مدينة التل.. مشاكل حياتية متشابكة
تتفاقم في مدينة التل مشكلة المياه يوماً بعد يوم دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء انقطاع المياه المستمر عن المدينة، حيث لا تأتي المياه إلا كل ثلاثة عشر يوماً، لمرة واحدة ولعدة ساعات فقط، وربما يمر شهر في بعض أحياء المدينة من دون مياه.
كما تتفاعل مشاكل الكهرباء، مع بعض المشاكل الحياتية الأخرى، لتشكل مجتمعة أسباباً إضافية لتنغيص العيش.
مزيد من الظلم
بحسب الأهالي، يبدو أن بعض القائمين على وحدة المياه هم المسؤولون عن جزء هام من هذه الأزمة، وذلك بتعاونهم مع أصحاب الصهاريج، حيث بات اعتماد سكان المدينة عليهم لتعبئة خزاناتهم، والتي تكلفهم 700 ليرة للبرميل الواحد، وبتكلفة إنفاق شهري كبير لتأمين هذه الحاجة الضرورية، على حساب ضرورات الحياة والمعيشة الأخرى.
هناك بعض الأحياء المرتفعة في المدينة، ورغم الحديث عن ضخ المياه إليها إلا أنها لا تصلها، إما بسبب ضعف الضخ، أو بسبب تحويل المياه نحو بعض الأراضي الزراعية للمحظيين والمقربين، والنتيجة هي: حرمان السكان في بعض الأحياء من المياه.
كما يتزامن انقطاع التيار الكهربائي مع موعد قدوم المياه في الكثير من الأحيان، وهو ما يؤدي إلى عدم استفادة الأهالي من المياه في الشبكة الرسمية.
ورغم المناشدات الكثيرة من الأهالي لحل مشكلة المياه في المدينة إلّا أنّ أحداً لم يتحرك بالشكل الجدي لحلها بشكل نهائي، لا من قبل مؤسسة المياه ولا من قبل البلدية أو محافظة الريف، ومازالت المياه تعتبر المشكلة الأبرز في المدينة.
تقنين طويل
انقطاع التيار الكهرباء المتكرر في المدينة يصل إلى حدود 6 ساعات يومياً، وهي تعتبر من أعلى نسب التقنين في أغلب مناطق ريف دمشق، عدا عن قيام مؤسسة الكهرباء بتركيب أجهزة التردد يوم الخميس، والتي تؤدي إلى انقطاعات متكررة في التيار مع عدم انتظامه، مما يتسبب في تعطل الأجهزة الكهربائية المنزلية، ما يكبد الأهالي مزيداً من الإنفاق على عمليات الصيانة والإصلاح، على حساب حاجاتهم الأخرى.
فبالرغم من تحسن وضع الكهرباء، وعودة أغلب حقول الغاز إلى سيطرة الدولة، ووعود وزارة الكهرباء بأن التقنين سيكون بحدوده الدنيا، لكن سرعان ما تبينت خلبية وعود الوزارة مع قدوم فصل الصيف، فالوزارة تعتمد على ما يبدو على فصلي الربيع والخريف فقط، واللذان ينخفض فيهما استهلاك الكهرباء نسبياً، لتحسن صورتها أمام المواطنين، لتتبين بعد ذلك حقيقية تصريحاتها.
مشكلة رغيف الخبز
كثرت شكاوى الأهالي على وجود شوائب في رغيف الخبز، القوت اليومي لهؤلاء وأسرهم، مثل: قشور البزر- بقايا خيوط نايلون من أكياس الطحين- بعض الحشرات كالنمل والصراصير أحياناً- وأحياناً بقايا أعقاب السجائر أيضاً. وهذه المشكلة تم رصدها في إنتاج مخبز حرنة ومخبز التل الآلي، وذلك بسبب غياب الرقابة على مستوى مقومات النظافة وعوامل الصحة والسلامة، سواء من قبل القائمين على عمل هذه المخابز، أو من قبل المشرفين على عملها من أجهزة الرقابة المعنية في حماية المستهلك.
ما سبق أعلاه يعتبر غيضاً من فيض المشاكل الحياتية المركبة التي يعاني منها أهالي مدينة التل، بانتظار إيجاد الحلول النهائية لها.