«أزماتنا مو جديدة.. وعمرها طويييييييل»!!
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

«أزماتنا مو جديدة.. وعمرها طويييييييل»!!

الحكومات عنا الحمد لله دائماً ومن يوم يومها بتحسها بتتفاجأ بالأزمات وبتتلبك فيها وبتكركب عيشتنا معها، رغم أنو أزماتنا مو جديدة وعمرها طويييل.. لك صار عمري 55 سنة، وما بتذكر بسنة من السنين أو بيوم من الأيام ما كان عنا بالبلد أزمة بشي شغلة..

يعني السكن مثلاً أزمة الأزمات من يومها ورغم هيك ما كانت تنحل كل هالسنين.. الكهربا شرحو من يومها بتقطع وبتتعطل والمي كذلك الأمر.. المواصلات ع ألعن وأدق رقبة.. ولا الأسعار ياعيني ع الأسعار هية الوحيدة اللي بتطلع لفوق وبتستحي تنزل.. وألعن شي الرواتب اللي كل مالها عم تتاكل متل ما عم تتاكل عيشتنا كلها وتتراجع..
راحت سنين واجت سنين.. وراحت حكومات وأجت حكومات وما كانت ولا وحدة منها تقدر تحل ولو أزمة بس من هالأزمات.. لأ بالعكس كل الأزمات زادت وصارت أسوأ من قبل.. وكلو كوم والحجج والتبريرات كوم تاني..
يعني والله وقت بشوف الدور ع الكازيات والمطاحنة مشان كم لتر بنزين.. أو اللي عم يصير مشان جرة غاز.. بتذكر وقت كنا نركض ورا سيارة الاستهلاكية بالتمانينات مشان ناخد كيس خضرة فيه كم بندوراية ممعوسة وكم ليمونة وخيارتين تلاتة.. أو ورا سيارة الدخان مشان ناخد باكيتين حمرا طويلة وبدون فلتر كمان.. وبنفس الوقت كان اللي معو والله منعم عليه يقدر يأمن غراضو من أسواق التهريب بكل أريحية.. يعني هية هية ع مستوى التعتير والاستغلال لدرجة الذل بالنسبة للفقرا والمشحرين، بس اللي تغير شوية تفصيلات وبس..
وقال بيفرح الواحد وقت بيكبر مشان يعتمد ع نفسو ويأسس لعيلة.. لك من وقت ما اشتغلت بعد البكالوريا مباشرة وع أساس أني استقليت اقتصادياً عن أهلي ما بتذكر أني اكتفيت مادياً.. وتزوجت وزوجتي موظفة كمان ورغم هيك كنت اضطر للاستدانة من هون ومن هون مشان كمل مصروف الشهر.. لك وصار عندي ولاد وصاروا كبار وبقيت ع قرض ورا قرض باسمي وباسم زوجتي.. غير التقسيط المستمر مشان نأمن شوية غراض للبيت.. واللي راحو سرقة وتعفيش بالأخير..
وهيك لحد هلأ وأنا ملحوق بمصروفي وبعيشتي.. ومن أزمة لأزمة.. حتى وصلنا هلأ أنو الأزمات كلها تركبت ع بعضها وصارت أكبر وأقسى علينا وخاصة أنو المعاش هو وقلتو وصارت الديون عم تزرزب منا.. وقال شو استقليت اقتصادياً وصار عندي عيلة.. أما شو استقلالية!!؟.
هلأ اللي بيطلّع العين أنو كل الحكومات اللي تغيرت ما قدرت تحل ولا أزمة من هالأزمات ولا خلتنا نعيش بكرامتنا ع هالرواتب اللي عم تعطينا ياها.. واللي بيطلّع العين أكتر من كل هاد أنو الأزمات الكبيرة والكتيرة عملت مستفيدين كتار وكبار حولها وحواليها كمان.. وصار كل واحد من هدول مو من مصلحتو أنو تنحل هالمشاكل والأزمات مشان يضل مستفيد ولأن كل ما تكبر أزمة من الأزمات هو بيكبر معها وبتكبر حصتو وأرباحو منها.. وتخيلو شو فرخت أزماتنا من هدول المستفيدين كل هالسنين الطويلة.. غير كل بوابات النهب والسرقة والاستغلال بالبلد اللي بتطلع من جيبتنا وع حسابنا بالأخير.. وكلو على عينك يا تاجر.. لنجي لوقتنا هلأ اللي صارت فيه الأزمات أكتر من أنو تنعد.. وصار وضعنا بالحضيض من كتر اللي عم يعيشوا ع كتافنا وكتاف البلد..
ورجاء ما حدا يزاود ويحكي عن الحصار والعقوبات مشان يلاقي تبريرات للي نحنا فيه.. لأنو برغم حقارتها ودناءتها، كان ممكن يكون وضعنا أفضل من هيك لو أنو الحكومات عملت اللي عليها وما ضلت عم تراوح بمكانها أو تتراجع كل هالسنين الماضية، ولولا نمط الاستغلال والفساد الداشر بالبلد.. واللي فسح المجال للمستغلين الكبار أنهم يكبروا أكتر ويفرخوا ع حساب أزماتنا ومشاكلنا، بما فيها أزمة الحصار والعقوبات اللي اعتبروها فرصة جديدة للنهب..
لك هدول شو ممكن نسميهم غير أنهم أعداء متلهم متل اللي فرض علينا العقوبات والحصار.. لأن تنيناتهم عم يستغلونا ويذلونا بكل وقاحة.. واللي صار مطلوب راسو من هدول ماعاد نحنا ووجيوبنا وعيشتنا وبس.. لأ صار مطلوب راس البلد كلها كمان.. لك في أوقح من هيك؟!

معلومات إضافية

العدد رقم:
910