نوار الدمشقي
أكبر المصايب بتصير ع أتفه الأسباب
المواطن بهالبلد مو عرفان منين بدو يلاقيها ولا منين، من السياسات الحكومية اللي مو شايفتو ولا عاطيتو أية أهمية، ولّا من التجار والسماسرة وحرامية النهار المدعومين اللي لا بيرحمو ولا بيخلو رحمة الله تنزل، ولّا من الحرب والأزمة اللي خلت الغالبية مشردين ونازحين ولاجئين، ولّا من التشليح والتشبيح والتعفيش، ولّا من.. لك شو بدنا نعد لنعد..
ورغم هيك هاد المواطن نفسو وبرغم كل ظروف التشرد والجوع والقهر اللي عايشو ما بيوفر شغلة إلا ما يعمل منها أو عليها نكتة أو مألسة، حتى يروّح عن نفسو بشوية ضحك، أو ليفجر شوي من غضبو المكبوت، ع مبدأ شر البلية ما يضحك.
الله وكيلكم صارت الناس تنتظر الحكومة وقوانينها وقرارتها وتصريحاتها مو من باب الاهتمام فيها، لأنها يئست سلفاً أنو مافي شي لمصلحتها يمكن يطلع منها، بس من باب التنكيش ع الشي اللي بيضحك فيها، وخاصة ع التناقضات اللي بتقلع العين..
قال: اللي مو عاجبو راتبو يترك..
وقال: الحكومة ممكن تزيد الرواتب 200% بس هاد يعني رفع الدعم عن الخبز والكهربا والمحروقات..
وقال: ممكن يصير الدولار بـ 200 ليرة بس الخوف علينا كمستهلكين..
وقال: الحكومة مو مسؤولة عن فقر الطلاب..
وقال: طبيب الأسنان فقير..
وقال: الرقابة التموينية فن وأخلاق..
وعلى قال وقيل.. وما حلنا ننسى قصة الـ 50 ليرة، وأديش العالم ضحكت عليها وتعاطفت مع صاحبها.. مو ع أنها مو حرزانة، بس ع أنو لك يا عيني في فساد كبير بالبلد عم ينهبنا وينهبها وع عينك ياتاجر، فرجونا حالكم عنجد بمكافحتو..
بس يمكن الأهم واللي مو شايفتو الحكومة وصحاب القرار، أو شايفينو وعرفانينو وعم يزيدو عليه، أبصر ليش؟ أنو الناس وصلانة معها للشيطان الرجيم من الكبت والاحتقان، يعني كل هالتنكيش مشان الضحك والمألسة في وراه شي أكبر عم يتراكم ويزيد، هو زيادة الغضب عندها من ورا التطنيش واللامبالاة بهمومهم ومشاكلهم ومعيشتهم وكرامتهم، وبكرا تبعهم وتبع ولادهم، وما حدا بيعرف لوين ممكن توصل الأمور معهم، لأن كلنا منعرف أنو أكبر المصايب بتصير ع أتفه الأسباب، وما شالله شو عنّا أسباب جدية وتافهة وتافهين بهالبلد، سبق وشفنا لوين وصلونا..
وسامحونا..
