، الصغيرة التي تنشط مع ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف، فقد غزت حشرة الخنفساء السوداء، المسماة «كالوسوما»، مجدداً هذا العام الكثير من المدن والأرياف، وبشكل كثيف أيضاً، وقد تداول المواطنين الكثير من الصور التوثيقية لهذه الحشرة بأعدادها الكبيرة.
وبرغم التجربة المسبقة لهذه الحشرة خلال العام الماضي، وبرغم التصريحات الرسمية من قبل بعض الاختصاصيين، التي تقول بأن هذه الحشرة ليست ضارة، وبأن موسم تكاثرها قصير لا يتجاوز الأسبوعين، وبأنها مفيدة للتوازن البيئي، إلا أن كل ذلك لم يشكل عامل اطمئنان للمواطنين، خاصة أن أعدادها كبيرة، وتتسلل إلى داخل البيوت، ناشرة الذعر والرعب، وخاصة لدى الأطفال.
كما انتشرت حشرة مشابهة هذا العام، لكنها أصغر حجماً من الخنفساء السوداء، وأيضاً كانت بكثافة عددية عالية، وقد ظهرت في بعض المدن والأرياف أيضاً، وتسللها إلى داخل البيوت، حيث تجذبها الأضواء، أسهل من الخنفساء السوداء نظراً لصغر حجمها.
لا برامج استباقية للمكافحة الحشرية
المحافظات والبلديات كان تجاوبها متأخراً، كما جرت العادة، على مستوى وضع برامج المكافحة اللازمة بمواجهة الغزو الحشري مع بداية فصل الصيف، علماً أنه من المفترض أن تكون هذه البرامج موضوعة مسبقاً، كي تنفذ ويُعمل بها بشكل استباقي، وقبل الوصول لمرحلة الغزو الحشري بالأعداد الكبيرة كما جرى هذا العام، والعام الماضي، وخاصة بالنسبة للخنفساء السوداء.
فقد قامت محافظة دمشق على سبيل المثال بأعمال رش المبيدات الحشرية، الرذاذي والضبابي، في بعض المناطق والأحياء في المدينة، خلال الأسبوع الماضي، لكن هذه الأعمال لم تشمل كافة الأحياء، كما لم تكن بالكم الكافي بحيث يتم التخلص من الحشرات أو التخفيف منها، حتى في الأحياء المستهدفة من عمليات الرش.
ثم أعلنت المحافظة عن برنامج أسبوعي لرش المبيدات، وذلك اعتباراً من تاريخ 17/5/2020، على أن يشمل كافة أحياء المدينة، صباحاً ومساءً، ومتضمناً الحدائق العامة وحول ضفاف الأنهر، كما عممت رقم هاتف من أجل تلقي شكاوى المواطنين بهذا الصدد أيضاً، وما علينا إلا أن ننتظر ونراقب مع المواطنين تنفيذ برنامج المكافحة المزمع.
بجميع الأحوال فقد ظهر تأخر فاعلية المحافظات والبلديات بمواجهة الغزو الحشري مع مطلع فصل الصيف الحالي، هذا الذي لم يعد نوعاً من المفاجأة بسبب التغير المناخية بل أصبح يأخذ طابع النمط السنوي الواجب إدراجه في المهمات الموسمية، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية وضرورة المكافحة الحشرية في الوقت الراهن، نظراً للظروف الصحية الخاصة المرتبطة بالكورونا ونظام الحجر والحظر المطبق.
فإذا كانت محافظة دمشق قد تأخرت بوضع برنامجها لمكافحة الحشرات بهذا الشكل وهي العاصمة، فكيف الحال مع برامج بقية المحافظات والبلديات؟
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 966