«الموت مع الناس رحمة»
مني وعليي بعرف أنو في عقوبات وبعرف أنو في علينا حصار، وبعرف نتائجها وسبق وعشنا متلها بفترة التمانينات بالقرن الماضي، يعني بعرف تماماً أنو العقوبات والحصار مو جداد علينا ولا ع البلد، متل ما بعرف أنو العقوبات والحصار هلأ مو جداد لأنو بديانين من 8 سنين.
والحكي الرسمي عن أنو العقوبات والحصار وصلونا لدرجة يصير عنا أزمة غاز ومازوت وكهربا و..، وبسببهم صار صعب يزيدو الرواتب أو تتأمن كتير من الشغلات الضرورية متل الأدوية تبع الأمراض المزمنة والسرطانات وحليب الأطفال وغيرو وغيراتو كلو ممكن أفهمو وأستوعبو، خيو حصار وعقوبات من الدول اللي ما بترحم، شو نعمل ما باليد حيلة!.
بس اللي ما عم ينبلع معي وقت بشوف السيارات الحديثة بالشوارع عم تشفط وتبحت بحت وعم يتباهو فيها صحابها، أو وقت بشوف أحدث الموبايلات وأغلاها والعطورات والكافيار والفواكه الاستوائية وما لذ وطاب من المأكولات المستوردة والمهربة اللي ما بيحلم فيها اللي متل حالتنا كلها موجودة بالمولات والمحلات والستورات تبع النجوم الخمسة اللي ما بيدخل عليهم ليشتري إلا كل طويل عمر من الأغنياء والميسورين، الله يتم عليهم، وكأنو متل هي الشغلات ما عليها حصار ولا عقوبات، لأنها مو إلنا! وعم تفوت ع البلد بكل أريحية كمان وبلا عقوبات وحصار بلا هالأكل هوا كلو، وبلا كل الحكي عن توفير الدولارات للضرورات!.
واللي ما عم ينبلع معي أكتر وأكترين أنو هالعقوبات والحصار نحنا وبس اللي عم يطلعو من عيونا وع حسابنا وع حساب عيشتنا، يعني كأنو مو موجهة إلا إلنا وبس نحنا المعترين بهالبلد، لأن ما شالله اللي معو ما أثرت عليه العقوبات ولا بفرنك، لك عايش حياتو بالطول وبالعرض وعلى عيون العالم الملعون نفسها، وبنفس الوقت هدول نفسهم عم يتسببوا بزيادة سلبيات الحصار والعقوبات علينا وع البلد كمان، لأن منهم التاجر والمستورد الكبير، والمهرب، وتاجر الأزمة، والفاسد المزاود، والمحتكر.. وشو بدي عد لعد من اللي فرخته سنين الحرب والأزمة والسنين الطويلة اللي قبلها كمان، وكلو على عينك ياحكومة ويا مسؤولين!!.
لك وفوق كل هاد المطلوب منا نحنا أنو نتحمل ونكابر ع حالنا وما يطلع صوتنا ونكون مقدرين للي صار وعم يصير بالبلد وفينا، وغيرنا مو مطلوب منو هالشي أبداً!
يعني حبيباتي المسؤولين والله العدالة حلوة ومطلوبة حتى بالعقوبات، يعني كيف مطلوب مني قدًر وعم قدًر، وبنفس الوقت عم شوف كل لحظة وكل دقيقة الاستهتار فيي وبحقوقي ع إيدين متل هدول المستثنايين من التقدير والعقوبات؟!
لك اشتهيت شوف واحد من هدول ع دور الغاز، أو ع طابور الخبز، أو عم يعاني متلي من مشكلة الكهربا والمي والمواصلات، أو عم يتعتر وينحت كل يوم من الصبح لآخر الليل حتى يأمن لقمة نظيفة وشريفة لعيلتو لأن الرواتب يادوبها تكفي كم يوم بالشهر وبس..
لك بزمانن قالوا: «الموت مع الناس رحمة»، يعني حتى الموت بيصير مقبول وقت يكون فيه عدالة.. لك نحنا عم نموت كل يوم مية موتة بدون عدل وعدالة، ولسا مطلوب منا نحنا وبس أكتر من هيك كمان..
أي والله تخينة وصار لازمها حل!