83 عاملاً ينتظرون قرار التعيين في السويداء
عمال المخابز الآلية في السويداء الذين نجحوا في مسابقة اختبار عمال المخابز ما زالوا ينتظرون الموافقات لدى الجهات المعنية لتحويل عقود عملهم من مؤقتة إلى سنوية، ويسألون: ما مصير عقودهم؟ فقد مضى على موعد نجاحهم في الاختبار أكثر من عام فهل ستبقى نتيجة اختبارهم قانونية؟.
على الوعد ياكمون
ترك العديد من هؤلاء العمال وظائفهم بسبب عدم قيام الإدارة العامة للمخابز بمتابعة أمورهم وبقي عدد محدد منهم على خطوط الإنتاج، فما مبرر التأخير في قرار تحويل عقود العاملين الناجحين في اختبار الوزارة من مؤقتة إلى سنوية، علماً أن موعد الاختبار كان في 13/5/2017 والضرورة تقتضي الإسراع بتحويل عقود هؤلاء العمال لضمان سير العمل في ظل النقص الكبير في اليد العاملة، والذي ينعكس سلباً على العملية الإنتاجية من حيث التلف الصناعي واستهلاك مادة المازوت ونوعية الإنتاج، لعدم وجود عمال لتشغيلهم بسبب قلة الراتب وحرمان المؤقتين من التعويض المعيشي والذي جرى إقراره على دفعتين ليصل المبلغ إلى 11 ألفاً و500 ل.س علماً أن هؤلاء العمال يطلب منهم الاستمرار في العمل وعدم التوقف رغم عدم إشراكهم بالتأمين الصحي الشامل من دون رفع حوافز عملهم.
وقد جرت مخاطبة الجهات المعنية بدءاً من رئاسة مجلس الوزراء ووزارة التجارة الداخلية واتحاد نقابات عمال ونقابة الصناعات الغذائية، للعمل على إبرام عقود سنوية لكل العاملين في المخابز بدلاً من عقود ثلاثة شهور أسوة بعمال شركة الإسمنت في طرطوس من دون المرور بالورقيات والإجراءات الروتينية.
وكشف وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عن إعداد مشروع قانون يقضي بمنح عمال المخابز والمطاحن والصوامع خمسين بالمئة من طبيعة العمل على الراتب الحالي، وأوضح أنّ الوزارة منحت العاملين في المخابز التأمين الصحي للمثبتين والمؤقتين والمياومين، وتمّ تحويل عقود معظم المياومين في المخابز من عقود يومية إلى سنوية.
زيارة قاسيون للمخابز
التقت قاسيون بعض العمال في مخابز السويداء الأول والثاني وشهبا للوقوف على حقيقة معاناتهم وسماع مطالبهم
إحدى العاملات أشارت إلى أنها تعاني من الضغط الكبير في العمل مبينة أنها لا تستطيع التغيب جراء نقص العمال، وفي أحيان كثيرة تسير الخط لوحدها ضمن الوردية الواحدة.
ما ذكرته هذه العاملة أكدته عاملة أخرى تعمل منذ سنتين بعقود مياومة على خط الإنتاج في مخبز السويداء الآلي الأول، حيث تعرضت لمشاكل صحية نتيجة ضغط العمل داعية إلى منح العمال المياومين تعويض المعيشة.
طالب أحد العمال بتثبيت العمال المياومين وتحسين واقعهم المعيشي وزيادة الحوافز المقدمة لهم بما يتناسب مع جهودهم المبذولة.
أحد الفنيين علق قائلاً: لا تختلف هموم عمال المخابز على ساحة المحافظة التي تبدأ من راتب الـ 16 ألف الذي لم تضف له أية زيادة إلا تعويض الطوارئ، ويتم خصم ضريبة وتأمينات من هذا الراتب الهزيل الذي لا يقوى على رد نيران تجار وإرهابيي الأزمة وأسعارهم الحرة.
أشار فني أخر: معاناتنا كبيرة، ونسمع وعوداً كثيرةً لكنها تذهب مع الريح ولازلنا ننتظر، إن التثبيت مع راتب قليل لن يحسن الواقع ويخرج الزير من البير، من حقنا أن نعيش، وزيادة الرواتب حق لنا وليست صدقة أو مكرمة من أحد، وخاصة أننا نعمل لأكثر من 16 ساعة كون الفني مطلوباً منه مراقبة وإصلاح الخط، وفي المخبز خطان لا ينتهي من خط حتى ينتقل للآخر، بالتالي العمل متواصل في وردية الليل، ولا يختلف كثيراً الحال بالنسبة لوردية النهار، وبالنسبة لي فأنا خريج معهد تقانة، وهذه الفرصة الوحيدة للعمل التي توافرت لدي.
حدثتنا عاملة فنية مياومة قائلة: غرمت بثمانية آلاف ليرة حسمت من راتبي في أحد الشهور الماضية بسبب خلل حصل وليس لي يد فيه، فعدد العمال الموجود غير كافٍ وعليه لا يمكن تدارك الخلل، وتمت معاقبتي بسبب الإهمال يعني «فوق الموت عصة قبر» وهناك نقص في العمالة ونحن بحاجة ماسّة لعدد إضافي من العمال فقد تم تثبيت 12 عاملاً مياوماً ونحتاج 12 عاملاً آخر لاستكمال العدد اللازم.
أحد الإداريين في مخبز السويداء الأول تحدث لقاسيون قائلاً: إن كل عامل على خط الإنتاج في المخبز يقوم بجهود أربعة عمال، مما يؤثر على الأداء ويزيد من الإصابات والأمراض داعياً إلى سد النقص لتفادي تسرب الكثير من العمال الحاليين وخاصة المياومين منهم.
إداري آخر في مخبز شهبا الآلي أكد: إن نقص العمالة واضح في المخبز الذي ينتج يوميا نحو 16 ألف ربطة ما ينعكس سلباً على نوعية الخبز ويؤدي إلى زيادة نسبة التالف من المنتج وهدر المحروقات.
ويرى عمال وإداريّون في فرع الشركة العامة للمخابز الآلية العامة بالسويداء أن الحل يتطلب الإعلان عن مسابقة كون أغلب الناجحين بالاختبار الذي تم العام الماضي ولم تسوَّ عقودهم بعد هم من العمال المياومين الموجودين حاليا بالعمل، وأكدوا أن عمال المخابز يبذلون أقصى الجهود وبشكل يفوق طاقتهم لإيصال رغيف الخبز للمواطنين وذلك رغم الصعوبات التي تعترضهم، ويبلغ إنتاج المخابز الآلية «السويداء الأول والثاني وشهبا» نحو 54 طناً يومياً وهي تشكل نحو 75 بالمئة من إنتاج المخابز الآلية العامة بالسويداء.
مطالب نقابية
أكد التنظيم النقابي على ضرورة إدراج عمال المخابز ضمن الأعمال الشاقة والخطرة بسبب زيادة وكثرة الأمراض السرطانية والتنفسية، بسبب استنشاق غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن احتراق مادة المازوت، وتعرضهم للحرارة المرتفعة التي تتجاوز ٥٠ درجة في صالات الإنتاج، وضرورة إشراكهم بمظلة التأمين الصحي الشامل، كما أكد التنظيم النقابي على ضرورة منح عمال المخابز طبيعة عمل ١٠٠% والسلل الغذائية، وتعويض اللباس أسوة بباقي القطاعات، وتعديل أسعار الوجبة الغذائية، بما يتناسب مع أسعار السوق وفصل العمل الإضافي عن أيام العطل والأعياد، وإعطاء العمال ساعة طوارئ، وصرف طبيعة العمل والاختصاص لمستحقيها، وتأمين وسائط نقل للعمال، عملاً بالنظام الداخلي للشركة، ومنح العمال المياومين تعويض غلاء المعيشة، وإلغاء حرمانهم منها.
1- الإسراع بتثبت العمال المؤقتين والبالغ عددهم ٨٣ حيث تم إخبار العمال من تاريخ ١٣/٥/2017 أنهم تم تثبيتهم وحتى تاريخية لم يتم استكمال أوراق التثبيت.
2- الاستفادة من المساحات الأرضية الواسعة في المخابز الآلية بما يعود بالفائدة على الإنتاج والعمال.
3- تعيين عمال جدد لتعويض النقص الكبير في اليد العاملة.
4- إعداد دورات تأهيل للعمال بصفة العجان وذلك لقلة الخبرة وتحسين نوعية وجودة الرغيف.
5- زيادة الأجور بما يوازي تكاليف المعيشة، ولمنع تسرب العمال بسبب الرواتب الهزيلة.
6- مطالب العمال قديمة وتجسد معاناة عمال المخابز الآلية كافة في السويداء وأن الوعود والنوايا الحسنة والخطب من قبل وزراء ومدراء عامّين زاروا محافظة السويداء لا تملأ الأمعاء الخاوية التي لا زالت تنتظر، ولغاية هذا التاريخ لا جديد، وعلى رأي العمال الذين تحدثوا لقاسيون «أسمع جعجعة ولا أرى طحناً».