40 ضحية لتطبيق اللائحة الداخلية الجديدة في كلية الطب بحلب؟
محمد الواوي محمد الواوي

40 ضحية لتطبيق اللائحة الداخلية الجديدة في كلية الطب بحلب؟

لم يكن سامر_ طالب سنة رابعة في كلية الطب في حلب_ يتوقع أن يجعله رسوبه ضحية خطط دراسية جديدة وقديمة، تائهاً في بحر من قرارات جامعية، ووزارية متناقضة، ليصبح مستقبله كطبيبٍ على حافة الهاوية.

ففي العام الدراسي 2016-2015 كان طلاب كلية الطب في جامعة حلب، يتابعون دراستهم بناء على الخطة الدراسية القديمة، ولم يكن هناك أية بوادر لخطة جديدة، ولسوء الحظ لم يحالف النجاح عدداً من طلاب السنة الرابعة، فرسبوا، وبذلك أعاد الطلاب الراسبين سنتهم الرابعة في العام الدراسي 2016-2017، العام الذي حمل قرار تطبيق الخطة الدراسية الجديدة، أو ما يعرف باللائحة الداخلية الجديدة لكلية الطب، الصادرة عن وزارة التعليم العالي.
وهنا تساؤل طرحه الطلاب الراسبون في السنة الرابعة بدهشة: هل سنقدم الامتحان بناءً على الخطة القديمة أم الجديدة؟
قرارات متناقضة
بين الوزارة والكلية
تضمنت الخطة الجديدة، نقل ثلاث مواد من السنة الرابعة إلى السنة الخامسة، وإنزال مواد من الخامسة إلى الرابعة، حيث شكل عدد المواد الكبير عبئاً ثقيلاً على الطالب الراسب، لذلك حاولت الكلية تخفيف العبء عن طريق اعتبار المواد الخمسة المنقولة من السنة الخامسة إلى الرابعة مواداً إدارية غير مرسبة، ونشر قرار معمم بهذا الموضوع، (حصلت قاسيون على نسخة منه).
صدر قرار الكلية قبل امتحان الفصل الثاني، وعلى هذا الأساس قدم الطلاب امتحانهم، بالطبع تراخى بعض الطلاب مع المواد الإدارية كونها غير مرسبة، لكن أحد المسؤولين في الهيئة الطلابية أعلن بعد الامتحان: إن المواد الخمسة تعتبر غير إدارية ومرسبة، ما شكل صدمة ومفاجأة غير سارة!
حاول الطلاب مراجعة إدارة الكلية، والامتحانات، اللتين أوضحتا: أن القرار الصادر عن الكلية يحتاج إلى موافقة وزارية، وأن الوزارة رفضت القرار كونه مخالفاً للائحتها الجديدة!
بين الرسوب والترفع
قامت فكرة الخطة الجديدة على توحيد الشهادة الجامعية، وتوحيد كشف العلامات، بحيث تصبح المواد موحدة في الجامعات السورية، لكن هناك 3 مواد غير موجودة في حلب نهائياً، وموجودة فقط في جامعة دمشق، طالبت الكلية من الوزارة إرجاع تطبيق الخطة القديمة لجامعة حلب، وبينت الإدارة لطلابها: أن الوزارة وافقت شفهياً على المقترح المقدم، وبذلك عادت الخطة الدراسية القديمة، وأصبح الطلاب الراسبون في السنة الرابعة مترفعين إلى السنة الخامسة بشكل قانوني، لكن المشكلة عادت من جديد بعد صدور قرار وزاري يرفض الموافقة على الخطة القديمة، وإلزام الجامعة بالخطة الجديدة، وبذلك عاد الطلاب ليصبحوا راسبين مرة أخرى.
مستقبل مجهول
يقول علي_ طالب سنة رابعة_: «الوضع غير واضح، كل شهر يختلف وضعنا الدراسي، فمرة نصبح طلاباً في السنة الخامسة، ثم نعود إلى السنة الرابعة في شهر أخر، دون وجود حل جذري».
دفع الأمر الكلية للبحث عن حل ثالث أسوة بجامعة تشرين، أي اعتبار الطالب من السنة الرابعة للعام الدراسي 2017-2018 بحكم المنقول إلى السنة الخامسة: ومن لديه مواد محمولة بمجملها من جميع مقرراته في كلية الطب البشري، يساوي عدد مواد السنة الخامسة، بالإضافة لما يسمح به القانون بالترفع، وحتى هذه الساعة ما زال مصير هؤلاء الطلاب مجهولاً، حيث وقعوا ضحايا تطبيق خطط قديمة وجديدة، دون مراعاة لوضع الطلاب، وخصوصية الكليات الطبية في كل محافظة.
أصيب سامر بخيبة أمل كبيرة نتيجة هذه القرارات: «أريد أن أفهم، كيف سيبدو كشف علاماتي، مع حذف وإضافة مواد جديدة، عندما سألت عمادة الكلية في أية سنة دراسية أُعتبر؟ كان الجواب: أنني يمكنني أن أحضر مع طلاب السنة الرابعة، أو الخامسة، كما أشاء، هل هذا هو المنطق!؟»
مطلب مشروع برسم التعليم العالي
يعتقد الطلاب: أن الحل الأفضل هو: استمرار تطبيق الخطة القديمة حتى التخرج، أو أن تعتبر المواد المضافة إدارية غير مرسبة.
كما يطالبون وزارة التعليم العالي بالإنصات إلى مشكلتهم، وإنصافهم عبر إيجاد حل جذري لها يراعي حقهم ومصلحتهم.

آخر تعديل على الأربعاء, 28 شباط/فبراير 2018 07:57