كيف تميز بين الكماليات والأساسيات؟!
دعاء دادو دعاء دادو

كيف تميز بين الكماليات والأساسيات؟!

قبل ما نبلش بالمقال رح نشرح بالمُختصر المفيد عن معنى كلمتين «الكماليات والأساسيات» كرمال ما تتخربطوا فيهون يا عيوني... الكماليات: هي اسم منسوبة إلى الكمال- ومقصود فيها الشيء غير الضروري ويمكن الاستغناء عنه!! باعتبار إنو مو ضروري تكون حياتنا تمام التمام (لأنو الرفاهيات شغلة يتمتع بها علية القوم بس) أما الأساسيات: فهي اسم منسوبة إلى الأساس- وتعني الجوهري، الضروري لا غنى عنه.... (أي الأكل والشرب والتعليم والصحة والثقافة والحاجات الروحية).

اليوم، سورية عم تعيش مرحلة كتير صعبة وأصعب من مراحل الحرب الماضية، لأنو هلق عم تعيش خنق كبير وحصار اقتصادي كان من برا واليوم صار برا وجُوّا!! يمكن يكون بعيد شوي صغيرة عن موضوع ارتفاع الجنوني للأسعار.. وعلى أساس إنو هي هيه طريقة الحل السحرية طلع المارد من القمقم وصار عنا غاز ومازوت على بطاقة ذكية (مع إنو ما منعرف إنو هاد المارد الأزرق تبع علاء الدين ذكي أو لأ).. وما أدراك ما البطاقة الذكية!...
البطاقة الذكية هي ببساطة عبارة عن أسلوب جديد ومُبتكر لإذلال المواطن السوري... كيف؟
بـ13 الشهر الماضي تقريباً تم الإعلان من قِبل وزارة التجارة الداخلية عن خطوات لترشيد الاستهلاك من خلال توسيع استخدام البطاقة.. وأكدوا على توزيع عدد من المواد الأساسية- الضرورية «سكر ورز وشاي» بموجب البطاقة الذكية... طبعاً ما فينا ما نخبركون عن التعليق الساخر من قِبل أحد المواطنين ويلي هو: «الحكومة السورية كانت سباقة في تخفيف أضرار السكر عن المواطن... نعم إنها البطاقة الذكية...» ومن هون فينا نتأكد أديش كانت إلها سلبيات على المواطن السوري، وكيف أنها ما حلت مشاكل.. لأ بل زادت الطين بلة!! فبظل كل المعمكات يلي واجهت هل البطاقة الذكية ابتداءً من موضوع عدم تغطية المواد المتوفرة في صالات السورية للتجارة- حاجات المواطنين وقلة عدد الصالات وانتهاءً بموضوع التلاعب بالأسعار... يعني مثلاً في نوع من أنواع الرز عم ينباع بـ 1300 ليرة علماً أنو سعرو بالنشرة التموينية 1000 ليرة!! متل ما قال هداك المواطن «يلّا 300 ليرة مو بيناتنا...» بس شو بدكون بالحكي؟ لأ ماشالله عم تطورو النهب والنصب ع عينك يا تاجر وبالذكاء.... ما علينا.. لأخذ العلم، يعتبر الرز والسكر والشاي من الأساسيات!.
منروح على موضوع جرة الغاز والمازوت اللي هنن محيّرين بين الأساسيات والكماليات (يعني هيك شغلة بين النسواني والرجالي والولادي أي بتعريف السوق الدارج «محيّر»).
لما عملوا هل الـ200 لتر مازوت عالبطاقة الذكية وع دفعتين... العالم طلعت روحا بالطول والعرض لحتى حصلت عليهون «يعني مو أساسيات»... وفي منون (جماعة الريف باعتبارهن محسوبين درجة أدنى من سكان المدينة، وكأنوا بالريف ما بيبردوا ولا بيطبخو) ما حسنوا يحصلوا غير 100 لتر الأولانيات... واليوم عم نشوف كيف العالم عم تموت من البرد كبار وصغار... لهيك صارت محسوبة علينا بالكمالية...
عملوا للغاز رسالة تكامل... بس هي لحالا سردة بتفرط لله من الضحك...
شوفوا كيف.. أوضحت شركة تكامل «إنو بمطلع الشهر الحالي في آلية جديدة لتوزيع الغاز وهيي عبر إرسال رسالة قصيرة لكل مواطن عند توفر أسطوانته لاستلامها من أقرب معتمد خلال 72 ساعة، ثم تم التخفيض مهلة الاستلام إلى 48 ساعة» والله وكيلكن صارت 24 ساعة... وبيجوز شوي تانية يصير سباق ماراتون بين الرسالة والاستلام، وبطل سباق الجري بيفوز بالجرة. وقالت الشركة «إنه يمكن للمواطن إدخال رقم البطاقة الخاصة مع الرقم الوطني عبر إحدى منصات البطاقة الذكية» أي شو بدكون أحلى من هيك؟
في عالم رح يصرلا أكتر من شهر ما أخدت جرة غاز ومع تطبيق هل الآلية ما كان طالع بإيدها غير إنها تقعد وتمسك موبايلها لتنطر الرسالة!! والرسالة أيمت بتجي؟؟؟ الله أعلم... يعني على قولة أحد المعلقين بيجوز تصير رسالة الغاز أهم من رسالة الغفران للمعري.
حبيباتي... يستر ع عرضكون بدنا كهربا- غاز- مازوت متل الخلق والبطاقة الذكية خلوها إلكون نحن ما فادتنا بشي ولا رح تفيدنا! وفادت الجماعة اللي عملوها وبس. بالأساس مشروع البطاقة الذكية هو مشروع استفزاز وإذلال للمواطن وحبة زيادة من القهر والحسرة...
عموماً، لما بدكون تشتغلوا ع موضوع الذكاء الإلكتروني حاولوا بس تأمنوا إنترنت محترم يحترم الحضارة والتكنولوجيا تبعكون... لأنو ما فينا نهمش كيف صايرة خدمة الإنترنت رديئة وسيئة لك وبتهوي أكتر من الأول وخصوصي هل كم اليوم والمواطن مو بحاجة أعباء إضافية ليعبي فيها باقات إنترنت.. ولا هي كمان من الكماليات بالبلد؟... والله أعلم..
معاون وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك صرح «كل الأنواع متوفرة بالسوق, وكل مواطن فيه يشتري حسب قدرتو الشرائية, ومو ضروري يشتري صاحب المعاش القليل الأشياء الغالية, ففي أشياء رخيصة بالسوق».
وهون بيكون بعدونا عن الكماليات وحدد لنا بس الأساسيات يعني صار معنا وضوح بالرؤية وخارطة طريق مشان ما نخربط... لهيك صرنا نعرف شو هي الكماليات بنظرون! يعني الكماليات هي الأشيا اللي ما فيك تشتريها والضروريات هي اللي فيك تشتريها، وبالتالي ميزان الكماليات والضروريات مالو علاقة بوجودك أخي المواطن على قيد الحياة الكريمة وإنما بقديش بتتكرم عليك الحكومة أو رب العمل، انسالي موضوع حقك في الحياة الكريمة الله يخليك، لأنو بتخربطلنا كل إحداثيات الأساسيات والكماليات اللي عم نحاول نقنعك فيها بالزوق أو بالزور.
أغلب هل العالم ما معها تاكل... عالم كتير استغنت عن اللحمة والجاج... بعض أنواع الخضرة والفواكه.. هدول صاروا من الكماليات بالنسبة لمعاون الوزير، لأنون فوق القدرة الشرائية للمواطن ذي الدخل المحدود!! عموماً اللحمة والجاج بيرفعوا الكوليسترول... الرز يعتبر نشويات لذلك بلالكون ياه... السكر بيعمل السكري كش برا وبعيد.. الخضرا والفواكه «يكفيك أن تقول يا سبحان الخالق ع هل الجمال»...
حاج حبيباتي حاج.... لك عصرتونا عصر وقلبنا جلدة ع عضمة وفوق كل هاد وقت منحكي ومنطالب بحقنا بتقولوا عن حكينا كماليات... لك وصارت حياتنا كلها بالنسبة إلهون من كماليات... في ناس عم تاكل خبز حاف وأنتو بعدكون عم تحكوا عن الأساسيات والكماليات؟؟

لك الله يعينكون من العالم هدول ذاتون وقت الي رح يقوموا عنجد ويفهموكون شو يعني أساسيات وكماليات...

معلومات إضافية

العدد رقم:
953
آخر تعديل على الإثنين, 17 شباط/فبراير 2020 13:00