الحجر الصحي والخط الكوروني
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

الحجر الصحي والخط الكوروني

صدرت التعليمات الخاصة بالإجراءات الاحترازية والوقائية من وباء الكورونا، وصولاً لإجراءات الحجر الصحي، وحظر التجول، التي أصبحت محددة بالأيام والساعات، بالإضافة لإغلاق بعض البلدات بشكل نهائي.

لكن على ما يبدو أن العقلية السائدة، والتي اعتادت على الاستثناءات والمحسوبية والوساطة والاستقواء، لم تعِ الفارق بين الإجراءات الصحية والإجراءات الإدارية والأمنية، لذلك لا غرابة من أن نسمع بين الحين والآخر عن استثناءات جديدة تمنح، لقطاعات، أو لحرف ومهن، أو لأفراد، هكذا..

استثناء كوروني

لن نتحدث عن الاستثناء الفاقع بما يخص منع التجمعات وواقع الازدحام على صالات السورية للتجارة مثلاً، فربما هذا ليس استثناءً بقدر ما هو ضرب لكل فكرة الحجر الصحي أصلاً.
لكن سنقف عند الاستثناءات الممنوحة لبعض القطاعات والمهن، بالإضافة لما قيل عن المهمات الفردية التي تمنح من قبل المحافظين والوزراء استثناءً عن تعليمات الحجر والحظر والإغلاق، والتي يتم التعامل معها وفقاً للعقلية السائدة بعيداً عن جوهر الحجر الصحي وغايته.
فالتعليمات الأولية الصادرة استثنت القطاع الطبي ومحال الأغذية والصيدليات، وهي استثناءات ضرورية ولا بد منها طبعاً، ثم ما لبثت أن بدأت الاضافات على هذه الاستثناءات يوماً بعد آخر.
فقد أصدرت محافظة دمشق قراراً يسمح لأصحاب الفعاليات المرخصة أصولاً ضمن مناطق ابن عساكر الصناعية وحوش بلاس لإصلاح السيارات ومجمع القدم الصناعي ومجمع الزبلطاني الصناعي بالعمل ضمن أوقات الدوام من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الساعة الرابعة عصراً وحتى إشعار آخر مع الالتزام بمواعيد الحظر المطبقة يومي الجمعة والسبت، وكان قد سبقها استثناء محال إصلاح الإطارات داخل المدينة، ومحال النظارات الطبية.
ولا أحد يعلم ما هي السقوف التي ستقف عندها هذه الاستثناءات بظل استمرار هذه العقلية التي تتعامل مع استثناءات الحجر الصحي حالياً بنفس طريقة التعامل مع الاستثناءات على الحواجز الأمنية على الطرقات.
المثال المتوفر بين أيدينا حالياً هو الرقم المعلن عبر صحيفة الوطن عن عدد المهمات الممنوحة في محافظة السويداء للتجوال خلال فترة الحظر والتي وصلت إلى 5765 مهمة بحسب المدون في سجلات المحافظة، وبالمقارنة لكم أن تتخيلوا أعداد المهمات الممنوحة في بقية المحافظات، وخاصة الكبيرة.
ولدينا سابقة مجربة من حياتنا العملية خلال سنوات الحرب والأزمة وهي حالات الاستثناء من الاحتياطات الأمنية، والتي تمثلت على سبيل المثال بالخط العسكري على الحواجز، الذي أصبح بالنتيجة لكل من يحمل مهمة، مع كثرة مصادرها، أو لكل من يعرف أحد عناصر الحاجز المعني.
فهل من الممكن أن يضاف ممر جديد على الطرقات يسمى الخط الكوروني؟.
وهل ما يجري هو فعلاً حجر صحي؟.
أي عجب، وأي مصير مرعب قد ينتظرنا؟!.

معلومات إضافية

العدد رقم:
960
آخر تعديل على الإثنين, 11 أيار 2020 13:56