في جبلة ... البرد مرض وفرصة استغلال

في جبلة ... البرد مرض وفرصة استغلال

موجة البرد القارس التي أتت مؤخراً كانت أكثر كارثية على المواطنين في مدينة جبلة، وذلك لقلة وسائل التدفئة المتاحة، فبعد أن تم استنفاد كمية المازوت المتوفرة من المخصصات «المدعومة» لا وسائل تدفئة أخرى تفي الحاجة وتقي الناس البرد اللهم باستثناء اللجوء إلى السوق السوداء لمن استطاع إليها سبيلاً.

كهرباء سيئة

واقع الكهرباء أكثر من سيئ، حيث من المفترض أن برنامج التقنين ساعتا وصل بمقابل أربع ساعات قطع، لكن ساعتي الوصل يتم تشفيتها بحيث لا يبقى منها إلا ثلثي الساعة فقط ومتقطعة أيضاً، وهي بذلك لا يمكن الاعتماد عليها للتدفئة، وبالكاد يمكن التراكض عند وصل الكهرباء من أجل شحن الجوالات فقط لا غير. وطبعاً لا يمكن أن نُغفل تأثير انقطاع الكهرباء بهذا الشكل على مسألة التزوُّد بالمياه فقد انعكست مشكلة الكهرباء على المياه مخلفة أزمة فيها أيضاً.

السوق السوداء زاد نشاطها

أما عن الغاز فحدِّث بلا حرج، فبعد أن تم العمل بالنظام الجديد للذكاء وصل سعر الأسطوانة في السوق السوداء إلى أكثر من ٢٠ ألف ليرة، وأحياناً لأكثر من ٣٠ ألف ليرة وللضرورة أحكام وأشكال متعددة من الاستغلال، وربما وصل الحال بالسعر إلى هذا المستوى القياسي خلال موجة البرد، لأن البعض استعان بالغاز كبديل للتدفئة اضطراراً في ظل انعدام الوسائل الأخرى، حيث زاد نشاط السوق السوداء على أسطوانات الغاز كما ارتفعت معدلات الاستغلال فيها إلى درجة الوقاحة وكذلك حال السوق السوداء على مادة المازوت التي أصبحت سلعة نادرة ومرتفعة السعر، ولها مستفيدون منها، ومستغلون لحاجة الناس لها.

أمراض وتكاليف إضافية

أمراض البرد زادت معدلاتها في الأسر، وأكثر ضحاياها هم الأطفال والمسنون (رشح، سعال، نزلات برد، التهاب قصبات..) مع كل مخاطر هذه الأمراض وتداعياتها على الأطفال، بل وصل الأمر إلى الجلطات الدماغية لدى بعض كبار السن حيث تم تسجيل عدة إصابات في المشافي، والسبب البرد القارس طبعاً مع كل ما يستدعيه ذلك من تكاليف مرهقة على الطبابة والعلاج والاستشفاء في ظل تردي الأحوال المعيشية سلفاً.

الشتاء والبرد مستمر

موجة البرد والصقيع الأخيرة انتهت، لكن تداعياتها لم تنته بعد على المنهكين والمفقرين الذين عشش البرد في نقي عظامهم وهؤلاء يسجلون خشيتهم من تداعيات وآثار موجات البرد القادمة عليهم في ظل استمرار معاناتهم من قلة مخصصات مادة المازوت ومن مشكلة الكهرباء التي لم يتم حلُّها برغم كل شكاواهم ومن أزمة الغاز وذكائها، ومن أشكال الاستغلال المتعددة التي يتعرضون لها من أجل البدائل في السوق السوداء، ويرضخون لها حاجة واضطراراً، لا شكَّ أن المعاناة أعلاه في مدينة جبلة مثال يمكن تعميمه عن جملة المعاناة في بقية المحافظات والمدن حيال كافة الخدمات، بغض النظر عن بعض التباينات البسيطة التي تظهر أقل أو أكثر فجاجة فيها.

معلومات إضافية

العدد رقم:
953
آخر تعديل على الإثنين, 17 شباط/فبراير 2020 13:01