ساحة الميسات في العاصمة.. الإهمال والاضطرار للتجميل
بدأت محافظة دمشق خلال الأسابيع القليلة الماضة بعملية تحسين وتجميل لساحة الميسات، ولا شك أن أبناء المدينة وسكانها والقادمين إليها يستحقون أن يتمتعوا بالمشاهد الجمالية للساحات والحدائق فيها، وأن ينتعشوا بأشجارها وهوائها ومائها، كما لا شك أن الاهتمام بالساحات والحدائق عبر زيادة أعداد الأشجار فيها له انعكاسات بيئية إيجابية إضافية أيضاً.
لكن المقارنة التي تبادرت لأذهان سكان المنطقة كانت مع حديقة السبكي التي لا تبعد عن ساحة الميسات كثيراً، من حيث الإهمال الذي نالته خلال الفترة الماضية، برغم ما صرف عليها من أجل «تحسينها» و«تجميلها» خلال السنين القريبة الماضية، بعد الكثير من الشد والجذب الذي أحالها لفترة من الفترات إلى صحراء قاحلة، وكذلك المقارنة مع الكثير من الحدائق والساحات العامة الأخرى في العاصمة.
الاختلاف بسيطوالخشية من استمرار الإهمال
بحسب بعض سكان المنطقة، فقد بدأت عمليات «التجميل» في ساحة الميسات، عبر نبش وتجريف ترابها بداية، والذي ترافق مع إزالة بعض الأشجار منها تمهيداً للعملية «التجميلية» المرتقبة، ثم تم إحضار كميات من التراب الإضافية، حيث ظهرت في الساحة بعض الهضاب الترابية المنخفضة الموزعة على أطرافها وبوسطها، ثم تلا ذلك زراعة العديد من الأشجار والنباتات المختلفة على جوانبها وبداخلها، مع إعادة إحياء مرجها العشبي، بعد إعادة تأهيل مرشات الماء فيها، وقد استمرت هذه العمليات على مدار أسابيع، ومن خلال العديد من الورشات.
النتيجة المبدئية بحسب سكان المنطقة، أن المشهد العام ربما أصبح أجمل من خلال التنوع الشجري والنباتي الذي تم إحيائه في الساحة، برغم أن الاختلاف لم يكن كبيراً، باستثناء الهضاب الترابية التي تم إدخالها على بنية الحديقة ولم تكن موجودة سابقاً. وهؤلاء قالوا: إن حديقة الساحة تعتبر كبيرة نسبياً بالمقارنة مع غيرها من الساحات العامة في العاصمة، وكانت بحاجة للمزيد من الاهتمام ليس إلاّ.
فقد سبق أن كان فيها العديد من الأشجار والنباتات والورود والغطاء العشبي، لكن الإهمال أدى إلى موات بعض أشجارها، وإلى يباس جزء كبير من مرجها الأخضر، وهو ما سجلوا خشيتهم منه مع مرور الوقت، بحال استمر الإهمال بعد عملية التجميل الأخيرة، خاصة وأنهم سبق أن شهدوا ما حل بحديقة السبكي من تردٍ بعد عمليات التجميل لها، بسبب الإهمال وعدم المتابعة، كما سبق وأن شاهدوا نتائج اقتلاع الأشجار من منصف شارع بيروت وسط العاصمة، والبدائل من الأشجار المثمرة (حمضيات وأشجار زينة) التي تم زراعتها عوضاً عنها، والتي لم تعد موجودة بغالبيتها!.
أسئلة تفرض نفسها
لن نقلل من ضرورة الاهتمام بجمالية الساحات والحدائق، وبالغطاء النباتي عموماً، سواء في العاصمة أو أية مدينة أخرى، كما لن نبخس الجهود المبذولة حقها طبعاً، لكن لا بد من طرح بعض الأسئلة الهامة:
أليس من الأجدى استمرار الاهتمام بالحدائق والساحات، بدلاً من تركها للإهمال، والاضطرار لدفع تكاليف على صيانتها وتحسينها لاحقاً؟.
كم ستكلف عمليات التجميل اللاحقة بحال استمرار الإهمال؟
ماذا لو تم توظيف التكاليف المصروفة على عمليات التجميل والتحسين للساحات والحدائق، بحال تم المحافظة عليها، على مجالات خدمية أخرى في العاصمة؟.
كم كلفت عملية التجميل لهذه الساحة، ومن هي الجهة المستفيدة من كتلة الإنفاق المصروفة عليها؟.
أخيراً، ربما لا يسعنا إلا أن ننتظر عدة أشهر لنرى النتائج النهائية لعملية التجميل، عسى تحقق التكاليف المصروفة عليها الجدوى منها، ولا تضيع هباءً بفعل الإهمال، بانتظار متعهدين ومستفيدين جدد!.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 966