لا يأس ولا سكوت ولا تبديد للجهود

لا يأس ولا سكوت ولا تبديد للجهود

أبعاد الكارثة التي عاشها ويعيشها السوريون كثيرة وعميقة ومتشعبة، والغالبية المفقرة والمسحوقة والمهمشة هي وحدها من دفعت وما زالت ضريبتها، فيما استفادت منها شريحة كبار الفاسدين والأثرياء وأمراء الحرب وتجار الأزمة، الذين يعملون جاهدين على سد أي أفق تغييري يُخرج الغالبية من كارثتهم، والوطن من محنته.

الوقائع تشير إلى أن الكارثة ما زالت تتعمق بجهود هذه الشريحة، وبتعاون مباشر أو غير مباشر، علماً أو جهلاً، مع كل المتربصين شراً بالبلد، داخلاً وخارجاً، وصولاً إلى ما وصلنا إليه من تردٍّ على كافة المستويات، وربما لا داعي لإعادة ذكر وتعديد الأزمات، وتوصيف أوجه المعاناة وأشكالها.

المفقرون مطلوب إسكاتهم

الغالبية المفقرة والمهمشة هي من حصدت قذارة الحرب ودفعت ضريبة كل قبحها دماً ودماراً وتشرداً وفقراً، فهي من عاشت أجواء الموت لحظة بلحظة وهو يخيم على بعض حياة ضاقت عليها أعين الطغيان والظلام والشر، حتى موتها كان حانياً ودافئاً عليها عكس برود الظلم الذي يزهق الأرواح ويبدد الحياة والجهود، وبعد كل ذلك ما زالت أبواق المزاودة ومن خلفها تضغط عليها لأجل إسكاتها عن شكاواها، وقمعها تجاه التعبير عن معاناتها وفضح المستور مما هو معلوم ومفضوح من ممارسات هذه الطغم المتحكمة، تحت عناوين الوطنية الزائفة والتحمل واستمرار الصمود والمكابدة، ومن أجل المزيد من جلدها بسياط من لا يرحم من تجار أزمات وأمراء حرب وفاسدين مدعومين بامتيازات تحميها السياسات والقائمون عليها.

الأفق ليس مغلقاً

ليست الحرب هي الظالمة فقط بل كانت اللامبالاة والاستهتار، وليست الأزمات هي القاسية فقط، بل هو الاستغلال والجشع واللؤم، وليس فصل الشتاء هو البارد فقط بل هو التخلي واللامسؤولية، وليس الجوع هو الكافر فقط، بل هي العدالة المنتقصة والمنتهكة، وليست المؤامرة هي المسؤولة فقط بل هي السياسات المطبَّقة والمستفيدون منها، وليس الأفق هو المغلق بل هي مساعي التيئيس وتبديد الجهود.

معلومات إضافية

العدد رقم:
949
آخر تعديل على الإثنين, 20 كانون2/يناير 2020 12:34