حي وادي المشاريع المنسي
عابدين رشيد عابدين رشيد

حي وادي المشاريع المنسي

زادت الكثافة السكانية في حي وادي المشاريع في جبل الرز القريب من دمر خلال سنوات الأزمة بشكل كبير، وذلك بسبب قربه من مركز المدينة، بالإضافة إلى توفر عامل الأمان في المنطقة، الأمر الذي أدى لزيادة معاناة القاطنين في هذا الحي على مستوى الخدمات والبنى التحتية وترهلها.

الخدمات في الحي كانت منتقصة بالأصل قبل ازدياد الكثافة السكانية، وذلك كون الحي يعتبر من مناطق المخالفات، وما يفرزه واقعه من عشوائية وخاصة على مستوى البنى التحتية، وما تسفر عنه من معاناة بالنسبة للقاطنين فيه، وفي ظل تزايد الكثافة السكانية فقد زادت معاناة الأهالي على المستويات كافة.
النقل والمواصلات
تعتبر مشكلة النقل والمواصلات من المشاكل الرئيسة في الحي، وهي قديمة متجددة ومتزايدة، والسبب في ذلك هو قلة أعداد السرافيس العاملة على الخط لتخديم نقل المواطنين من وإلى الحي، يضاف إليها عدم التزام السائقين بالخط المقر، وخاصة داخل الحي نفسه.
فغالبية السائقين يقومون بنقل الركاب من وإلى بداية الحي قرب المؤسسة الاستهلاكية فقط، ما يعني اضطرار المواطنين للسير لمسافة طويلة في برد الشتاء وحر الصيف، مع ما يعنيه ذلك من معاناة وجهد وهدر للوقت، والذي يدفع ضريبته بشكل خاص كل من الطلاب والموظفين.
مع عدم تغييب مشكلة الفوضى المرورية لحركة السيارات ووسائط النقل داخل الحي، بين الذهاب والإياب، بسبب ضيق حاراته، وما تفرزه هذه الفوضى أحياناً من حوادث واختناقات مرورية مستمرة، وهو ما يتطلب ضرورة السعي لتنظيمها، ولو بالحدود الدنيا.
الوضع التعليمي والصحي
في الحي، وبرغم الكثافة السكانية المرتفعة، لا توجد أية مدرسة حكومية، وعلى مستوى الحلقات التعليمية كافة، وهي مشكلة عميقة ببعدها وأفقها، حيث يضطر الأهالي لأن يسجلوا أبناءهم في المدارس الأقرب إلى الحي والكائنة في مشروع دمر، أو في مدارس دمشق، الأمر الذي يعني مزيداً من الجهد والعناء للطلاب، وخاصة لطلاب الحلقة الأولى مع ذويهم، وما تفرزه هذه المشكلة من ضغط إضافي على حركة النقل والمواصلات خلال ساعات الذروة، بسبب تعاقد بعض السرافيس مع بعض الأهالي لنقل أبنائهم من وإلى مدارسهم.
كذلك هو حال الواقع الصحي، فلا يوجد في الحي أي مستوصف صحي، ويفتقر لأبسط الخدمات الصحية، اعتباراً من لقاحات الأطفال وصولاً للحالات الإسعافية الطارئة، ما يعني مشكلة حقيقية للأهالي على مستوى التداوي والطبابة والاستشفاء، وخاصة مع الحالات الإسعافية، والتي تتفاقم في ظل واقع النقل والمواصلات في الحي.
النظافة والصرف الصحي
بسبب عدم توفر حاويات القمامة بالشكل الكافي داخل الحي وفي حاراته الفرعية، يضطر الأهالي لوضع القمامة عشوائياً على مفارق الحارات، وفي ظل التأخر بترحيل القمامة في مواعيدها أحياناً تظهر التداعيات السلبية لمشكلة تراكم القمامة، سواء على مستوى تزايد انتشار الحشرات والقوارض، أو على المستوى الصحي والبيئي، والتي تتفاقم خلال فصل الصيف بسبب الارتفاع في درجات الحرارة، مع ما يخلفه ذلك من روائح كريهة نتيجة تعفن وتفسخ القمامة كمشكلة ومعاناة إضافية على الأهالي، وهو ما تم نقله إلى البلدية من خلال عريضة مطلبية تم تقديمها عبر وفد من الأهالي إلى رئيس البلدية من أجل حل المشكلة.
أما على مستوى الصرف الصحي فحدّث بلا حرج من حيث ترهل الشبكة لأسباب كثيرة وعديدة، حيث يظهر ذلك أكثر ما يظهر خلال فصل الشتاء وموسم الأمطار وتشكل السيول نتيجتها، وما تسفر عنه من انسدادٍ في بعضها أو تفجر بعضها الآخر، وما تخلفه من مسببات للانزلاقات وما تسفر عنه من إصابات أحياناً.
يضاف إلى كل ما سبق مشكلة حياتية معيشية يومية تتمثل بافتقار الحي لوجود أكشاك رسمية لبيع الخبز، حيث لا يوجد فيه سوى كشك واحد فقط، وهو غير كافٍ لتغطية الاحتياجات اليومية من الخبز لأبناء الحي، ما يعني اضطرار الأهالي لتأمين قوت يومهم من مادة الخبز من خلال البقاليات، وذلك يعني من الناحية العملية دفع المزيد من الأموال لقاء تأمين هذه المادة.
تراكم جملة هذه المشاكل على أهالي الحي، وقِدمها، جعلهم يشكون بأن حيهم منسي كما بقية الأحياء الفقيرة الأخرى في العاصمة ومحيطها، والسؤال على ألسنتهم يقول: هل من يتذكرنا من الرسميين ليزيح عنّا بعضاً من معاناتنا، ويؤمن لنا بعضاً من حقوقنا؟