غَبرة وعَفرة وقِلة واجب
نوار الدمشقي نوار الدمشقي

غَبرة وعَفرة وقِلة واجب

خبرني صديقي عن سيران المعرض قال: «والله من كتر ما حكوا ع المعرض وعملولوا دعاية وأنو شغلة حلوة وفي كتير دول وشركات مشاركة هالسنة فخطر ببالي أنو روح..» المهم اتفقت مع شلة من رفقاتي لنروح نعمل زيارة متل هالعالم الكتار اللي شفنا صورهم.. منو منتسلى ومنغير جو ومنتنفس هوا نظيف باعتبارو بمنطقة الغوطة.. ومنو منشوف هالمعروضات اللي عم يعملولها دعاية بركي منلاقي شي رخيص أو عليه عرض منشتريه لنوفر ع حالنا شوي..

المهم، لمينا حالنا يا صاحبي شلة شباب وصبايا.. ركبنا بهونداية رفيقنا أبو خالد وقلنا يا ميسر.. بالروحة كنا بكل نشاط عم نغني ونمزح ونصفق مع الأغاني.. كتير نبسطنا وصرنا فرجة ع الطريق.. وصلنا قريب من المعرض ما خلونا نقرب بالهونداية من البوابات الرئيسة وشلفونا بعيد مشان نصفها.. والله ما كذبنا خبر، وبألف يا ويلاه لقينا محل للهونداية بس بعيد عن البوابة.. وكملناها مشي لهنيك.. لك ومشوار طلع كتير بعيد..
أول مفاجأة أنو لقينا في كتير سيارات صافة قريب من البوابة.. مو تاري القصة خيار وفقوس.. تبع الهوندايات والسوزوكيات والسيارات الدرويشة فوق تعتير صحابها بينشلفوا لبعيد حتى يكملوها مشي.. وتبع السيارات الغالية والكبيرة والراقية معليش يكونوا أقرب ع البوابات مشان ما يمشوا كتير.. يعني نحنا المعترين بعيشتنا لازم نتعتر حتى بمشوارنا وهدوليك المرفهين ما بيصير يتعبوا رجليهم متلنا.. يعني ناس بزيت وناس بسمنة متل العادة..
مالك بالطويلة فتنا ع المعرض وبدينا نتفتل ع الأجنحة.. وبين الجناح والجناح مشوار.. والمعرض فعلاً كتير كبير.. بس مو هون المشكلة.. كتير من الأجنحة فاضية وما فيها شي إلا الصور والشاشات والعارضين والبروشورات.. وما في شي للبيع والشري فيها.. وسوق البيع متلو متل أي سوق تاني.. يعني البضايع هية هية وبنفس الأسعار كمان..
يعني بكل الروحة والتفتيلة بقلب المعرض الكبير والطويل والعريض اللي كان ملفت هو أعلام الدول المشاركة اللي عم ترفرف.. والسيارات الجديدة المعروضة بأسعار خيالية.. والباقي ما في شي جديد ينشاف ع هوا ما كنا متخيلين وع هوا الدعايات.. لك حتى البحرات والنوافير ما كانت نظيفة.. بتلاقي فيها كياس نايلون وقناني بلاستيك فاضية وكاسات المي والبوظة مرمية فيها.. يعني الناس نفسها مهملة بالنظافة.. بتاكل وبتشرب وبتكب وما في مين يلحق وراها!!
المهم فتلنا وفتلنا ومشينا بالعجقة بين هالناس المتفاجأة متلنا حتى طلعت روحنا بس كلو ع بلا طعمة.. والمشكلة أنو إذا جعت أو عطشت بدك تدفع أسعار سياحية.. والمصيبة بالناس اللي معها ولادها.. وع التعب أكيد بدها تجوع وتعطش.. وما في عندها إلّا أنو تشتري بهالأسعار الغالية.. يعني خراب بيت ياحرام.. بس مضطرة تدفع.. يعني بالله كيف أب بدو يقنع ولادو الجوعانين والعطشانين يأجلوها حتى يوصلو ع بيوتهم.. ما ح تظبط معو..
والله تعبنا وقررنا نرجع ع بيوتنا.. وخود لنرجع للهونداية البعيدة.. كلو كوم والرجعة كانت كوم تاني.. يا لطيف شو لقيناها بعيدة.. وصلنا وانبطحنا بقلبها وقلنا يا فكيك.. وطول طريق الرجعة ونحنا عم نتمألس ع بعضنا ونضحك من قلبنا.. واحد عم يقول آخ يا رجليي والتاني عم يشكي من وجع ظهروا وهديك عم تندب ع سيران الغبرة والعفرة اللي بلا طعمة.. وصار كل واحد فينا يضحك ع التاني.. ورغم هيك رجعنا نغني لنبسط حالنا..
يعني اللي انبسطنا فيه بكل هالمشوار الله وكيلك هو الطريق بالروحة والرجعة والأغاني اللي كنا عم نغنيها مع بعضنا بالهونداية.. وغير هيك كان شقى وتعتير ومشاهدات ما بتسر القلب والخاطر مو متل ما كنا متخيلين.. هاد غير مشهد المعترين اللي راحوا بالباصات والقطار العجيب وما عاد فيهم يرجعوا ع بيوتهم بآخر الليل.. يالطيف شو منظر؟! يلعن أبو الدعايات شو بتغش..

آخر تعديل على الإثنين, 17 أيلول/سبتمبر 2018 14:49